العالمرئيسي

رغم تحذير البنتاغون.. محاربون قدامى أميركيون يتطوعون في أوكرانيا

يعيد المتطوعون الأميركيون الذين يعملون على تدريب القوات الأوكرانية الأذهان إلى انزلاق الولايات المتحدة حرب فيتنام التي أودت بحياة 58 ألف أميركي، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز“.

وتقول الصحيفة إن الفرق الصغيرة من قدامى المحاربين الأميركيين يعملون على تدريب الجنود الأوكرانيين بالقرب من الخطوط الأمامية وأحيانا يساعدون في التخطيط لمهام قتالية.

قال جورج بيب، الرئيس السابق لتحليل روسيا بوكالة المخابرات المركزية الأميركية مدير معهد “كوينسي”، وهو مؤسسة أبحاث في السياسات الخارجية غير حزبية، إنه من الحكمة أن تكون الولايات المتحدة حذرة.

وقال: “كما هو الحال في فيتنام، فإن الخطر يكمن في أننا ننجر عن غير قصد إلى (صراع) أعمق من خلال خطوة صغيرة واحدة في كل مرة”. 

وقال إن “الفارق هو أن المخاطر في أوكرانيا أكبر، بحيث سيكون من السهل على الولايات المتحدة وروسيا الدخول في صراع مباشر يمكن أن يتحول بسرعة إلى خطورة شديدة”.

ومع ذلك، هناك فارق ملحوظ بين فيتنام وأوكرانيا. ففي الأولى خلال ستينات القرن الماضي، كان المدربون جنودا في الخدمة الفعلية تحت إدارة البنتاغون. وفي غزو أوكرانيا، تجنبت الولايات المتحدة إرسال أي قوات، حيث إن المتطوعين مدنيين يعملون بمفردهم.

قال بيري بلاكبيرن جونيور، وهو ضابط متقاعد برتبة مقدم من القوات الخاصة بالجيش، قضى 34 عامًا في الخدمة العسكرية في العراق وأفغانستان وإثيوبيا ومصر والصومال والأردن، “إن عدم استخدام المواهب وقت الحاجة الحقيقي سيكون مضيعة”. 

ويعمل بلاكبيرن حاليا في تدريب القوات الأوكرانية لمحاربة القوات الروسية.

وقال: “رأيت ما يكفي من الموت وأريد أن أحاول وقف إراقة الدماء. نحن بحاجة إلى إعطاء الناس الوسائل للدفاع عن أنفسهم”.

ويحذر بعض الخبراء من أن وجود المتطوعين الأميركيين قد يؤدي إلى نوع من الحادث المأساوي الذي يورط الولايات المتحدة في تصعيد على غرار فيتنام. 

وتقول روسيا إنها ستعامل المقاتلين المتطوعين كمرتزقة ويمكن إعدامهم إذا أسروا، فيما تحذر الولايات المتحدة الأميركيين من المشاركة في الصراع. 

وسحبت واشنطن 150 مدربًا عسكريًا قبل بدء الحرب وهي تعتمد الآن على بضع عشرات من الكوماندوز من دول الناتو الأخرى لتنسيق تدفق الأسلحة داخل أوكرانيا.

ومع ذلك، يرفض المتطوعون فكرة أنهم ربما يؤججون حربًا أكبر. وبدلا من ذلك، يقولون إنهم يعملون على منع حدوث هذا السيناريو من خلال تدريب المقاتلين الأوكرانيين على مقاومة الروس بشكل أفضل وردع المزيد من العدوان.

البنتاغون لا يتدخل

وتقول صحيفة “نيويورك تايمز” إن الأميركيين في كلتا الحالتين موجودين الحالتين في أوكرانيا دون أن يكون عدد المقاتلين الأميركيين معروف.

ويتطوع آخرون ليكونوا أعضاء في فرق إجلاء الضحايا ومتخصصين في التخلص من القنابل، وخبراء لوجستيات ومدربين. 

وبحسب الصحيفة، أصيب ما لا يقل عن 21 أميركيا في القتال منذ بدء الحرب، وفقا لمجموعة متطوعة تقوم بإجلائهم. وقتل اثنان وأسر اثنان وفقد واحد في المعركة.

ويعمل بلاكبيرن ومجموعة صغيرة من المتطوعين مباشرة مع الجيش الأوكراني، حيث يقومون بتدريس مهارات الرماية والمناورة والإسعافات الأولية القتالية وغيرها من المهارات الأساسية مع تغيير مواقع معسكرات التدريب باستمرار لتجنب الهجمات الصاروخية الروسية.

ويقولون إنهم يفعلون كل ذلك دون أي تدخل من البنتاغون.

وقال بلاكبيرن، حيث عاد مؤخرًا إلى فلوريدا لإعادة الإمداد قبل العودة إلى منطقة الحرب، “ليس لدينا اتصال بالجيش الأميركي. هذا خط لا نريد تجاوزه”.

في بيان، قالت وزارة الدفاع الأميركية إنها “لا تنتمي إلى أي من هذه الجماعات” وتوصي “بألا يسافر المواطنون الأميركيون إلى أوكرانيا أو يغادروا على الفور إذا كان ذلك آمنًا”.

قبل الحرب، نشر الجيش الأميركي بانتظام مدربين يرتدون الزي العسكري في أوكرانيا. وبمجرد غزو روسيا، سحبت إدارة بايدن جميع القوات. وقال الرئيس بايدن: “لن نخوض الحرب العالمية الثالثة في أوكرانيا”.

وتعهد الرئيس بأن الولايات المتحدة ستستمر في دعم أوكرانيا بالأسلحة وخصصت 6.8 مليار دولار كمساعدات أمنية. لكن بايدن رسم خطاً واضحاً في مايو، قائلا إن الجيش الأميركي لن يقاتل الروس بشكل مباشر، على الرغم أن القوات الأميركية تدرب القوات الأوكرانية في بولندا وألمانيا.

وقال أندرو ميلبورن، العقيد المتقاعد للعمليات الخاصة في مشاة البحرية والذي يقود مجموعة من المتطوعين الذين يقدمون التدريب والمشورة، “إننا ننفذ السياسة الخارجية للولايات المتحدة بطريقة لا يستطيع الجيش القيام بها”.

وأضاف ميلبورن متحدثا عبر الهاتف من قرية قريبة من الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا، أن جهوده تدعم أهداف الولايات المتحدة دون أن تتدخل.

وقال: “يمكننا القيام بهذا العمل، ويمكن للولايات المتحدة أن تقول إنها لا علاقة لها بنا وهذا صحيح تمامًا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى