رئيسيعام

فورين بوليسي: لماذا إدانة ترامب مهمة لسياسة بايدن الخارجية؟

يرى الكاتب جوناثان تبرمان أن إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مهمة للسياسة الخارجية لخلفه جو بايدن؛ حيث إنه مع هذا الانخفاض الكبير في مصداقية الولايات المتحدة خارجيا، أصبح تعزيز الديمقراطية أصعب من أي وقت مضى، ولذا يجب على واشنطن ترتيب بيتها أولا.

وأشار تبرمان -في مقاله بمجلة فورين بوليسي-  إلى أن إدارة بايدن تواجه بالفعل العديد من التحديات الكبيرة والمربكة في السياسة الخارجية.

إذ يبدو أن الانقلاب في ميانمار، وقمع موسكو للاحتجاجات الواسعة، والاضطراب السياسي في هاييتي؛ كلها تتطلب ردا قويا من واشنطن، لا سيما بالنظر إلى وعود الإدارة الأميركية التي روجت لها كثيرا بوضع الديمقراطية وحقوق الإنسان في صميم أجندتها.

ويرى الكاتب أن البيت الأبيض حتى الآن تحرك بحذر مع تلك القضايا، وعليه أن يتخذ أو حتى يعد بأي إجراء بشأن روسيا أو هاييتي، بخلاف الإدلاء بتصريحات صحيحة عن الأولى وأخرى مربكة عن الثانية. وبالنسبة لميانمار فقد أعلن البيت الأبيض بعد 11 يوما من المداولات عقوبات جديدة تستهدف الجيش.

النوايا الحسنة

وأضاف أنه مهما كانت النوايا الحسنة من هذه التحركات، فمن غير المرجح أن تكون ذات قيمة كبيرة، وهو أمر يتمتع فريق السياسة الخارجية لبايدن بالذكاء والخبرة الكافيين لفهمه.

ولفت الكاتب إلى أن التحركات ضد ميانمار بعقوبات جديدة تستهدف الجيش، وتجميد مليار دولار من الأصول الحكومية لميانمار في الولايات المتحدة؛ تواجه 3 مشاكل: الأولى أن معظم قادة الجيش تحت عقوبات بالفعل منذ عام 2019 عقابا لدورهم في التطهير العرقي لأقلية الروهينغا المسلمين في البلاد.

أهم شيء يمكن أن تفعله الولايات المتحدة هو ضمان نجاح محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب، على الأقل إلى الحد الذي يسمح به الواقع السياسي

والثانية أن علاقات الولايات المتحدة التجارية مع ميانمار محدودة، مما يعني أنه لا يوجد الكثير لقطعه، والمشكلة الثالثة أن العقوبات الجديدة قد تدفع ميانمار إلى الاقتراب من الصين، التي ستكون حريصة على الاستفادة من العداء المتزايد بين واشنطن ونايبيداو.

وأضاف الكاتب أنه رغم حقيقة كل هذه العقبات، فإن هناك مشكلة أكبر مع تطبيق العقوبات في مثل هذه الحالة، وهي أنه من النادر أن تنجح في دفع البلدان إلى تغيير سلوكها.

أشياء إيجابية

ويرى الكاتب أن الخبرة السابقة وبحوث العلوم الاجتماعية تظهران أن خفض المساعدات والأشكال الأخرى من العقوبات المالية تنجح في مجموعة صغيرة جدا من الحالات، كأن يكون البلد المستهدف ضعيفا جدا، ويفتقر إلى أشكال أخرى من الإيرادات، بحيث لا يمكنه العيش من دون المساعدة، لكن روسيا وميانمار لا تتوافقان مع هذا النموذج.

وأردف الكاتب أن هذا لا يعني أن إدارة بايدن كانت مخطئة في التحرك ضد ميانمار، كما فعلت هذا الأسبوع؛ فمثل هذه الإيماءات -وإن كانت جوفاء بعض الشيء- فيمكنها أن تفعل العديد من الأشياء الإيجابية، ومنها الإشارة إلى دعم الولايات المتحدة للقيم الرئيسية وتذكير الزعماء الآخرين بأن واشنطن لن تتجاهل انتهاكاتهم، وتعزيز شجاعة السكان المحليين الذين يناضلون من أجل حقوقهم بتذكيرهم بأن الولايات المتحدة في جانبهم.

ولكن بالنظر إلى التأثير الملموس المحدود الذي يمكن أن تأتي به العقوبات، فربما يكون أفضل ما تفعله واشنطن للمساعدة الآن هو التركيز على استعادة سمعتها الممزقة بشكل رهيب، والالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون. وختم الكاتب مقاله بأن أهم شيء يمكن أن تفعله الولايات المتحدة هو ضمان نجاح محاكمة ترامب، على الأقل إلى الحد الذي يسمح به الواقع السياسي.

الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى