رئيسيعام

معتصمة ب”ديار بكر”:”بي كا كا” خطفت ابنتي وأملي راسخ باستعادتها

تنطوي قصص الأمهات المكلومات في ديار بكر التركية، على الأوجاع والذكريات المؤلمة لأبنائهن المختطفين من منظمة “بي كا كا” الإرهابية، ورغم طول فترات الغياب لا يزال الأمل راسخًا في عودة فلذات الأكباد إلى أحضانهن.

ومنذ 3 سبتمبر/ أيلول 2019، تواصل الأمهات اعتصامهن أمام مقر حزب الشعوب الديمقراطي بالولاية (جنوب شرق)، حيث يحملنه مسؤولية اختطاف أبنائهن، والزج بهم في صفوف “بي كا كا”.

اختطاف جيلان

وفي مقابلة مع الأناضول، تروي الأم توركان موتلو مأساة اختطاف ابنتها جيلان تكين قبل 7 سنوات، إذ باءت جميع محاولات استعادتها بالفشل، ما دفعها إلى اللجوء إلى خيمة الاعتصام في ديار بكر مع باقي الأمهات المكلومات، أملا في عودة أبنائهن.

وتقول الأم موتلو: “كانت لدي مشاكل عائلية مع زوجي، وفي ذات يوم جاء رجلان غريبان إلى المنزل وادعيا أنهما أقارب زوجي بحجة الرغبة في الصلح، وعندما تدخلت ابنتي جيلان في النقاش، توقفوا عن الحديث معي وواصلوا الحديث معها”.

وتابعت موتلو: “جيلان آنذاك كانت في المرحلة الثانوية، وتواصلوا معها لإلحاقها بمعهد دراسات، ثم استغلوا المشاكل العائلية وعملوا على استمالتها (..) لدي الآن ابنة في الجبال منذ 7 سنوات يشعل بعدها عني النار بقلبي”.

وتوضح: “جيلان كانت ناجحة في دراستها ومحبة لفعل الخير وكانت تساعدني في صناعة منتجات نسيجية لبيعها والمقص الذي كانت تستخدمه لا يزال يحمل رائحتها (..) كنت أكافح لأجمع الأموال وتوفير حياة سعيدة لأبنائي”.

وتضيف: “ليس لدي أمل في الإرهابيين، لكن آمل أن يساعدني العالم في استعادتها إلى أحضاني بعد غياب طويل”.

رحلة البحث

تقول الأم موتلو: “لحقت بابنتي بعد اختفائها إلى العراق للبحث عنها في جبال قنديل (شمال)، هناك رأيت فتيات كثيرات ووقعت مشادة بين أحد الرجال وأخي أدت إلى تهديده بالقتل، ما أجبرنا على العودة إلى تركيا دون رؤية ابنتي”.

وتؤكد موتلو: “بعد هذه الواقعة بشهرين رأيت ابنتي جيلان على قناة تلفزيونية تجلس على صخرة مع فتيات أخريات تحت الأدخنة وإطلاق النار، فذهبت إلى مدينة سروج (جنوبي تركيا) وانتظرت 10 أيام على أمل العبور إلى سوريا لرؤية ابنتي”.

وتابعت: “الجميع كان يهرب من الحرب في سوريا، وأنا كنت أريد الذهاب خلف ابنتي للبحث عنها”.

لا يزال لدي أمل

تقول موتلو: “بين رحلتي البحث عن ابنتي والاعتصام من أجل استعادتها نسيت أبنائي الأخرين، ولكن لدي أمل كبير في عودتها”.

وتضيف: “في خيمة الاعتصام تحسنت نفسيتي، لم يكن يسمعني أو يشعر بمأساتي أحد بين أربعة جدران (..) ليس لدي أمل في حزب الشعوب الديمقراطي، فهذه الأحزاب تحرق قلوبنا على أولادنا منذ 42 عاما”.

واختتمت موتلو حديثها بالقول: “أتمنى أن يسمعنا العالم ويعيد أبناءنا من براثنهم (..) أنا كردية وأريد ابنتي المختطفة وأحب بلدي تركيا الذي لا يميز بين مواطنيه في الحقوق أو الواجبات”.

وفي أكثر من مناسبة، عبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن دعمه للأمهات المعتصمات في ديار بكر، فضلا عن دعم الوزراء والسياسيين وفنانين وصحفيين وكتاب ورياضيين ومنظمات مدنية ورجال دين وأفراد من كافة فئات المجتمع التركي.

وحظي الاعتصام أيضا بدعم “جمعية أمهات سريبرينيتسا” في البوسنة والهرسك، وعضو البرلمان الأوروبي توماس زديتشوفسكي، وسفراء في أنقرة أجروا زيارات لولاية ديار بكر، والتقوا الأمهات المعتصمات.

AA

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى