تحليل الاستراتيجيةرئيسي

مساع عراقية لتطوير نظامها الأمني ..الأسباب والمعوقات ‏

كسبت المساعي العراقية لإضفاء حالة من الاستقرار على البلاد، في بلد يعتبر ساحة صراع بين عديد من الأطراف زخما في الفترة الأخيرة. إذ شهدت العراق تنظيم قمة بغداد الذي سعت من خلاله إلى تخفيف حدة التوترات في المنطقة وتعزيز التعاون لمحاربة الجماعات الإرهابية والذي أعطى انطباعا برغبة عراقية في إشراك أطراف دولية في هذه العملية.

وأثارت تصريحات وزير الدفاع العراقي جمعة عناد التي أدلى بها لقناة محلية عراقية و التي تحدث خلالها عن طلبه عروض متعلقة بالطائرات المسيرة التركية بيرقدار تي بي 2 و مروحيات أتاك و أنظمة دفاع جوي التساؤلات حول الهدف العراقي من اقتناء مثل هذه الأنظمة و الأسلحة و عما تحتاجه العراق فعليا ضمن مخزونها الدفاعي لضمان أمنها في الوقت الذي تتعرض فيه المنظومة الأمنية العراقية لانتقادات بالغة.

يقول الباحث العراقي رائد الحامد  في حديث له مع M5   أن “العراق كما هو حال أغلب دول المنطقة التي ارتبطت بتحالف أو شراكة مع الولايات المتحدة باتت تخشى “الخذلان الأمريكي”، كما حصل في أفغانستان، لذلك تبحث عن تنويع مصادر تسليحها مثل السعودية التي أصبحت تتجه صوب روسيا والصين”.

و يتابع “العراق قد تتجه نحو تركيا كمصدر للتسليح مستقبلا لكنها رغبة تفتقر إلى القرار السياسي” على حد تعبيره.

الجدير بالذكر أنه كان للعراق حضور لافت في معرض IDEF 21  الذي عقد في اسطنبول في شهر أغسطس الفائت.

الرغبة العراقية بالتسلح بطائرات بيرقدار تي بي 2 على سبيل المثال و أنظمة أخرى ، أثارت التساؤلات حول إمكانية نشوب تخوف لدى الجانب التركي من سقوط تقنيتها العسكرية بيد جماعات متطرفة أو جماعات معادية لها، وفيما إذا كان لدى العراق إمكانية لتقديم  ضمانات للجانب التركي حول هذا الأمر .

يقول الحامد أن الحكومة العراقية ليس بوسعها تقديم أي ضمانات سواء لتركيا أو لدول أخرى. ويتحدث عن وجوب عدم الوثوق بالضمانات العراقية و عن عجز الحكومة العراقية في مواجهة الفصائل المتنفذة  الحليفة لإيران.

يشار إلى  أن الجهود العراقية للتسلح لم تقتصر على لقاءات مع الجانب التركي فقط، إذ زار وزير الدفاع العراقي أكثر من دولة للتباحث حول هذا الموضوع بينها فرنسا و مصر، في خطوة يراها محللون قلقا عراقيا من فكرة الانسحاب الأمريكي الكامل من العراق .

يفسر الحامد هذا النشاط العراقي اللافت بالتسلح قائلا  ” مع اقتراب الانتخابات تحاول مافيات الفساد الاستثمار في الوقت المتبقي لعقد المزيد من الصفقات لأغراض تتعلق بالمكاسب الشخصية والحزبية”.

ويتابع” لا أظن أن هذا الاندفاع لحيازة أنظمة دفاعية متطورة نابع من الحرص على أمن وسيادة العراق التي بالأمس استهدفت المسيرات والمدفعية الإيرانية عددا من الأهداف داخل الحدود العراقية دون أن يصدر بيان حتى من الحكومة يدين الاعتداء.”

تنظيم ال PKK   كخطر مشترك و إمكانية التعاون الأمني التركي العراقي

لا ينتهي  الارتباط التركي بالملف العراقي عند نقطة تصدير الأسلحة، إذ يتمركز في العراق تنظيم PKK الذي يعتبر أهم تهديدات تركيا .

و بذلت تركيا خلال السنوات الأخيرة جهودا كبيرة لردع هذا التنظيم،  آخرها  إطلاقها لعمليتي “”مخلب البرق” و”مخلب الصاعقة” بشكل متزامن ضد إرهابيي “بي كا كا” في مناطق “متينا” و”أفشين ـ باسيان”، شمالي العراق في نيسان من عام 2021 .

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد كرر في أكثر من مرة رفض بلاده وجود تنظيم “بي كا كا” الإرهابي على الأراضي العراقية.

و خلال  كلمة له في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، الذي شارك فيه رؤساء وممثلي بلدان إقليمية وعربية وأجنبية، أشار جاويش أوغلو حينها”أن تركيا مستعدة لتقديم كل أنواع الدعم للعراق في محاربة “بي كا كا”.

وفقا للحامد،  فإن العراق يعاني من وجود تنظيم ال PKK على أراضيه كما تعاني تركيا أيضا من هذا التواجد، ويستطرد ” أعتقد أن حكومتي بغداد و أربيل معنية بالتنسيق مع تركيا لمواجهة نفوذ ال PKK و الحد من نشاطاته داخل الأراضي العراقية، وهو ما يؤكد عليه الكاظمي في أكثر من مرة بالتعهد بأنه لن يسمح أن تتحول الأراضي العراقية إلى ساحة لتصفية حسابات الدول أو ساحة لصراعاتها أو منطلقا للاعتداء على الدول الاخرى”.

لكن الحامد يتساءل  حول مدى إمكانية الوثوق بقدرة الكاظمي على الإيفاء بتعهداته.

و بحسب الحامد،  فإن “الكاظمي لا يستطيع فعل شيء في ظل واقع تحالف حزب العمال مع الفصائل المتنفذة في الحشد الشعبي التي تهيمن على القرار السياسي والعسكري والاقتصادي في الدولة العراقية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى