العالمرئيسي

تقرير: ألمانيا تتراجع عن خطة لنشر قواتها في ليتوانيا

قالت صحيفة فاينشنال تايمز، الثلاثاء، إن ألمانيا اقترحت أن تتمركز معظم قواتها الإضافية البالغ عددها 3 آلاف و500 جندي والتي تخطط للمساهمة بها في قوات حلف شمال الأطلسي “الناتو”، على أراضيها بدلاً من نشرها في ليتوانيا.

واعتبر الصحيفة في تقرير أن هذا الاقتراح يشكل “تراجعاً كبيراً” عن إعلان برلين دعمها الأولي لنشر مزيد من القوات الأجنبية في دول البلطيق (لاتفيا وليتوانيا وإستونيا) وذلك بهدف ردع أي عدوان روسي محتمل على المنطقة.

ودعت العاصمة الليتوانية فيلنيوس وعواصم أخرى شرقي أوروبا حلف شمال الأطلسي خلال الأسابيع الأخيرة إلى زيادة التواجد العسكري على أراضيها.

وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتز في وقت سابق من هذا الشهر عن دعمه لتعزيز وجود القوات متعددة الجنسيات التي تتناوب كل 6 أشهر في المنطقة.

ونقلت “فاينانشال تايمز” عن مسؤولين غربيين، لم تكشف هويتهم، قولهم: إن “اقتراح برلين الأخير يتعلق بتمركز لواء في ألمانيا ونشره في ليتوانيا إذا لزم الأمر ذلك فحسب”.

وأضاف المسؤولون أن “هذه القوة سيكون لها أيضاً مقر دائم في ليتوانيا يشغله ما بين 50 و60 فرداً على أن يأتي بقية الأفراد بانتظام إلى البلاد للتدريب”.

من جهتها، قالت برلين إنه “يجب الإسراع في نشر القوات” وذلك ضمن جهود التحديث التي يبذلها “الناتو”، لكن قرب ألمانيا الجغرافي من ليتوانيا سيجعل اقتراحها الأخير ممكناً، وفقاً للصحيفة البريطانية.

بدوره، وصف وزير خارجية ليتوانيا جابرييليوس لاندسبيرجيس الاقتراح الألماني بأنه “بداية جيدة للمناقشة”. لكنه أضاف: “لا يزال هناك مجال كبير لاتخاذ خطوات أكثر أهمية لأن الوضع الأمني الحالي في المنطقة لا يزال خطيراً”.

وطلبت “فاينانشال تايمز” من وزارة الدفاع الألمانية التعليق على الموضوع لكنها اكتفت بالقول: “نحن لا نعلق على التصريحات التي أدلى بها سياسيون أجانب وتقارير إعلامية”.

وتتعرض ألمانيا لانتقادات شديدة على نحو متزايد بسبب تأخرها المزعوم في إمداد أوكرانيا بالأسلحة التي تقول كييف إنها بحاجة إليها من أجل إلحاق الهزيمة بالقوات الروسية الغازية في شرقها.

ومن المتوقع أن تطلب دول البلطيق الثلاث خلال قمة حلف شمال الأطلسي المقبلة المقررة في مدريد، الموافقة على تغيير كامل في كيفية الدفاع عنها، إذ تريد تحويل الكتائب متعددة الجنسيات الموجودة في كل بلد إلى ألوية، ما يستوجب رفع أعداد القوات الحالي من 3 إلى 5 أضعاف، وذلك بحسب “فاينانشال تايمز”.

وتعتقد حكومات البلطيق أن استراتيجية حلف شمال الأطلسي الحالية، المتمثلة في السماح لروسيا بغزو المنطقة ثم صدها بقوة هائلة من بولندا وألمانيا، لم تعد قابلة للدفاع عنها نظراً للدمار الذي أحدثته روسيا في أوكرانيا.

وكانت الولايات المتحدة قد سعت في وقت سابق إلى طمأنة دول البلطيق في حال اختارت موسكو توسيع عملياتها العسكرية، حيث قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن التزام بلاده باتفاق الدفاع المشترك لحلف الناتو “مقدس”، مضيفاً: “سندافع عن كل شبر من أراضي الناتو إذا تعرّضت لهجوم. لا ينبغي لأحد أن يشكك باستعدادنا، ولا بعزمنا”. 

وكانت دول البلطيق (ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا) وهي 3 جمهوريات سوفياتية سابقة، قد انضمنت عام 2004 لحلف شمال الأطلسي، الأمر الذي أثار غضب موسكو حينها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى