العالمرئيسي

انقسامات بين الديمقراطيين بالكونغرس الامريكي حيال الاعتداءات الإسرائيلية ‏

يتنامى الخلاف وتتسع الانقسامات بين إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، التي التزمت الصمت تجاه هجمات إسرائيل المستمرة على الفلسطينيين، وبين نواب من حزبه الديمقراطي بالكونجرس ممن يعارضون وينتقدون يعارضون الموقف الذي يتبناه البيت الأبيض حيال تلك الأحداث.

كما تسببت خطة الاستيطان الإسرائيلية في القدس الشرقية والضربات الجوية الأخيرة على قطاع غزة الفلسطيني في خلق حالة من الجدل على الساحة السياسية الأمريكية.

وفيما يعتبر البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، الهجمات الإسرائيلية على فلسطين “حق مشروع في الدفاع عن النفس”، يصران على الجانب الآخر على الامتناع عن إدانتها.

من ناحية أخرى ، تنتقد شخصيات ديمقراطية بارزة في الكونغرس بشدة سياسات الرئيس بايدن، حيال تلك الأحداث، إذ يقوم بتقديم الدعم غير المشروط لإسرائيل.

هوة الخلاف بخصوص الشأن الفلسطيني ظهرت مجددًا، بين البيت الأبيض والكونغرس خلال جلسة لمجلس النواب، الخميس

عضوة مجلس النواب رشيدة طليب، وهي فلسطينية الأصل، ومن أوائل النائبات المسلمات في الكونغرس، لفتت أن تصريحات وزيري الخارجية أنتوني بلينكين، والدفاع لويد أوستن، وقادة الحزب الديمقراطي، لم تشر إلى الفلسطينيين لا من قريب ولا من بعيد، وتجاهلت من يتم إجلائهم من منازلهم، والقنابل المسيلة للدموع التي تلقى على دور العبادة بالقدس.

وقالت طليب في كلمة لها بمجلس النواب، إنها كفلسطينية الأصل دليل على وجود الفلسطينيين، مضيفة “أنا دليل على أننا بشر ، لنا الحق في الحلم ، نحن أمهات وبنات وأحفاد ، نحن من ينشدون العدالة، ولا نندم على نضالنا ضد كل أنواع الاضطهاد. وبغض النظر عن مقدار الأموال التي ترسلونها إلى الحكومة الإسرائيلية العنصرية، فإن الفلسطينيين لن يذهبوا إلى أي مكان آخر”.

وفي إشارة إلى قيام بعض السياسيين الأمريكيين بارتكاب ممارسات تمييزية وعنصرية بحق الفلسطينيين ، قالت طليب: “يستحق أجدادي وعائلتي في فلسطين أن يُسمع تاريخهم في جميع أنحاء العالم دون أي عوائق ، ولهم الحق في الكشف عما عانوه من آلام، وأن أملاكهم سلبت منهم، وقتلوا وهم لم يفعلوا شيئًا، وذلك والعالم يتفرج “.

طليب التي لم تستطع أن تتحكم في دموعها أثناء حديثها، تابعت موضحة أنها قالت باسم الشعب الأمريكي إن “قتل الأطفال كان خطأ”، مضيفة “لأن وزارة الخارجية الأمريكية عجزت عن قول ذلك”.

وأفادت أن الشعب الفلسطيني أصبح لاجئًا في وطنه، منتقدة الصحافة الأمريكية لاستخدامها عبارة “مات” بالنسبة لضحايا الاعتداءات الإسرائيلية من الفلسطينيين، بينما تستخدم عبارة “قتل” بالنسبة للإسرائيليين الذين لقوا حتفهم.

واستطردت طليب قائلة “ساعدوني في فهم الرياضيات، كم يلزم من قتلى في صفوف الفلسطينيين حتى يتسنى معرفة أن لهم أهمية وأنهم بشر”، مضيفة “رسالة الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل، ستجعل نتنياهو يواصل جعل السلام مستحيلاً، وسيتمادى في هدم المنازل وتوسيع سياسات الاستيطان”.

** إلهان عمر تستنكر موقف الإدارة الأمريكية

بدورها انتقدت النائبة إلهان عمر، وهي من أصل صومالي، المساعدات الأمريكية لإسرائيل، حيث قالت في هذا الصدد “”كيف يمكننا التظاهر بأننا دعم الدولة الفلسطينية ونحن لا نفعل شيئًا مطلقًا للحيلولة دون سعي إسرائيل لمنع إقامة تلك الدولة، وجعها أمرًا مستحيلًا”.

وأشارت عمر إلى أنه “ليس من المثير للجدل القول إن الأطفال الفلسطينيين ، مثلهم مثل جميع الأطفال ، يستحقون حياة خالية من العنف والقمع”.

** النائبة الديمقراطية إلكساندريا تتحدث عن فلسطين مستشهدة بصورة للأناضول

النائبة الديمقراطية في الكونغرس، ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، في كلمة لها استشهدت بصورة لوكالة الأناضول لطفلة فلسطينية مصابة، للحديث عن مأساة الفلسطينيين، مطالبة الإدارة الأمريكية بـ”اتخاذ موقف مسؤول” حيال ما يجري.

وأكدت أوكاسيو-كورتيز أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية عن تلك الأحداث، متابعة “على واشنطن أن تعترف بدورها في انتهاكات حقوق الإنسان والظلم ضد الفلسطينيين. الأمر لا يتعلق بطرفين متساويين، هذا يتعلق باختلال ميزان القوى”.

وذكرت أن إدارة بايدن لفتت الانتباه إلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، متسائلة “فماذا عن حق الفلسطينيين في البقاء؟”

** لابد من غضبة متساوية ضد عنف الدولة بالولايات المتحدة وإسرائيل

على الصعيد نفسه قالت عضوة الكونغرس، أيانا بريسلي، إنها معتادة على أعمال العنف بالولايات المتحدة لأنها من أصحاب البشرة السوداء، مضيفة “لقد اعتُبرنا مذنبين بسبب مظهرنا. يُقال للفلسطينيين نفس الشيء مثل السود في الولايات المتحدة. لذلك لا بد من غضبة متساوية ضد عنف الدولة بإسرائيل وأمريكا”.

أما عضو الكونغرس الديمقراطي، كوري بوش، فأكد في كلمته أنه متضامن مع الشعب الفلسطيني وكذلك مع السود في الولايات المتحدة، متابعًا “نحن ضد الحرب ، نحن ضد الاحتلال ، ومناهضون للعنصرية”.

بدورهما انتقد كل من مارك بوكان، وبيتي ماكولوم، النائبان الديمقراطيان بالكونغرس، استخدام المساعدات الأمريكية في بعض الاعتداءات الإسرائيلية بالضفة الغربية، واقترحا إعداد تقرير عن حجم هذه المساعدات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى