العالمرئيسي

في لقاء مع دبلوماسيين..نتنياهو: نحاول القضاء على قدرات و إرادة حماس العسكرية ‏

قال نتنياهو خلال إيجاز قدمه لأكثر من 70 سفيراً ودبلوماسياً أجنبياً في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب: “إذا اعتقدت حركة حماس أنها تنتصر فهذه هزيمة لنا كلنا وللغرب بأسره”، مضيفاً: “نحاول ضرب من يستهدفنا، ونتخذ القرار بدقة تامة”.

وأكّد أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي أطلقتا نحو 4 آلاف صاروخ على إسرائيل، مشدداً على أنه يعمل على “إضعاف قدراتهما وإرادتيهما”.

ولم يستبعد نتنياهو خيار استمرار العملية، وقال: “يمكنك إما التغلب عليهم، وهذا دائماً احتمال مفتوح، وإما ردعهم”.

وفي السياق نفسه قال وزير الاستخبارات الإسرائيلية إيلي كوهين، في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت، إن قياديَّي حركة حماس، يحيى السنوار وإسماعيل هنية، على قائمة الأهداف الإسرائيلية، مضيفاً أن ضغوطاً مورست على الحكومة لوقف إطلاق النار في غزة، لكنها صدّتها لأن لديها مهمة عليها إتمامها.

هذه المهمة تكمن حسب تحليلات إسرائيلية وتقديرات عربية ودولية، في بحث نتنياهو عن أي “نصر” يمكن أن يقدّمه للإسرائيليين الذي واجه آلاف منهم رشقات صاروخية مستمرة وأجبرتهم على النزول إلى الملاجئ.

من جهتها، نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن رئيس مديرية العمليات بجيش الاحتلال أهارون هاليفا، قوله إن الجيش لم يتوقع بشكل كامل قرار حماس إطلاق صواريخ على القدس، مضيفاً أن الحكومة لم تسعَ في هذه الجولة إلى الإطاحة بحماس، خشية التكلفة العالية من وراء ذلك.

لكن تل أبيب سعت إلى اغتيال شخصيات قيادية كبيرة، من بينها محمد الضيف، القائد العامّ لكتائب القسام.

وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الثلاثاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حاول مرتين، خلال العدوان الحالي على قطاع غزة، اغتيال محمد الضيف، لكنه نجا.

وأكّد الجيش خلال الحملة الحالية المستمرة في قطاع غزة ضد حماس، في أكثر من مناسبة، أن “أحد أهدافه الأساسية هو قتل كبار قادة الحركة”.

بدورها طالبت صحيفة “هآرتس” العبرية بالوقف الفوري للحرب على غزة، قائلة إنها لا تفيد إسرائيل بأي شيء، وإن قضية غزة لا يمكن حلها عسكرياً.

وتوضح أنه “ولو أن هذه العملية قد حققت إنجازات لإسرائيل، وهي في أفضل الأحوال إنجازات على المدى القصير، فإنه لم يبقَ ما يستحق العناء من أجله”.

وقصفت مقاتلات الاحتلال خلال العدوان المتواصل منذ مساء 10 مايو/أيار الجاري، أبراجاً وعمارات سكنية ومنازل المواطنين ومقارَّ حكومية بشكل مكثَّف.

وتَسبَّب قصف الاحتلال منازلَ على رؤوس ساكنيها في مجازر راح ضحيّتها أسر كاملة مُحيَت بشكل كامل من السجل المدني، كما أحدث القصف الإسرائيلي تدميراً هائلاً في البنية التحتية بالقطاع من طرق وشبكات مياه وكهرباء وصرف صحي.

وقال سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور الأربعاء، إن “إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة، وعائلات بأكملها قد استُشهدَت، ونزح أكثر من 50 ألف مواطن من أماكن سكناهم”، لذلك يرى كثيرون أن تل أبيب خرجت حتى الآن خالية اليدين دون أن تحقق أي تقدم.

وقال عاموس هارئيل، المحلل العسكري الإسرائيلي في هآرتس، في مقال آخر الأربعاء، إنه في الوقت الذي يريد فيه كبار قادة الجيش إنهاء العدوان على قطاع غزة، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعارض ذلك بحثاً عن “نصر واضح”.

وأضاف هارئيل: “تشير المحادثات التي أُجريَت خلال الأيام القليلة الماضية مع كبار المسؤولين السياسيين والجيش، إلى أن الغالبية العظمى تعتقد أن عملية غزة على وشك أن تُستنفد”.

وأردف: “يسعى المستويان السياسي والعسكري لإنهاء العملية، كلاهما يفضل ببساطة أن لا يتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك”.

وكانت صحيفة هآرتس أشارت إلى أنه “ما لم تقع تطورات اللحظات الأخيرة فإنه ستُنهى الخميس العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت قبل 10 أيام”.

وأشار هارئيل إلى أن “المشكلة أن إسرائيل تُحصي الأهداف التي دُمّرت وعدد الناس الذين قتلوا، ولكن حماس تعمل على مستوى مختلف تماماً من الرمزية والوعي، ومن هذا المنظور ترى لنفسها اليد العليا”.

وتابع: “حماس يكفيهم أنهم شلوا الحياة في معظم أنحاء إسرائيل التي كانت قد بدأت للتو في التعافي من فيروس كورونا، وأجبرت سكان وسط البلاد على روتين صفارات الإنذار اليومية وخفضت عدد الرحلات الجوية من إسرائيل وإليها إلى الحد الأدنى”.

وأشار هارئيل إلى أن “الخطاب الإسرائيلي لم يُظهِر أي فهم تقريباً للضرر الدولي الذي لحق بالدولة جرَّاء القصف العنيف على غزة وتزايد عدد القتلى المدنيين هناك”.

ولفت إلى أنه “بالنسبة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الرجل الذي يتعين عليه في النهاية تحديد موقف إسرائيل، فإنه ليس من المريح إنهاء القتال في ظل الظروف الحالية، دون نصر إسرائيلي واضح”.

وأضاف: “في الخلفية يوجد أيضاً اعتبار سياسي: التفويض الذي منحه الرئيس رؤوفين ريفلين لمنافس نتنياهو زعيم حزب هناك مستقبل يائير لبيد لتشكيل حكومة الذي ينتهي في غضون أسبوعين”.

يُذكر أنه في حال فشل لبيد في تشكيل الحكومة فإن لدى نتنياهو فرصة لتشكيل حكومة مجدداً بعد أن أخفق بهذه المهمة قُبيل العدوان العسكري ضد غزة.

والمأزق السياسي والعسكري الذي وُضع فيه نتنياهو دفعه إلى اللجوء إلى استهداف مناطق سكنية في قطاع غزة، واستهداف عدد من القادة العسكريين التابعين لحركتَي حماس والجهاد الإسلامي والترويج لهذا الأمر على أنه نصر عسكري.

لكن يبدو الترويج لذلك صعباً، وفق محللين، فالإسرائيليون ليسوا مقتنعين تماماً، وهذا أحد الأسباب التي قد تدفع إلى استمرار تفجُّر الأوضاع، حسب تقرير لصحيفة هآرتس العبرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى