العالمرئيسي

هكذا تغيّر التواجد العسكري الأميركي في أوروبا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا

قالت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” إن الولايات المتحدة استجابت بسرعة وفعالية، بالتعاون الوثيق مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، للأزمة الأمنية الأوروبية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأضاف “البنتاجون” في بيان نشره الأربعاء، أن الولايات المتحدة “تمكنت من الإسهام في استجابة التحالف بفضل القوات الكبيرة التي أرسلناها إلى أوروبا وتتمركز هناك، والمعدات والمخزونات القوية المتمركزة مسبقاً، والاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية، والتنقل العسكري المدعوم بالتمويل المُقدم في إطار مبادرة الردع الأوروبية”.

وتضمنت الاستجابة الأميركية نشر قوات موجودة بالفعل في أوروبا، وفقاً لوزارة الدفاع، لدعم الجناح الشرقي لحلف “الناتو”، بما يشمل إرسال طائرات هجومية من ألمانيا إلى ليتوانيا، وكتيبة مشاة محمولة جواً من إيطاليا إلى لاتفيا، ونشر لواء “سترايكر” المقاتل الألماني في رومانيا، وبلغاريا، والمجر، وإرسال مدافع “باتريوت” من ألمانيا إلى سلوفاكيا وبولندا، وإرسال مقاتلات “إف-15” من بريطانيا إلى بولندا.

وأشار البيان إلى أن أحجام عمليات الانتشار الأميركية تنوّعت وفقاً لمتطلبات العمليات واعتبارات الاستدامة.

ومنذ فبراير 2022، قامت وزارة وزارة الدفاع الأميركية، في ضوء الأزمة الأوكرانية، بإرسال وتمديد فترات أكثر من 20 ألف جندي إلى أوروبا، مضيفةً قدرات جوية، وبرية، وبحرية، وسيبرانية، وفضائية إضافية، ليصل إجمالي عدد أفراد الجيش الأميركي في جميع أنحاء أوروبا إلى أكثر من 100 ألف جندي.

كما تضمنت الجهود الأميركية أيضاً توسيع نطاق مجموعة حاملات طائرات، ونشر أسراب مقاتلة إضافية وطائرات نقل وقود، ومجموعة برمائية، وقوة مشاة بحرية.

وأكد “البنتاجون” أن الولايات المتحدة ستواصل تعديل وضعها حسب الحاجة، استجابة للبيئة الأمنية المتغيرة.

الانتشار الأميركي في أوروبا

وخلال مشاركته في قمة “الناتو” التي استضافتها العاصمة الإسبانية مدريد يومي 29 و30 يونيو، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن الالتزامات الإضافية، طويلة الأمد، لتعزيز الأمن الأوروبي في عدد من دول التحالف.

في بولندا، تتضمن الالتزامات الأميركية، بحسب بيان “البنتاجون”، وجود مركز عمليات الفيلق الخامس في بولندا بشكل دائم، مع إضافة موقع عسكري وكتيبة دعم ميداني، بحيث تعمل هذه القوات، وهي الأولى دائمة التمركز في الجناح الشرقي للحلف، على تحسين قدرات القيادة والتحكم، والتشغيل البيني مع “الناتو”، وإدارة المعدات المتمركزة مسبقاً.

وأشارت وزارة الدفاع الأميركية إلى أن هذا الإجراء يستند إلى الدور المركزي الذي لعبته بولندا في دعم  موقف الردع والقتال الموثوق به لـ”الناتو”، مؤكدة مواصلة الوجود الكبير للولايات المتحدة في بولندا، والسعي إلى تعزيزه، بما في ذلك نشر فريق لواء قتالي مدرع، ولواء طيران قتالي، ومقر كتيبة، ما يُمكن من نشر قوات مقاتلة صعوداً وهبوطاً على الجناح الشرقي.

وفي رومانيا، ستنشر الولايات المتحدة فريق لواء قتالي بالتناوب، وبالتالي ستحتفظ بلواء إضافي على الجناح الشرقي مقارنة بموقفها خلال يناير 2022، حيث سيُحافظ هذا اللواء الإضافي الذي يتخذ من رومانيا مقراً له على قدرة نشر عناصر تابعة له عبر الجناح الشرقي، وسيكمل هذا اللواء فرق الألوية القتالية الأخرى المتمركزة والعاملة في أوروبا.

أما في منطقة البلطيق، ستعمل الولايات المتحدة على تعزيز عمليات الانتشار بالتناوب التي تشمل المدرعات، والطيران، والدفاع الجوي، وقوات العمليات الخاصة، لتعزيز أمن البلطيق وإظهار المرونة والاستعداد القتالي للقوات الأميركية.
 
وستحافظ الولايات المتحدة أيضاً على “وجود أميركي مستمر في جميع أنحاء المنطقة، وسنُكثف التدريب مع حلفائنا بمنطقة البلطيق، للحفاظ على قدرات قتالية ذات مصداقية في المنطقة”.

وفي إسبانيا، أوضحت وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة ستعمل مع الحكومة في مدريد على زيادة عدد المدمرات المتمركزة في بلدة روتا (جنوب إسبانيا) من 4 إلى 6.

وفي المملكة المتحدة، ستعمل واشنطن على زيادة الوجود العسكري من مقاتلات الجيل الخامس وتعزيز القدرة على دعم الحلفاء في جميع أنحاء أوروبا، من خلال نشر سربين من طائرات “F-35” لدى سلاح الجو الملكي البريطاني بمنطقة لاكنهيث (شرق).
 
وفي ألمانيا، ستقوم الولايات المتحدة بإرسال مقر لواء مدفعية دفاع جوي، وكتيبة دفاع جوي قصيرة المدى، ومقر لكتيبة الدعم القتالي، ومقر لواء مهندسين، بما يشمل حوالي 625 فرداً عسكرياً في المجموع.

واعتبر “البنتاجون” أن هذه القوات الأميركية ستُعزز قدرات الدفاع الجوي ودعم التمكين في أوروبا، ما سيوفر، وفقاً للبيان، تعزيزاً رئيسياً لقدرات “الناتو”، ويسمح بالاستجابة بشكل أكثر فعالية للتهديدات ضد الجناح الشرقي للحلف.

وتستند القوات الأميركية في ألمانيا إلى التمركز الأمامي الأخير لفرقة العمل متعددة المجالات و”قيادة مسرح إطلاق النار”، والتي أعلن عنها وزير الدفاع لويد أوستن خلال أبريل 2021.

وفي إيطاليا، ستقوم الولايات المتحدة بإرسال بطارية دفاع جوي قصيرة المدى بإجمالي حوالي 65 فرداً، وهذه البطارية هي وحدةٌ تابعة لكتيبة الدفاع الجوي قصيرة المدى، التي تنشرها وزارة الدفاع في ألمانيا.

حوالي 4 مليارات دولار

ولفت بيان “البنتاجون” إلى أن كل هذه القوات والعوامل التمكينية ذات المصداقية القتالية مدعومة باستثمارات كبيرة للوجود الأميركي طويل الأمد في أوروبا.

وأوضح أنه في السنة المالية 2022، واصلت وزارة الدفاع الأميركية تخصيص (3.8 مليار دولار) لتمويل مبادرة الردع الأوروبية (مع 4.2 مليار دولار أخرى مطلوبة في السنة المالية 2023) للقوات الدورية، والتدريبات، والبنية التحتية التي تشمل بناء مرافق التخزين، وتحسين المطارات، ومجمعات التدريب، والمعدات سابقة التجهيز.

وأضاف البيان أن “برنامج التدريبات القوي يُكمل القوات الأميركية المتمركزة أو التي تنتشر بالتناوب في مسرح العمليات، حيث يعمل البرنامج على زيادة وجود الولايات المتحدة العسكري مع بناء إمكانية التشغيل البيني مع حلفاء الناتو”.

“الناتو” يزيد عديد قواته

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قال إن واشنطن ستكشف أثناء قمة”الناتو”في إسبانيا عن “إعلانات مُحددة” بشأن “تعهدات عسكرية جديدة طويلة الأمد على الأرض وفي البحر وفي الجو” في أوروبا، وخاصةً شرق القارة.

وأشار سوليفان إلى أن “عدداً من الدول في الحلف ستعد بزيادة مساهمتها في المجال الدفاعي للجناح الشرقي”.

وفي وقت سابق الاثنين، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، ينس ستولتنبرج، أن دوله ستزيد عدد “القوات عالية التأهب إلى أكثر بكثير من 300 ألف جندي”، في وقت تعزز دفاعاتها على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.

الشرق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى