أخبار اليومرئيسي

كاتب أمريكي: واشنطن عليها أن تقدّر مكانة أنقرة و تعقد تحالفا جديدا معها

 في مقال له في صحيفة وول ستريت جورنال يرى الكاتب الأمريكي المعروف والتر راسيل ميد أن لقاء الرئيسين الأمريكي والتركي المرتقب هو فرصة من أجل بناء تحالف جديد بين البلدين.

ويعتبر راسيل ميد أن تركيا أحد أهم حلفاء أمريكا لكنها تمثل أكثر تحدياتها داخل حلف الشمال الأطلسي “ناتو”.

يحيل الكاتب في مقاله إلى أسباب توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن في السنوات الأخيرة وعلى رأسها قضية دعم التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق وضعف التنسيق بين إدارة الرئيس أردوغان وإدارة الرئيس بايدن.

لكن يستطرد راسيل ميد بأن التحديات الكبرى هي من تفرض التحالف بين البلدين إذ يعتبر أن تركيا تحولت إلى دولة مهمة في المنطقة مما يستوجب التعامل معها بطريقة أخرى، وهو الأمر الذي لم تضع بعد واشنطن رؤية لها.

الكاتب الأمريكي يرى أن تغير المنطقة المحيطة بتركيا منذ الحرب الباردة واحد من أهم العوامل التي يجب أن تأخذها واشنطن بعين الاعتبار، فروسيا ليست الاتحاد السوفيتي ولا تشكل الخطر حالياً على تركيا مثل التاريخ.

ومع تدهور مكانة إيران تحت وطأة العقوبات الاقتصادية الخانقة وحالة السقوط التي يعيشها العالم العربي (ليبيا والعراق وسوريا) ضعف دورهم بسبب الحرب، ولم تعد مصر كما كانت عليه، إضافة إلى تقليص أمريكا وجودها في الشرق الأوسط، تجد تركيا نفسها هي الملجأ الأول للولايات المتحدة حسب الكاتب.

في غضون ذلك يقول راسيل ميد إن علاقة أنقرة بأوروبا تغيرت، بخاصة مع توتر العلاقات مع دول الاتحاد على خلفية قضايا شرق المتوسط والانضمام إلى الحلف الأوروبي.

يؤكد الكاتب أن حالة القطيعة الحالية بين الإدارتين يجب أن تنتهي، وتبدأ مرحلة جديدة متطورة بينهما، ويشير إلى أن البلدين يرغبان في رؤية السلام بليبيا وسوريا والعراق، وكلاهما يرغب في كبح نفوذ إيران، وكلاهما يرغب في الحد من القوة الروسية في الشرق الأوسط والبحر الأسود والقوقاز، كما يعول البلدان على الدول آسيا الوسطى.

ويشدد على أن سياسة تركيا الخارجية ستصبح أكثر استقلالية وأقل قابلية للتنبؤ بالنسبة إلى القوى الأخرى، وإذا كانت واشنطن تتوقع أن تتصرف تركيا مثل هولندا أو النرويج أو إسبانيا فإن العلاقة لا يمكن أن تستمر.

فيما إذا تمكن البيت الأبيض من البدء في التفكير بتركيا بالطريقة التي تفكر بها بشأن شركاء مثل فيتنام والهند فسيكون صانعو السياسة قادرين على تقدير القيمة الجيوسياسية الحقيقية لأنقرة وإدارة التوترات التي ستظهر لا محالة بمهارة أكبر، حسب الكاتب.

ويشير إلى أن مهمة السيد بايدن في اجتماعه مع السيد أردوغان ليست إنقاذ التحالف القديم بين الولايات المتحدة وتركيا ولكن لوضع الأساس لتحالف جديد.

TRT

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى