العالمرئيسي

فورين بوليسي: ما الذي يمكن أن يتوافق بشأنه بايدن وبوتين؟

قالت مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) إنه في ظل حالة الانقسام الشديد التي تتسم بها العلاقات الروسية الأميركية بسبب رؤى البلدين المتباينة للنظام العالمي وتضارب قِيَمهما ومصالحهما الإستراتيجية، يرى كثيرون أن أقصى ما يمكن تحقيقه في هذه العلاقة هو استمرار حالة العداء التي لا تلين مع بذل جهود لتجنب حرب نووية مرادفة لفناء البشرية أو تصعيد عرضي نحو صراع عسكري مباشر.

وذكرت المجلة –في تحليل  للباحث بروس ألين مدير مبادرة التفاوض الروسية بجامعة هارفارد- أن هذا النوع من العلاقة هو ما حرص الرئيس الأميركي جو بايدن على بلورته خلال أول مكالمة هاتفية من نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وقد تركزت المكالمة بين الرئيسين على تمديد معاهدة  (New START) للحد من الأسلحة النووية، قبل التطرق لقائمة “الأعمال الخبيثة” لموسكو، مثل اعتقال المعارض أليكسي نافالني ومؤيديه من المتظاهرين والهجمات السيبرانية والتدخل في الانتخابات الأميركية، وغيرها من الملفات.

وترى المجلة أنه بالرغم من هذا الوضع، فإن علاقات موسكو وواشنطن تستحق محاولة أخرى لبناء علاقة أعمق تكسر دائرة الإهانة والانتقام المفرغة التي ظلت العلاقات بين البلدين حبيستها على مدى العقود الثلاثة الماضية، بعد سقوط جدار برلين وانتهاء الحرب الباردة.

ولبلوغ هذا الهدف يتعين على الجانبين اتخاذ خطوات سياسية واضحة كفيلة بتحقيق مصالح الدولتين، أولها أن تفهم الولايات المتحدة ومعها روسيا أن إشكالية العلاقات بين البلدين لا تكمن فقط في نهج الرئيس بوتين (البوتينية) أو القول إنه زعيم يخشى الديمقراطية ويحتاج إلى عدو خارجي من أجل البقاء في السلطة، وإنما تعود لمشكلات كانت موجودة في السابق وستبقى قائمة لسنوات طويلة لاحقة.

فلا يجب الاعتقاد -ترى المجلة- أن سياسات الرئيس بوتين وإستراتيجياته فقط نتاج اللحظة بل هي من مخلفات “الخيانة” التي شعر بها الروس حينما توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) شرقا، بعد تأكيدات بأنه لن يقدم على خطوة كهذه، يضاف إلى ذلك التدخل الأميركي في مجموعة من بؤر الصراع ضد مصالح موسكو، مثل صربيا وجورجيا وأوكرانيا.

وتؤكد المجلة أن الرئيس بوتين ليس الوحيد -بل أسلافه أيضا مثل بوريس يلتسين وميخائيل غورباتشوف- من شعر بالاستياء والخذلان من تصرفات الولايات المتحدة.


الصورة الكاملة

أما الخطوة الثانية المساعدة على تحقيق علاقات روسية أميركية أفضل، فهي أن ينظر المفاوضون الساعون لبدء مسار مصالحة بين الطرفين إلى الصورة الكاملة لمنظومة صراع الفعل ورد الفعل بينهما.

الرأي القائل -تضيف المجلة- إن روسيا كانت خطرة ويجب احتواؤها بينما ما تزال ضعيفة، تحول في جزء كبير منه إلى نبوءة تتحقق من ذاتها، فقد لعبت ردود فعل بوتين الانتقامية فعليا دورا حاسما في هذا الأمر، كما خدمت مصالح النظام الروسي المتمثلة في التمسك بمواقفه وإيهام الشعب بوجود تهديد خارجي.

لكن الولايات المتحدة تستطيع أيضا الدفاع عن مصالحها الإستراتيجية من خلال وقف نهجها الهجومي الحالي مؤقتا لمراجعته والنظر في مدى دقة فرضياتها وتوقعاتها السابقة.

وتخلص فورين بوليسي إلى أن الرئيس جو بايدن يستطيع اليوم ليس فقط إدانة الاستبداد في روسيا وتكرار أن الولايات المتحدة لن تنحني مجددا في مواجهة العدوان الروسي، بل أن يعترف أيضا بأن كلا البلدين قد أسهما في صنع دوامة الفعل ورد الفعل المأساوية في علاقاتهما.

وقد تذهب إدارته -كما تختم المجلة- إلى أبعد من ذلك من خلال استكشاف فرص التعاون بين موسكو وواشنطن في مجالات، مثل مكافحة كورونا والتغير المناخي والفضاء والدبلوماسية الإلكترونية.

الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى