العالمرئيسي

“الشعاع الحديدي”.. خطة إسرائيلية لتفعيل منظومة الليزر العام المقبل

من المتوقع أن يعرض المسؤولون الإسرائيليون نظام دفاع جوي تجريبي بالليزر خلال زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للشرق الأوسط الشهر المقبل، وذلك في محاولة لحشد الدعم الأميركي لمشروع مرتقب يشكل درعا لإسرائيل وجيرانها ضد أي هجمات إيرانية، وفقا لما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال“.

وأظهر نظام الدفاع بالليزر، المعروف باسم “الشعاع الحديدي” Iron Beam إمكانيات واعدة من حيث قدرته على إسقاط الطائرات بدون طيار والصواريخ وقذائف الهاون، مما أثار التفاؤل في إسرائيل بأن المشروع يمكن أن يرفع مستوى الحماية للبلاد.  

وأوضح دان شابيرو، السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، وهو الآن زميل بارز في مركز الأبحاث أتلانتيك كاونسل بواشنطن، أن زيارة بايدن ستكون فرصة للرئيس لإلقاء نظرة فاحصة على منظومة “الشعاع الحديدي”، لمعرفة ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة أن تمولها. 

وكان الكونغرس قد مضى قدما في خططه لإرسال مليار دولار أخرى لإسرائيل من أجل تعزيز نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي، والذي أظهر نجاحًا كبيرًا في إسقاط الطائرات بدون طيار والصواريخ التي أطلقها مسلحون فلسطينيون في قطاع غزة.

وقال شابيرو إن إدارة بايدن “تريد معرفة ما إذا كانت الظروف ناضجة بما يكفي لتبرير استثمار أميركي، مشيرًا إلى أن الرئيس قد يعلن عن تمويل للمنظومة الجديدة خلال جولته في الشرق الأوسط.

وتمثل منظومة Iron Beam أحدث تطور في السعي المستمر منذ عقود لتطوير سلاح الليزر، بينما يشارك جميع مقاولي الدفاع الأميركيين الرئيسيين في برامج تطوير مماثلة، ويشرف البنتاغون على اختباراته الخاصة لأسلحة الليزر التي أظهرت أيضًا بعض النتائج الواعدة في الاختبار.

وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت البحرية الأميركية أنها استخدمت بنجاح سلاح ليزر طورته شركة “لوكهيد مارتن” لإسقاط طائرة بدون طيار.

وتوقع رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أن الشعاع الحديدي الإسرائيلي قد يكون جاهزًا لدخول الخدمة في أوائل العام المقبل. 

وتعتمد إسرائيل حاليًا على نظام القبة الحديدية لإسقاط الطائرات بدون طيار والصواريخ، لكنها تكلف ما بين 50 ألف دولار و100 ألف دولار لكل صاروخ، ويتعين على النظام إطلاق صواريخ متعددة لإحباط الهجمات بنجاح، بينما يمكن أن تفعل منظومة “الشعاع الحديدي” الأمر نفسه بتكلفة دولارين فقط لكل اعتراض، وذلك وفقا لكلام بينيت 

وأوضح بينيت في وقت سابق من هذا العام إنه يأمل أن يتمكن نظام الليزر الجديد من “خدمة أصدقائنا في المنطقة الذين يتعرضون أيضًا لتهديدات شديدة من إيران ووكلائها”، وبهذه الطريقة، “يمكن خلق تحالفات أقوى”.

في اجتماع مارس في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اقترح السيد بينيت “ظرفًا دفاعيًا” للشرق الأوسط يضم نظام الليزر، وذلك وفقا لما ذكرت مصادر مطلعة لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

وبينما تقترب فترة ولاية بينيت من نهايتها المبكرة بعد انهيار ائتلافه المنقسم، فمن المتوقع أن يدافع عن منظومة “الشعاع الحديدي” رئيس الحكومة الإسرائيلية القادم بغض النظر عن هويته.

“فعالة.. ولكن”

يرى مقاولون دفاع ومسؤولين عسكريون إسرائيليون سابقين أن الشعاع الحديدي وأسلحة الليزر المماثلة أمامها طريق طويل لتقطعه قبل أن تصبح بنفس فعالية المنظومة الحالية. 

وأوضح المدير السابق للدفاع الصاروخي بوزارة الدفاع الإسرائيلية، عوزي روبين، أن أنظمة الليزر قادرة فقط على التركيز على أهداف فردية في كل مرة، ولن تكون فعالة ضد أسراب الطائرات بدون طيار أو الصواريخ الكبيرة، وهي تهديدات تلوح في الأفق.

من جهته، أوضح الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، جاكوب ناجل، أن “الشعاع الحديدي” سوف يكون قادرا على مواجهة تهديدات مثل الطائرات بدون طيار والصواريخ قصيرة المدى والمدفعية وقذائف الهاون، لكن من غير المرجح في المستقبل القريب أن يكون فعالا ضد الصواريخ الباليستية متوسطة أو بعيدة المدى.

كما يرى خبراء أن أنظمة الاعتراض الليزرية لا تزال غير صالحة للاستعمال في الطقس الغائم، وأن عليها أن تظل ثابتة على الهدف لعدة ثوان، وبالتالي  فإن “الأعداء” سيكونون على الأرجح قادرين على تطوير تدابير مضادة.

الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى