العالمرئيسي

صنع في تركيا.. جيل جديد من المقاتلات

انتقلت تركيا إلى مرحلة جديدة في مسيرة تصنيع طائرتها الحربية المحلية أحد أهم مشاريع صناعاتها الدفاعية وتتمثل في نقل أجزاء جسم الطائرة وجناحيها إلى مرحلة التجميع النهائي.

وبإشراف رئاسة الصناعات الدفاعية التابعة للرئاسة التركية، تتولى شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية “توساش” الدور الرئيسي في إنجاز وتكامل المقاتلة المحلية.

وأُقيمت مراسم بدء خط التجميع النهائي لمشروع المقاتلة في منشأة شركة “توساش”، بمشاركة مسؤولين من وزارة الدفاع التركية ورئاسة الصناعات الدفاعية وقيادة القوات الجوية.

وبالتوازي مع نقل أجزاء جسم الطائرة الأمامي والأوسط والخلفي والجناحين إلى خط التجميع النهائي، بدأت رسميا أعمال التجميع وتكامل النظام للنموذج الأولي الذي سيتم إخراجه من الحظيرة في 18 مارس/ آذار 2023 لتدشين الاختبارات الأرضية.

** قصة رائعة

وفي تقييمه للمرحلة التي وصل إليها عملية تصنيع المقاتلة المحلية، قال رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير خلال المراسم: “باعتباري مهندس طيران، يسعدني أن أشارك في مسيرة إنجاز المقاتلة المحلية التركية، وهذا كان بمثابة حلم بالنسبة لي”.


وأردف: “أشكر الله أنني تمكنت من المشاركة في هذه المسيرة. منذ اليوم الذي بدأت فيه دراستي الجامعية كان لدي حلم أن أعيش هذه اللحظة. أتمنى أن نكون قد وصلنا إلى بداية النهاية في مشروع المقاتلة المحلية”.

واستطرد دمير: ” نسدل الستار عن هذا المشروع، مهمتنا ستنتهي عندما تدخل مقاتلتنا المحلية حيز الاستخدام.. فتحنا الستار لكن لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه”.

وأكد أنه “سيكون لكل من ساهم في إنجاز هذا المشروع قصة رائعة يرويها لأولاده وأحفاده ويفتخر لأنه كان أحد أعضاء الفريق الذي بنى أول طائرة مقاتلة تركية”.

وأفاد بأن مشروع المقاتلة المحلية سيكون بمثابة القاطرة التي تُسيّر قطاع الصناعات في تركيا، مبينا أن هذا المشروع يساهم في تنشيط عشرات الصناعات الفرعية والتكنولوجية.

وأكد أن الخبرة التي يكتسبها موظفو الشركة المشرفة على تصنيع المقاتلة ستنتشر في جميع أنحاء تركيا، وهذه الخبرات لن تكون حكرا على قطاع الصناعات الجوية والفضائية، بل سيتم الاستفادة منها في قطاعات صناعية عديدة أخرى.

وتابع قائلا: “مهمتنا لم تنته بعد، لدينا الكثير من العمل الذي يجب القيام به. وضعنا قلوبنا وعقولنا وجمعنا بين عقولنا وذكائنا لإنجاح هذا المشروع، سنحقق النجاح معا”.

وأردف: “أتمنى أن نبني العصر التركي المنشود معا. سنواصل العمل بكل قوتنا لتحقيق أهدافنا المنشودة لعام 2023 تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان”.

** 18 مارس 2023

فيما قال رئيس مجلس إدارة شركة “توساش” رأفت بوزدوغان إن شركته تسعى إلى إتمام مشروع المقاتلة المحلية قبل حلول 18 مارس/ آذار 2023 موعد إجراء الاختبارات الأرضية.

واستطرد: “وصلنا إلى مرحلة مهمة وحاسمة للغاية في المشروع. آمل أن نتمكن من تلبية توقعات قواتنا المسلحة بسرعة كبيرة”.

وأضاف أنه “مشروع صعب وكبير. آمل أن نتمكن من تشغيل المحرك خارج الحظيرة في 18 مارس المقبل”.

** مشروع رائد

أما المدير العام لـ”توساش” تمل كوتيل فقال إن هذا المشروع هو الأول من نوعه في تركيا ويقوم على تصنيع وإنتاج أول مقاتلة حربية بإمكانات وقدرات محلية.

وتابع: “في الواقع نحن لا نصنع طائرات، بل نبني شركة تصنّع طائرات. لدينا أكثر من 13 ألف موظف. هذه الشركة ستقوم أيضا بتصنيع جميع أنواع الطائرات من الآن فصاعدا”.

وأوضح كوتيل أن وحدة التحكم في المقاتلة المحلية تتكون من 20 ألف قطعة، وسيتم استخدام محرك جاهز في البداية، وفي المرحلة الثانية سيتم دمج المحرك محلي الصنع الذي طورته شركة “تي ار موتور” (TRMotor) التركية مع أنظمة المقاتلة.

وعن معدات الهبوط، أوضح أن الشركة التركية لصناعات الفضاء أبرمت شراكة مع شركة إيطالية لتطوير وإنتاج معدات هبوط قادرة على حمل أوزان تصل إلى 60 طنا بالقوة المتولدة أثناء الهبوط.

** الجيل الخامس

وتسعى رئاسة الصناعات الدفاعية المشرفة على المشروع إلى صنع طائرات متطورة بإمكانات محلية لتزويد القوات الجوية التركية بها، بدلا من طائرات “إف 16” المزمع الاستغناء عنها تدريجيا اعتبارا من ثلاثينيات القرن الجاري.

وعبر مشروع الطائرة الحربية الوطنية، تهدف تركيا إلى دخول مصاف الدول المصنعة لطائرات الجيل الخامس.

وبدأ مشروع تصنيع هذه الطائرة في سبتمبر/ أيلول 2018 من خلال مرحلة التصميم والنموذج الأولي، ويبذل القائمون على المشروع جهودا لإتمامه قبل الموعد المخطط له.

وفي إطار المشروع، سيتم إنتاج 6 طائرات في المرحلة الأولى، ثم الانتقال إلى الإنتاج التسلسلي عام 2033.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى