تحليل الاستراتيجيةرئيسي

طائرات مسيرة غيرت مستقبل الحروب.. وقاراباغ التي تحولت إلى رمز

خلقت الحروب المسلحة التي شهدناها في السنوات الأخيرة فكرة إمكانية إلحاق الطائرات المسيرة هزيمة كبيرة في صفوف العدو ووحداته وذلك بشكل مستقل.

وجرى استخدام الطائرات المسيرة التي استخدمت لأول مرة في حرب الفيتنام بكثرة بعد ذلك. وشهد القطاع تطورا، إذ أنه على الرغم من استخدام وحدة واحدة فقط خلال المناورات الأولى للطائرات بدون طيار، فقد تبع هذا استخدام عشرات الأجهزة. وكمثال على ذلك استخدمت قوات التحالف طائرة واحدة بإجمالي زمن طيران قتالي بلغ 522 ساعة خلال عملية عاصفة الصحراء.

وبات النزاع المسلح الأخير في ناغورنو  كاراباغ رمزا لاستخدام الطائرات بدون طيار.

وبناء على ذلك لاقى الافتراض القائل بأنه يمكن  للطائرات  بدون طيار حل مهام النزاع المسلح بشكل مستقل شعبية بين عدد من المختصين.

وأفاد المنظر العسكري الإيطالي جوليو دويت في كتابه”  التفوق الجوي” الصادر في عام 1921 التالي” الضربات الجوية على الدولة و المراكز الاقتصادية للعدو ستقود إلى النصر”.

ويشاطر المارشال Rommel de Douet  دويت الفكرة نفسها.

وسمح التفوق الجوي المطلق للقوات المسلحة الأمريكية خلال حروب العراق و العمليات في يوغوسلافيا وغيرها بأداء القوات لمهامها في أسرع وقت، مما تسبب في أضرار بالغة للعدو لا يمكن إصلاحها.

يضاف إلى هذا انخفاض تكاليف الطائرات المسيرة مقارنة بتكاليف الطائرات الحربية المأهولة. إذ أن تكاليف الطائرات الحربية الماهولة تبدأ من 100 مليون دولار و تكلفة   طائرة هليكوبتر هجومية من طراز  AH-64 Apacheتبدأ من 50 مليون دولار، أما تكلفة الطائرات الصغيرة بدون طيار تبدأ من 500 دولار فقط.

ويتراوح سعر الطائرات المسيرة المصممة لأغراض عسكرية بين ال 10-20 ألف دولار. مما يعني أنه يمكن شراء مئات الطائرات المسيرة مقابل سعر طائرة مأهولة واحدة. مع الأخذ بالاعتبار لتكلفة تدريب الطيارين و البنية التحتية والعناصر الأخرى.

وتتمتع الطائرات المسيرة بالإضافة إلى تكاليفها المنخفضة بعدد من المزايا كالقدرة على المناورة بأحمال زائدة و كفاءة الاستخدام.

وكشفت الحرب في أفغانستان على سبيل المثال عن عدد من المشاكل مع استخدام التكتيكات الكلاسيكية لصواريخ كروز و الضربات الجوية. إذ استغرقت عملية تلقي المعلومات الاستخباراتية ووصولها إلى الهدف وقتا طويلا، لكن الطائرات بدون طيار التي كانت تتجول في منطقة الصراع كانت قادرة على نقل المعلومات الاستخباراتية في الوقت الفعلي و الهجوم الفوري بصواريخ جو-أرض. بعبارة أخرى اتضح أن الطائرات بدون طيار أكثر فاعلية لتحقيق الضربات الحاسمة.

وبتاريخ 3 يناير من عام 2020 قتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني بهجوم بطائرة مسيرة من طراز AGM-114.

السلبيات

تملك الطائرات المسيرة مجموعة من العيوب أيضا إلى جانب مزاياها. والعيب الرئيسي للطائرات بدون طيار هو ضعف أنظمة التحكم عن بعد المستخدمة للتحكم بها، بالإضافة إلى الحاجة إلى قنوات اتصال ذات نطاق تردد عال، خاصة الاتصالات عبر الأفق.

وفي تصريح ل هاكوبيان وهو رئيس الأركان العامة السابق للقوات المسلحة الأرمينية في أثناء حرب قاراباغ، فقد قال “إن نشر معدات الحرب الإلكترونية من طراز POLE 21 في كاراباخ، جلب إمكانية الحد من تحليق الطائرات بدون طيار للعدو لمدة أربعة أيام.”

وأظهر علماء من جمعة تكساس  في عام 2012، الإمكانية العملية للقرصنة ووقف التحكم في طائرة بدون طيار باستخدام طريقة تسمى انتحال GPS .

وفي أواخر عام 2008، تم الاستيلاء على جهاز كمبيوتر محمول يحتوي على شريط فيديو لطائرة بدون طيار من مقاتل تم أسره في العراق. وتم استخدام برنامج SkyGrabber لشركة روسية لتشغيل الفيديو.

أداة جيدة في اليد الصحيحة يمكن أن تفعل الكثير

نظام الدفاع الجوي الأرمني الذي لم يتم تحديثه لسنوات، كان عاجزا تماما عن مجابهة الاستخدام المكثف للطائرات بدون طيار. وتم تعطيله تماما بواسطة طائرات Bayraktar التركية.

ودمرت بالإضافة إلى نظم الدفاع الجوي، المجموعة البرية للقوات المسلحة الأرمينية في ناغورنو قاراباغ.

القوات الأرمينية لم تكن جاهزة لهذا النوع الجديد من العمل العسكري، وتسبب هذا الوضع في خسائر فادحة في الجانب الأرميني.

وكما هو الحال في ناغورنو قاراباغ، استخدمت الطائرات بدون طيار ضد المعدات العسكرية المتقدمة في ليبيا بنجاح. ويمكن تحييد أنظمة الدفاع الجوي متعددة الطبقات حتى بواسطة المركبات الجوية غير المأهولة تقريبا.

مستقبل الطائرات بدن طيار

ما هي الإجراءات الممكنة التي ستطورها القوات المسلحة للدول لمواجهة تهديدات الطائرات بدون طيار؟

أولا: تطوير برامج مضادة لمنع التحكم في الأنظمة غير المأهولة

ثانيا: إنشاء رادار متنقل ومحطات حرب إلكترونية فعالة للكشف عن الطائرات بدون طيار

ثالثا: تحديث أنواع الذخيرة الحالية لتدمير الطائرات بدون طيار.

رابعا: تطوير انظمة حماية الجنود من غارات الطائرات بدون طيار و تدريبهم على القتال.

الجدير بالذكر أن هناك تطورات لا ينبغي تجاهلها تستمر بالظهور. إذ يتم تطوير أنظمة متنقلة عالية الذكاء الاصطناعي و دمجها في شبكة واحدة. ويمكن لهذه الأنظمة التحكم في المعدات ووحدات الجيش في ساحة المعركة في نفس الوقت.

المصدر TopWar

ترجمة M5  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى