تحليل الاستراتيجيةرئيسي

نهاية مغامرة PKK في سنجار

شملت اتفاقية سنجار إمهال الحكومة العراقية، قوات الحشد الشعبي و تنظيمPKK /HPG (الجناح العسكري للتنظيم في العراق)، 24 ساعة للانسحاب من سنجار.

معاون محافظ نينوى لشؤون النازحين والمنظمات علي العمر، صرح ببدأ عودة العوائل التي كانت قد تحولت إلى عائلات نازحة، وقال”هناك بعض العائلات ما تزال في الخيم وهي لا تعود إلى بيوتها، هذه العوائل تنتظر خروح الجماعات المسلحة من قضاء سنجار وستستمر مساعينا في سبيل إخراج القوات المسلحة غير القانونية وذلك لتأمين عودة العوائل إلى بيوتها بشكل آمن”.

وانتشرت في المنطقة 4 ألوية تابعة لقيادة عمليات نينوى في جميع النواحي والبلدات، أثناء إنزال اللافتات المرتبطة بالتنظيمات المسلحة.

ويحمي الفوج الأول التابع للجيش العراقي المناطق بين شيلو وعين الشبابيك، في حين يحمي الفوج الثاني المناطق بين شيلو و شيروان.

يذكر أن ال PKK تعارض  منذ البداية الاتفاقية التي توصلت إليها أربيل و بغداد.

وبدأ الهيكل التنظيمي المرتبط ب pkk أي YPŞ بإخلاء مقراته في المنطقة، وأفادت مصادري هناك بابتعاد هذه المنظمات حوالي ال 5 و 6 كم عن سنجار وانتشارها هناك.

وتطلب منظمات   PKK و HPG من مؤيديها في قضاء سنجار، وبشكل مستمر، تنظيمهم احتجاجات ضد إخلاء مقراتهم فيها. وهي تهدف بهذا إلى خلق صدام بين قوات البيشمركة والشعب،  وبالتالي وضع أربيل في موقف صعب.

ويوجد في منطقة سنجار في العراق 7 مجموعات/ منظمات  مسلحة مختلفة، تضم ما يقارب ال 20 ألف شخص ضمن صفوفها.

الاتفاقية الموقعة بين بغداد وأربيل تشمل انسحاب جميع هذه المنظمات إلى خارج اقليم سنجار بحوالي ال 5 كيلو متر، وأن يرفرف علم العراق فقط  في قضاء سنجار،في الوقت الذي تنسحب فيه القوات غير الرسمية المتواجدة هناك.

وتشمل الاتفاقية التي وقعت بين بغداد وأربيل بتاريخ 9 أكتوبر، خروج قوات الحشد الشعبي و قوات ال PKK/HPG، وتشكيل إدارة مدنية جديدة وعودة النازحين إلى بيوتهم.

وفي الوقت الذي تحصل فيه هذه التطورات في العراق- على الجانب السوري- تضغط الولايات المتحدة على YPG(ذرع  PKK في سوريا) لإزالة أعلام عبد الله أوجلان و أعلام ال PKK من المناطق التي تخضع لسيطرة ال YPG، وذلك بهدف مقاومة الضغط التركي، وإزالة العوائق التي تحول دون حصول تقارب بين ال YPG والمعارضين السوريين.

وبحسب معلومات حصلت عليها من مصادري في سوريا، فإن تنظيم  YPG/PKKرد على المطالب الامريكية- ولو بشكل متردد- وأعطى تعليمات لكوادره المحلية بإزالة رايات ال PKK  وصور عبد الله أوجلان.

ومن بين المعلومات الواردة من هناك، هناك معلومة تفيد بأن الولايات المتحدة الأمريكية حذرت ال  YPG بشكل جدي أن استخدام التنظيم الرايات والإعلام المتعلقة ب PKK من شأنه أن يخلق مشكلة حقيقية، وأنها أعلمتهم أنه في حال تمسكهم بموقفهم، من الممكن أن يعرضوا مواقع سيطرتهم لعملية عسكرية تركية.

ويوجد لمنظمة ال YPG/PKK في سوريا جناحين، أحدهما هو هيكل الإدارة الموازية، وتتم إدارته بالتوجيهات القادمة من قنديل بشكل مباشر(أريد وضع إيران كملاحظة هنا). أم الجناح الآخر فهي المجموعة المصطفة خلف مظلوم عبدي.

ويمكن ملاحظة وفهم  أن الجناح المرتبط ب قنديل، أقوى وأكثر تأثيراً في المناطق الواقعة تحت سيطرة ال YPG في سوريا، على الرغم من كل الجهود الأمريكية.

ويحاول التنظيم من خلال ذراعه السياسي إرسال رسائل لأنقرة تتضمن معاني”السلام” في العراق وسوريا، على صعيد آخر ينشر التنظيم بروباغندا عن مغادرة عناصر غير سورية من تنظيم ال

 PKK من سوريا، وهي تريد من مؤيديها السياسيين في تركيا تناول هذا الموضوع.

ويمكن القول أن تنظيم ال PKK في وضع صعب في سوريا والعراق، و كان قد بدأ “النجم العلماني” ل ال YPG بالخمود شيئاً فشيئاً في الإعلام والرأي العام العالمي عندما سمح تنظيم ال YPG لقوافل داعش في الرقة المرور من أمام أعينه،  والآن ينجرف تنظيم ال  HPG/PKK في القسم العراقي نحو الهاوية عبر الأخطاء المتولية التي يقترفها.

أول هذه الأخطاء قيامه باغتيال مدير أمن معبر سريزة بمحافظة دهوك بتاريخ 8 أكتوبر.

ثانياً، تخريب أنبوب نفظ يمر منه ال حزب KYB( YNK )وتفجيره، أيضاً في شهر أكتوبر (28 أكتوبر).

وأخيراً، قيامه بتفجير عبوة ناسفة في سيارة كان يستقلها عناصر من قوات البيشمركة، يذكر أن هذا التفجير أسفر عن جرحى وقتلى،  وأثار مواقف كثيرة .

هذه الحوادث الثلاثة، أثارت غضب عواصم القوات الدولية المرتبطة بالمنطقة، و أيضاً غضب الرأي العام العراقي، ويمكن القول بأن افتعال التنظيم هذه الهجمات الثلاثة في شهري أكتوبر و نوفمبر قلب الأمور ضده على الساحة.

وعلى الرغم من توظيف  ال  PKK/HPG إعلامه ليظهر للعالم بأن الرأي العام في صالحه كماجرت العادة، إلا أن هناك أحاديث في العراق تفيد بأن عواصم أوروبية على صلة بالتنظيم ترسل تحذيرات ل PKK ، و ل YPG في سوريا بشكل مباشر.

وتظهر المعاملة التي يتلقاها YPG  في سوريا، و PKK/HPG في العراق، أن الأمورلا تجري بالطريقة التي ترغب بها قنديل، التنظيم الذي لم تعد الولايات المتحدة تراه كورقة في المنطقة، تتم تصفيته بجميع أجنحته.

وما حصل في زين ورتي في ربيع 2020  كان المؤشر الأول لهذه المرحلة.

PKK فكرت عبر احتمال خلق مرحلة من المواجهة المنظمة، أن قوات البيشمركة ستنسحب من المناطق التي قامت الPKK بزرع الألغام فيها. وبهذا كانت تخطط السيطرة على المناطق الغنية من الناحية الاقتصادية وعلى خطوط الإمداد.

الذي منع من الوقوع في الصراع هذا، أن أربيل لم تقع في هذه اللعبة، واستوعبت ما يهدف له التنظيم.

ويمكن ملاحظة أن تنظيم الPKK يحاول من خلال الإعلام المقرب منه، خلق بروباغندا إعلامية تهاجم أربيل، وهي تهدف من خلال هذا وضع الكرد في ترجيح، وخلق نوع من أنواع التشتت العاطفي وجواً من الكراهية والانفصال.

ويمكن القول بأن خطة الPKK هذه لم تنجح، بسبب دعم الموازين الدولية لأربيل، وعدم سماحها بذلك.

في النهاية، لو استمرت PKK بهجماتها ضد البيشمركة، كانت ستجد التحالف الدولي بقيادة أمريكا ضد داعش يقف في وجهها هذه المرة.

وإلى الآن، احتمال تنفيذ التحالف الدولي ضد داعش عملية ضد ال pkk  والتنظيمات المرتبطة بها،لا يزال مطروحاً على الطاولة.  

وعلى سبيل التذكير، فقد اعتبرت أطراف على ارتباط وثيق مع التنظيم مثل فرنسا والولايات المتحدة في وقت سابق، استهداف ال PKK للبيشمركة بالعمل الإرهابي.

تنظيم ال pkk  سيطلب تنفيذ حملات سياسية في سوريا والعراق في المرحلة المقبلة.

علاوة على هذا سيحاول التنظيم الدفع بخروج مظاهرات، وحصول قتلى بين صفوف المدنيين،  أي أنه سيفعل ما بوسعه من أجل تمزيق المناطق التي هي تحت إدارة أربيل، والدفع نحو عدم الاستقرار وإلحاق الضرر بالعلاقة الدستورية بين بغداد وأربيل.

في المرحلة الأولى، سيحاول النفوذ إلى القوات الإدارية والسياسية التي ستؤسس حديثاً في سنجار، وسينشر بروباغندا من قبل جماعات عرقية مختلفة بأنه مرغوب به في المنطقة.

قنديل، ستحاول خلق حملة سياسية مركزها السليمانية( لأنه لن يستطيع تنفيذها عسكرياً).

وبحسب الدستور العراقي، يجب أن يكون هناك ثلاث محافظات من أجل تطبيق الإدارة الذاتية.

وأعتقد بأنه حسب خريطة ال  PKK/HPG ، فهي تحمل فكرة انتزاع السليمانية من ال KYB.

منسق المنشورات الرقمية في مجلة M5 التركية-METE SOHTAOĞLU

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى