العالمرئيسي

تقرير: الانتخابات العراقية قد تحدد مستقبل التواجد العسكري الأمريكي

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية إن تصويت العراقيين في الانتخابات البرلمانية التي جرت، الأحد، “قد يحدد مستقبل القوات الأميركية التي لا تزال متمركزة هناك”، وسيشير إلى أن نتائجها ستكشف “كيف ستتعامل بغداد مع صراع جيوسياسي بين واشنطن وطهران”.

وتأتي الانتخابات العراقية في أعقاب اتفاق بين بغداد وواشنطن على “إنهاء العمليات القتالية” للقوات الأميركية المتبقية وتحويلها إلى مهام استشارية.

وُينظر إلى الوضع الأمني المستقر نسبيا في الفترة الماضية على أنه أحد تبعات هذا القرار، لاسيما أن إنهاء التواجد الأميركي كان أحد مطالب الفصائل المناهضة للولايات المتحدة والتي قامت بالضغط على رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي.

وتنشر الولايات المتحدة 2500 عسكري في العراق من بين 3500 عنصر من قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش”.

وتحت ضغوط الفصائل، وقرار البرلمان سحب هذه القوات بعد مقتل القيادي في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، اتفقت الولايات المتحدة والعراق، في أبريل الماضي، على انتقال الولايات المتحدة إلى مهمة التدريب والمشورة.

وقالت الصحيفة الأميركية في تقريرها، الأحد، إن الانتخابات تأتي مع صراع بين الميليشيات الموالية لإيران والولايات المتحدة التي “تتعرض لضغوط سياسية متزايدة لمغادرة العراق بعد خروجها من أفغانستان”.

وأضافت الصحيفة أنه، خلال العام الجاري، وقعت البلاد في “دوامة من العنف بين الجماعات شبه العسكرية المدعومة من إيران والجيش الأميركي، الذي شن غارات جوية ردا على الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على قواعده”.

وتوقع التقرير تحقيق كتلة الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، لمكسب كبير في هذه الانتخابات، مشيرة إلى أنه فاز في انتخابات عام 2018 بأكبر نسبة من المقاعد بالتحالف مع الشيوعيين العراقيين.

ووصف التقرير الصدر بأنه “زعيم متمرّد وبطل شيعة العراق الذين يعيشون في فقر حضري، فهو ضد وجود القوات الأميركية وهو أيضا معارض لنفوذ إيران المتنامي، ما يميزه عن بعض السياسيين الشيعة الآخرين، كما أنه انتقد بعض الهجمات ضد المصالح الأميركية في البلاد”.

وتوقع استطلاع أجراه “مركز الرافدين للحوار”، وهو مؤسسة فكرية عراقية، فوز كتلة الصدر بـ 42 مقعدا، لكنه عدد أقل من 54 في انتخابات 2018.

ويقول تقرير وول ستريت جورنال إنه يبدو أن الكاظمي “يجهز نفسه للبقاء في منصبه من خلال صفقة ما بعد الانتخابات بين القوى السياسية المتنافسة في البلاد”، لكنه يواجه معارضة شديدة من الجماعات المدعومة من إيران التي تتهمه بالتورط في مقتل سليماني وأبو مهدي المهندس، عام 2020.

وينقل التقرير تصريحات قيس الخزعلي، زعيم ميليشيا “عصائب أهل الحق”، التي تعارض وجود القوات الأميركية، حول حاجة العراق رئيس وزراء جديد يركز على حل مشاكل البلاد الاقتصادية، أإن هذه ستكون الأولوية بمجرد تغير مهمة القوات الأميركية.

وقال الخزعلي في تصريحات للتلفزيون الرسمي بعد الإدلاء بصوته: “بلادنا لا تعاني بشكل رئيسي من قضايا سياسية أو أمنية بل من مشاكل اقتصادية مثل الافتقار إلى البنية التحتية ونقص الوظائف”.

وتخوض “كتائب حزب الله”، إحدى أكبر الميليشيات المدعومة من إيران، الانتخابات بشكل مباشر للمرة الأولى، بقائمة من 32 مرشحا وحثت أنصارها على التصويت، وهو “ما يبين كيف نمت القوة السياسية للجماعات شبه العسكرية منذ أن لعبت دورا رئيسيا في القتال ضد تنظيم ‘داعش’ في عام 2014”.

ويشير محللون إلى أن المشاركة المتدنية للناخبين في هذه الانتخابات قد تقوي قبضة هذه الجماعة والجماعات المتشددة الأخرى، وفقا لما نقلته الصحيفة. 

وقالت وكالة رويترز إن الانتخابات البرلمانية شهدت “أقل نسبة مشاركة” من الناخبين منذ عام 2003. وأبلغ مسؤولان بالمفوضية رويترز أن إقبال الناخبين المؤهلين على مستوى البلاد بلغ 19 في المئة بحلول منتصف النهار، مقارنة بنسبة إقبال بلغت 44.5 في المئة في الانتخابات الأخيرة التي جرت في 2018. 

ومن جهتها، دعت المفوضية في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع) إلى انتظار النتائج المعلنة منها حصرا “كونها المعبر الحقيقي والدقيق” عن العملية الانتخابية، وقالت إن “كل ما يشاع عن فوز مرشح أو كتلة حاليا غير دقيق ويجب انتظار النتائج المعلنة من قبل المفوضية حصرا”

الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى