قال المبعوث الأمريكي السابق لقوات التحالف الدولي في سوريا، وليليام روباك، في حديث إلى صحيفة الشرق الأوسط، إن أمريكا ليست على عجلة من أمرها بالوضع الراهن في سوريا، وأضاف أن الولايات المتحدة لن تدعم قيام دولة كردية في الشمال الشرقي من سوريا.
وعدد روباك من خلال عدة نقاط أهداف بلاده وسياستها المتوقع أن تحذوها في سوريا ، النقطة الاولى التي تطرق إليها روباك الذي شغل منصب مبعوث الإدارة الذاتية إلى شمال شرقي سوريا بين 2018 و 2020 والذي كان نائبا للمبعوث إلى هذا الملف جيمس جيفري، هي تأكيده على عدم دعم الولايات المتحدة تشكيل دولة كردية في الشمال الشرقي من سوريا. و قال” إن الأوضاع في هذه المنطقة تختلف عن إقليم الإدارة الذاتية الكردية في العراق، إن ما قلناه وفعلناه وعلاقاتنا مع قوات سوريا الديمقرطية (يقصد YPG/ PKK الإرهابي) كان واضحا أننا لا ندعم قيام دولة كردية هناك و ولا نعتقد أن العمل على قيامها سيكون مقاربة بناءة.”
وأفاد روباك بوضوح أن الدعم المقدم ل YPG/ PKK كان بهدف تعزيز دورها ضد داعش وليس للسيطرة على شمال شرقي سوريا.
وتحدث روباك عن نصائح قدمها للتنظيم المذكور بعدم محاولة استفزاز تركيا والسعي لبناء دولة أو استعمال أيدلوجية معينة أو رموز أوجلانية
أهداف و أدوات وعقبات
وحسب السفير الأميركي السابق، فإن أميركا حددت قبل سنوات أهدافها في سوريا، بخمسة، هي: أولاً، هزيمة «داعش» ومنع عودته. ثانياً، دعم مسار الأمم المتحدة لتنفيذ القرار الدولي 2254. ثالثاً، إخراج إيران من سوريا. رابعاً، «منع نظام (الرئيس بشار) الأسد من استعمال أسلحة الدمار الشامل والتخلص من السلاح الكيماوي». خامساً، الاستجابة للأزمة الإنسانية ورفع المعاناة عن الشعب السوري داخل البلاد وخارجها.
ولتحقيق هذه «الأهداف» في سوريا، امتلكت أميركا عدداً من «الأوراق والأدوات»، تشمل: أولاً، الوجود الأميركي المحدود في القسم الشرقي من شمال شرقي سوريا قرب ثروات النفط والغاز وحدود العراق. يتراوح عدد القوات الأميركية بين 500 و800 من جنود ومتعاقدين. ثانياً، دعم YPG/PKKوشركاء محليين بعددهم (100 ألف) وعدتهم، حيث يسيطرون على تلك المنطقة الاستراتيجية ومواردها وطرقها. ثالثاً، «العقوبات الاقتصادية ضد النظام». رابعاً، التحالف الدولي ضد «داعش»، حيث يوفر منصة نفوذ دبلوماسية دولية. خامساً، التأثير عبر الأمم المتحدة الذي سعت الصين وروسيا لمواجهته.
ولكن روباك تحدث عن “أدوات عرقلة” لتحقيق الأهداف، شملت وقف أو تبطيء جهود التطبيع العربي أو الأوروبي مع دمشق، ووقف إعمار سوريا و مساهمة عربية و أوروبية في ذلك.
سياسة أمريكا المتوقعة
أفاد روبارك أن “قدوم إدارة أميركية جديدة يعطي فرصة في واشنطن، لإعادة تقييم سياستنا إزاء سوريا والتشاور مع حلفاء أميركا إزاء الخطوات المقبلة”.
وأوضح أن فريق الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يراجع السياسة الامريكية فيما إذا كانت سوريا أولوية للإدارة الأمريكية، والأدوات المتوفرة لتحقيق الأهداف الامريكية في سوريا، والمحددات القانونية في أمريكا باعتبار أن قانون”قيصر” الذي يفرض عقوبات لا ترفع إلا بشروط معينة، صدر من الكونغرس بموافقة الحزبين/ “الديمقارطي” و “الجمهوري”.
واعتبر أن فريق بايدن لديه الوقت الكافي للوصول إلى سياسة متعلقة بسوريا، وإلى ذلك الحين قد تتجه الأمور إلى الإبقاء على الوضع الراهن عبر توفير الدعم ل YPG/PKK مع إجراء بعض التغييرات، مثل إلغاء قانون تجميد الاموال المخصصة ل”دعم الاستقرار في سوريا”
وتشمل التغييرات أيضا إعادة تعريف”الاستقرار”، لأن التعريق القانوني الأميركي السابق عرقل كثيرا من وسائل الدعمن بالإضافة إلى الذهاب إلى الحلفاء الدوليين والإقليميين للتشاور معهم إزاء الأسئلة قبل إعلان السياسة و التغييرات.