العالمرئيسي

بريطانيا.. أزمة في تدريب الطيارين تهدد سلاح الجو

قالت شبكة “سكاي“، السبت، إن سلاح الجو البريطاني يعاني نقصاً حاداً في المدربين، مع امتلاء الدورات التدريبية بطلاب أجانب، وهو ما يحد من قدرة المملكة المتحدة على تخريج طيارين مقاتلين جدد.

وأظهرت وثائق مسربة حصلت عليها “سكاي”، أن مجندي القوات الجوية الملكية يمضون أشهراً وسنين في بعض الحالات يجلسون على مكاتب بدلاً من التحليق بالمقاتلات، في انتظار مكان فارغ بأحد الدورات التدريبية.

ونقلت الشبكة عن مصادر دفاعية تحذيرها من أن سلسلة التأجيلات في تدريب طيارين جدد، “قد تعرقل جهوزية فرق الطيارين لتشغيل المقاتلات البريطانية من طرازات Typhoon وF-35 الأميركية، في وقت تشهد البلاد تهديداً متزايداً من روسيا والصين، خصوصاً مع استمرار الحرب في أوكرانيا”.

وذكرت الوثائق أن الطيارين المخصصين لقيادة أنواع أخرى من الطائرات، مثل طائرات النقل العسكري والمروحيات، يعانون المشكلة ذاتها، كما أن طياري البحرية الملكية والجيش تأثروا بنقص التدريب كذلك.

قوائم انتظار طويلة

ووفقاً للوثائق التي حصلت عليها “سكاي”، فإن قوائم الانتظار بين الطيارين طويلة، إلى حد أن الطيران الملكي يبحث في طلب 30 من مجنديه الاستقالة طوعاً، حسبما أظهرت مذكرة داخلية.

وحذرت تلك المذكرات من “خطر على سمعة سلاح الجو” إذا لم يتخذ القادة قراراً بهذا الشأن، إلا أنه لا توجد تقارير تشير إلى أن سلاح الجو الملكي يجبر طيارين على الاستقالة، بحسب “سكاي”

 طلاب أجانب

وأظهرت الوثائق أن التزاماً بريطانياً بتدريب طيارين من دول مثل قطر والسعودية، يستهلك القدرة التدريبية المحدودة أصلاً لسلاح الجو البريطاني.

ورغم وجود نحو 43 فرصة، فإن هناك 11 فقط من المملكة المتحدة سيدخلون تلك الدورات التدريبية على قيادة المقاتلات السريعة لتعلم قيادة مقاتلات F35 وTyphoon العام الجاري.

وقال ضابط بسلاح الجو ومطلع على أزمة التدريبة إن هذا هو “أكبر خطأ في سلاح الجو البريطاني الملكي”. 

وأضاف الضابط الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه: “لدينا عملية اختيار معقدة، تقارب عمليات اختيار رواد الفضاء، وهذا يعني أنك تختار أفضل الأفضل، وبعد ذلك تجعلهم ينهون تدريبهم على مدار 6 إلى 8 سنوات، في حين أن العملية يجب أن تستغرق من سنتين إلى ثلاثة فقط. هذا جنون مطبق، خصوصاً حينما تكون تلك أموال دافعي الضرائب”.

ونقلت “سكاي” عن مسؤول رفيع المستوى، قوله إن ” الوضع فضيحة، وأزمة”، مضيفاً أن هذه المشكلة “مزمنة في سلاح الجو منذ 30 عاماً، وفشل القادة بشكل متواصل في إصلاحها”.

“لدينا طواقم كافية”

ضابط حالي في سلاح الجو، رفض تلك التعليقات، نافياً وجود أزمة، وقال إن العام الجاري فقط شكل تحدياً لأن سلاح الجو كان يستعد لتقاعد عدد من الطائرات وجلب منصات جديدة كجزء من عملية تحديث أسطوله.

وقالت “سكاي” إن الحرب الروسية في أوكرانيا زادت من الضغوط على سلاح الجو الذي طلب منه زيادة عدد المقاتلات والدوريات الجوية في سماء دول الناتو الشرقية.

متحدث باسم سلاح الجو البريطاني قال: “نعترف أن هناك تحديات في قوائم الانتظار للتدريب، ولكننا نعمل بكل القطاعات الدفاعية وشركائنا الدوليين لتحسين تجربة التدريب، بما في ذلك تعيين مدربين جدد وكذلك إدارة الإطار الزمني لعملية التدريب”، مؤكداً أن بريطانيا لديها “أطقم جوية كافية لتلبية كل الالتزامات العملياتية”.

وأظهرت الوثائق المسربة أن نحو 347 متدرباً يشكلون نصف عدد المتدربين في برنامج التدريب على التحليق في الجيش والبحرية ينتظرون دورهم للانضمام للدورات التدريبية.

وأظهرت مذكرة داخلية أن نحو 80 متدرباً انتظروا 3 سنوات ونصف للانضمام إلى التدريب على المقاتلات متعددة المحركات، وهو التدريب المطلوب لقيادة طائرات التجسس وطائرات النقل الجوي من طراز C-17.

كما كشفت الوثائق عن مخاوف من هجرة الطيارين المؤهلين إلى وظائف أخرى تقدم رواتب أفضل، بدلاً من البقاء على الخطوط الأمامية أو العمل كمدربين. لكن مصدراً في سلاح الجو قال إنه لم تكن هناك “هجرة جماعية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى