العالمرئيسي

تقرير دفاعي ياباني: تقارب موسكو وبكين يثير مخاوف أمنية بالمنطقة

اعتبرت اليابان، في أول تقرير دفاعي سنوي تصدره منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، أن تعزيز التعاون العسكري بين موسكو وبكين، ويشمل تدريبات جوية وبحرية مشتركة، يثير مخاوف أمنية في المنطقة، كما أفادت “بلومبرغ”.

التقرير الذي أصدرته وزارة الدفاع اليابانية الجمعة، فصّل مخاوف متجددة لطوكيو بشأن أمن تايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتلوّح باستعادتها، ولو بالقوة إن لزم الأمر.

وتضاعف القسم المخصّص لتايوان عن 10 صفحات وردت في التقرير الصادر العام الماضي، ويتضمّن وصفاً لمحاولات الجزيرة لتعزيز دفاعاتها ضد أيّ هجوم تشنه بكين، رغم تراجعها في مستوى القوة العسكرية مقارنة بالبرّ الرئيسي للصين.

وورد في التقرير: “التغييرات بالقوة في الوضع الراهن تمثّل مشكلة بالنسبة إلى العالم بأسره، لذلك سنراقب التطوّرات ذات الصلة بمزيد من اليقظة، فيما نتعاون مع حليفتنا الولايات المتحدة والدول الصديقة والمجتمع الدولي”.

تبدّل المشهد الأمنيأدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تغيير جذري في المشهد الأمني لليابان، وعزّز دعماً لزيادة الإنفاق العسكري، كما أذكى مخاوف من أن الشريكين القديمين لموسكو -بكين وبيونج يانج- قد يتحلّيان بالجرأة لاتخاذ موقف أكثر عدوانية، بحسب “بلومبرغ”.

وزارة الدفاع اليابانية فصّلت التدريبات المشتركة التي نفذتها موسكو وبكين، في المياه والمجال الجوي المحيطين باليابان، في قسم موسّع من صفحتين تطرّق إلى التعاون العسكري بين اثنين من أقرب جيرانها.ونفذت روسيا والصين تدريبات جوية مشتركة قرب اليابان وكوريا الجنوبية، تزامنت مع ختام زيارة أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن للدولتين الآسيويتين في مايو الماضي.

وورد في ملخص للتقرير الياباني: “يمكننا أن نرى تعميق التعاون العسكري (بين موسكو وبكين)، وسيكون لذلك تأثير مباشر في الوضع الأمني ​​المحيط ببلدنا. يجب أن نستمرّ في إيلاء اهتمام وثيق لهذه التطوّرات بقلق”.

في مقدمة التقرير، وهو من 500 صفحة، كتب وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي أن غزو أوكرانيا يغضبه ويحزنه، مكرّراً تحذيره من أن الأمر لا يتعلّق بأوروبا وحدها، ولكنه مؤشر إلى تنافس استراتيجي بين دولٍ، سيكون له تأثير خاص في النظام الحالي بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

احتجاج صينيوأعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية أن دبلوماسيين من بلاده قدّموا احتجاجاً رسمياً لنظرائهم اليابانيين، بشأن التقرير، معتبراً أنه “يشوّه سياسة الدفاع الوطني للصين”، ومؤكداً أن بكين “ملتزمة بالتنمية السلمية”.

ساندت اليابان أوكرانيا وفرضت عقوبات على روسيا، كما قدّمت لكييف معدات عسكرية غير مميتة.

كذلك سعى رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى تعزيز أمن بلاده، من خلال توثيق علاقاتها مع دولٍ، بما في ذلك مشاركته في مدريد الشهر الماضي في قمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، اعتُبرت سابقة بالنسبة إلى رئيس وزراء لليابان.بعد تعهد كيشيدا بتحديث دفاعات اليابان بشكل جذري، إثر غزو أوكرانيا، بما في ذلك من خلال زيادة ضخمة في الإنفاق العسكري، لم تحدّد وزارة الدفاع أيّ هدف لهذا الإنفاق، مكتفية بعرض السياق الدولي لذلك، علماً أن موازنتها العسكرية تشكّل نسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي أقلّ من أيّ دولة أخرى في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، وتبلغ 0.95% للسنة المالية المنتهية في مارس، مقارنة بنحو 2% في المملكة المتحدة وأكثر من 3% في الولايات المتحدة.

وحضّ “الحزب الديمقراطي الليبرالي” الحاكم، اليابان على أن تبلغ هدف الموازنة الدفاعية، البالغ 2%، الذي حدّده الناتو، لكن الحكومة لم تقرّ هذا الهدف بعد، علماً أن الإنفاق العسكري لطوكيو يرتفع تدريجياً منذ عقد، لكن تراجع سعر صرف الين أخيراً قد يكبح ذلك، بحسب “بلومبرغ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى