العالمرئيسي

ناشونال إنترست: هل يمكن لروسيا وأوكرانيا التفاوض على إنهاء الحرب؟

قالت مجلة ناشونال إنترست (The National Interest) الأميركية إن كبار المسؤولين الروس -بمن فيهم الرئيس فلاديمير بوتين- يواصلون إصرارهم على أن هدف موسكو من وراء العلمية العسكرية المستمرة في أوكرانيا هو “اقتلاع العناصر النازية ونزع السلاح” من هذا البلد، مما يشير إلى أن القيادة الروسية لن تقبل على ما يبدو أقل من استسلام كييف الكامل وغير المشروط.

وقد أعلن الرئيس الروسي مع بدء الحرب عن “عملية عسكرية خاصة” في منطقة دونباس (شرقي أوكرانيا) في أعقاب قرار الكرملين الاعتراف بالجمهوريتين الانفصاليتين دونيتسك ولوغانسك، مصورا الحكومة في كييف على أنها “طغمة من النازيين الجدد تنهب أوكرانيا وتذل الشعب الأوكراني”.

وتؤكد إنترست أنه من غير الواضح في السياق الحالي ما إذا كان الكرملين يفكر جديا في الحوار مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحت أي ظرف من الظروف، أو إذا كان تغيير النظام في كييف جزءا غير قابل للتفاوض من العملية العسكرية الروسية.

كما أنه ليس واضحا أيضا -تضيف المجلة- ما إذا كانت روسيا تعتزم إدارة أي أراض جديدة تحت سيطرتها بشكل مباشر أو من خلال الجمهوريتين الشرقيتين دونيتسك ولوغانسك المعترف بهما حديثا.

وقد وردت تقارير غير مؤكدة في وقت سابق من هذا الأسبوع عن زيلينسكي يلمح فيها إلى رغبته في التوقيع على ما قد يرقى إلى “اتفاق استسلام” مع موسكو، حيث أعلن يوم الجمعة الماضي أنه “لا يخشى” الدخول في محادثات سلام واسعة النطاق تشمل مناقشات حول “الوضع المحايد” لبلاده، وهو ما يعتبر تحولا صارخا عن تعهده السابق بالسعي للحصول على عضوية الناتو كهدف وطني أساسي.

وقد اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -خلال مؤتمر صحفي الجمعة مع رئيسي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين- بـ”الكذب” بشأن استعداده للنظر في حياد أوكرانيا، مؤكدا أن موسكو قدمت “خيارات متنوعة لضمان الأمن”، وهو ما كرره بوتين في مؤتمر صحفي عقب مفاوضاته مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

كما أشار لافروف إلى أن “توسع الناتو غير مقبول، لكننا نريد البحث عن خيارات من خلال المفاوضات والجهود المشتركة لضمان الأمن الذي يوفر الظروف الملائمة والإمكانيات والمتطلبات اللازمة لأوكرانيا والدول الأوروبية، وبالطبع للاتحاد الروسي”.

وأضاف أن “الفرص الضائعة من قبل الرئيس زيلينسكي معروفة جيدا، ولا داعي للتراجع من تفكير رأس مريض إلى رأس بصحة جيدة الآن”.

وفي تصريحات أدلى بها في وقت سابق هذا الأسبوع أكد بوتين أن أي تسوية محتملة مع كييف يجب أن تشمل اعتراف أوكرانيا بشبه جزيرة القرم كأرض روسية وضمانات صريحة وملزمة بعدم سعيها أبدا إلى عضوية الناتو.

وبنبرة لا هوادة فيها، توجه بوتين بكلمة للقوات المسلحة الأوكرانية يوم الجمعة الماضي، واصفا الحكومة في كييف بأنها “عصابة من مدمني المخدرات والنازيين الجدد الذين استقروا في العاصمة وأخذوا الشعب الأوكراني بأكمله كرهائن”.

وبدا جليا -تؤكد المجلة- أن الرئيس الروسي يرحب باحتمالية -إن لم يكن يدعو صراحة- انقلاب عسكري، حيث شجع الجيش الأوكراني على “تولي السلطة”، مشيرا إلى أن ذلك سيجعل التفاوض “أسهل” مع كبار الضباط الأوكرانيين مقارنة بإدارة زيلينسكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى