العالمرئيسي

ثلاثية القوة العالمية..بوتين قد يلعب بورقة الصين ضد أميركا

تعتبر روسيا البلد الأضعف في ثلاثية القوة العالمية الحالية التي تضم أيضا الولايات المتحدة والصين، بحسب المحلل المتخصص في التاريخ العسكري، جوزيف مكالف، الذي تساءل في مقال عما إذا كانت الخلافات الصينية الأميركية ستجعل موسكو وبكين يتناسيان خلافات الماضي لتكوين تحالف.

وقال مكالف في مقاله الذي نشر على موقع Military المتخصص بالشؤون العسكرية إن الولايات المتحدة استخدمت “ورقة الصين” في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون في السبعينات مستفيدة من خلاف الصين مع الاتحاد السوفيتي السابق.

وفي عام 1972، أصبحت زيارة نيكسون للصين علامة فارقة أدت إلى اكتساب الولايات المتحدة مزيدا من النفوذ في مواجهة الاتحاد السوفيتي، الذي كانت جيوشه تتحشد على الحدود مع الصين في ظل تنامي الخلافات بين العملاقين الشيوعيين في ذلك الوقت.

وفي عام 1979 أقامت الولايات المتحدة علاقات كاملة مع الصين.

مقارنة

ويقارن الكاتب بين خلافات بكين وموسكو قبل خمسين عاما، وبين الخلافات الأميركية الصينية حاليا، متسائلا إن كانت روسيا ستستخدم “ورقة الصين” كما استخدمتها الولايات المتحدة في الماضي.

ويقول الكاتب إن “روسيا التي لم تعد القوة العظمى العالمية التي كان عليها الاتحاد السوفيتي”، خاصة وأن “اقتصادها أصغر من حجم اقتصاد ولاية تكساس الأميركية”، لكنها “لا تزال تقود جيشا كبيرا، ويمكنها أن تبرز قوة عسكرية كبيرة وهي تحتفظ بترسانة نووية كبيرة عابرة للقارات ومجمعات عسكري صناعي – تكنولوجي كبيرة”.

موسكو وسعت بشكل كبير علاقاتها مع الصين، مستفيدة من الإقبال الصيني على شراء المحروقات، وتطلعت إلى بكين بشكل كبير من أجل الوصول إلى تمويل لمشاريع في مجال الطاقة مثل مشروعي يامال للغاز الطبيعي وخط أنابيب غاز بروم.

كما أدرجت بكين الطريق البحري للممر الشمالي الشرقي لروسيا عبر مختلف بحار القطب الشمالي في روسيا في برنامجها الأوسع لتطوير البنية التحتية لمبادرة الحزام والطريق، حيث تم تسميته “طريق الحرير القطبي”.

في حين لعبت موسكو دورا في تحديث القوات المسلحة الصينية إذ استوردت الصين في عام 2018 ما نسبته 14 في المئة من صادرات موسكو من الأسلحة، أي ما يعادل حوالي 15 مليار دولار.

وقد زودت روسيا الصين بالمقاتلة متعددة المهام سو-35 وتعمل الدولتان معا لتطوير طائرة هليكوبتر ثقيلة للاستخدام العسكري.

ويزود الكرملين الصين بستة أنظمة دفاع جوي بعيدة المدى من فئة S-400، مما سيمكن الصين، في حال نشر الأنظمة، من فرض منطقة حظر جوي فوق مضيق تايوان.

وتساعد روسيا الصين فى بناء نظام إنذار مبكر لتحديد عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وهي قدرة لا تمتلكها في الوقت الحالي سوى الولايات المتحدة وروسيا.

“تحالف” روسي صيني

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، لدى سؤاله عن احتمال عقد تحالف عسكري مع الصين: “لن نستبعد ذلك من حيث المبدأ”.

لكن خبراء ومراقبين مثل، ديمتري ترينين، مدير مركز كارنيجي في موسكو، يعتقدون إن نية موسكو الحقيقية من هذه التلميحات هي معرفة موقف الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، تجاه روسيا.

وقال ترينين لموقع Nikkei Asia التحليلي إن “بوتين أراد إرسال إشارة مفادها أنه لا ينبغي للولايات المتحدة زيادة التوترات مع روسيا والصين”، وقال ترينين “إنه من غير المرجح أن تتحرك روسيا والصين نحو تحالف عسكري، لأن مهمة موسكو الرئيسية هي “أن تظل لاعبا مستقلا، لأنها في حال إجبارها على التحالف مع الصين ستكون تابعا، وهذا لا يلائمها”.

أيضا وعلى الرغم من التقارب بين روسيا والصين، يستدرك مقال موقع Military بالقول إن “المصالح الروسية والصينية على المدى الطويل تختلف اختلافا كبيرا”.

ويقول الكاتب إن البلدين قد يتنافسان على الجمهوريات الشيوعية السابقة التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي مثل أوزبكستان وطاجيكستان وكازاخستان وتركمانستان وقيرغيزستان وأذربيجان، التي تمتلك وصولا جغرافيا إلى أسواق الطاقة الأوروبية، كما إن تلك البلدان تمتلك كميات من النفط والغاز قد يجعلها منافسا محتملا لروسيا في السوق الصيني.

كما إن خلافات على مناطق حدودية بين الصين وروسيا، تبلغ مساحاتها نحو 600 ألف ميل مربع تسيطر عليها موسكو، لا تزال تلقي بظلالها على العلاقات بين البلدين.

مشكلة “الغزو الناعم”

وتشكل قضية هجرة الصينيين إلى المناطق الحدودية المختلف عليها بين البلدين مشكلة أخرى، اقتصادية واجتماعية، خاصة وأن العديد من المحللين الروس يرون تدفق ملايين الصينيين على تلك المناطق على إنه “غزو ناعم” لاستعادة الأراضي الصينية التاريخية.

وتمتلك الصين تبادلا تجاريا ضئيلا مع روسيا بالنسبة لتبادلها التجاري مع الولايات المتحدة، كما إن علاقات بكين وواشنطن، على الرغم من الخلاف الحالي، أوثق مع من علاقات موسكو وبكين.

ويقول الكاتب إن التحالف العسكري بين البلدين من شأنه أن يمثل مسؤولية كبيرة على الصين، وقد يجرها إلى صراعات تفضل بكين تجنبها.

مع هذا تشكل إمكانية التحالف الروسي الصيني تحديات كبيرة للولايات المتحدة، وخاصة لوضعها العسكري في شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ، مما يعني أن من روسيا، بحسب المقال، قد تستفيد من استخدام هذا التهديد للحصول على مزيد من النفوذ ضد الولايات المتحدة، كما أن بكين قد تجد أنه من المفيد بنفس القدر لعب “ورقة روسيا” لتوسيع نفوذها ضد الولايات المتحدة.

ملفات خلافية

وشهدت العلاقات بين روسيا والصين محطات “باردة” رفعت التوتر بين البلدين مؤخرا، منها الاحتفال بالذكرى 160 لضم فلاديفوستوك، التي خسرتها الصين عام 1860، والتي اعتبرت بكين الاحتفال بها إهانة.

كما أن روسيا وقعت صفقة أسلحة مع الهند بعد وقت قصير من مواجهة مسلحة صينية هندية في الهيمالايا، وتم تأجيل استلام نظام صواريخ S-400 بسبب ما قالت موسكو إنه عقبات فرضها انتشار فيروس كورونا.

ويقول موقع The Diplomat إن هناك اقتراحا هنديا لضم روسيا إلى مجموعة الهند والمحيط الهادي، الذي سيشكل ضربة للصين، لكنه اقتراح مستبعد التحقق مثل “اقتراح أن تنضم روسيا إلى حلف الناتو”.

الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى