العالمرئيسي

إفريقيا تترقب.. هل يغير بايدن سياسات ترامب؟

ما إن تسلم الرئيس الأمريكي جو بايدن، مهامه في البيت الأبيض، حتى وقع أمرا تنفيذيا برفع حظر دخول مواطني دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، تنفيذا لوعد انتخابي.

وهي خطوة خففت من حدة التوتر والمشاحنات التي تسببت بها سياسات سلفه دونالد ترامب، تجاه المسلمين والعرب والأفارقة.

لكن لا يزال خبراء أفارقة يشككون فيما إذا كان بايدن (ديمقراطي) سيعكس تماما الاتجاه الذي اتبعته إدارة ترامب (جمهوري) تجاه القارة السمراء.

هدف بايدن

قال إقبال جسات، المدير التنفيذي لشبكة “ميديا ريفيو” في جوهانسبرج، عاصمة جنوب إفريقيا، للأناضول، إنه “في ظل هدف إدارة بايدن، وهو إعادة تأكيد سيادة الولايات المتحدة في الشؤون العالمية، توجد مساحة صغيرة باقية للمناورة لجنوب إفريقيا وباقي الدول النامية”.

وأضاف أن “ميزان التجارة الثنائية بين جنوب إفريقيا والولايات المتحدة يميل بشدة لصالح الأخيرة”.

وتابع: “كان بايدن جزءا من إدارة (الرئيس الأسبق بارك) أوباما (نائبا له لمدة 8 سنوات)، وقتما كانت القضايا السياسية والاقتصادية مائلة دائما لصالح الولايات المتحدة”.

تقلبات ترامب

فيما قال سلطان كاكوبا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كيامبو غو في العاصمة الأوغندية كمبالا، للأناضول، إنه “بعد الصعوبة التي واجهها القادة الأفارقة في التعامل مع تقلبات ترامب، قد يجدون بعض الراحة في التعامل مع سياسات بايدن، إذ يمكن التنبؤ بها إلى حد ما”.

وأردف: “رغم أنني كنت متحمسا لتولي بايدن (الرئاسة)، لكن لا تزال لدي شكوك فيما إذا كان هذا يعني سياسات أكثر ودية تجاه إفريقيا، تعود بالنفع على الناس بشكل مباشر”.

وزاد أنه “بالنظر إلى السياسة الخارجية الأمريكية، فإن مصلحة الولايات المتحدة تأتي دائما في المقدمة عندما يتعلق الأمر بالدول الأخرى”.

وقلل كاكوبا من توقعاته بشأن احتمال أن ينعكس تولي بايدن الرئاسة تلقائيا بشكل إيجابي على إفريقيا، بقوله: “طالما لم تحقق أمريكا مصالحها، فلا تتوقعوا أي علاقات جيدة”.

واستدرك: “أما إذا كنت مستعدا لتعزيز المصالح الأمريكية، وقتئذ سيعملون معك”.

ومع ذلك، رأى كاكوبا أن إدارة بايدن خففت الضغط عن المواطنين الأفارقة الذين وجدوا صعوبة في السفر إلى الولايات المتحدة، بعد أن فرض ترامب قيودا عديدة على منح تأشيرات السفر إلى بلاده، بما في ذلك حظر سفر مواطني دول ذات أغلبية مسلمة.

وفي يناير/ كانون الثاني 2017، أصدر ترامب قرارا بمنع مواطني 7 دول ذات أغلبية سكانية من المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وهي سوريا وإيران والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن.

سياسات تعسفية

وبشأن إنهاء حظر السفر، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية، في بيان، إنه “رغم أن هناك المزيد الذي يجب القيام به، فإن هذه (رفع الحظر) خطوة مهمة وضرورية لوقف سياسات إدارة ترامب التعسفية”.

وقال كاكوبا أيضا إنه يأمل أن يضع بايدن حدا للعنصرية المتزايدة التي شهدها عهد ترامب.

وأضاف أن “خطاب ترامب قاد إلى مقتل العديد من السود على أيدي ضباط شرطة بيض، ولذلك يجب على الأمريكيين السود والأفارقة عامة الاحتفال (برحيل ترامب)، وتوقع أن تتمكن الإدارة الجديدة من معالجة تلك القضية”.

إصلاح مجلس الأمن

قال جسات إن لديه شكوكا بشأن ما إذا كانت إدارة بايدن ستوفر ساحة متكافئة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في ظل الضجيج الذي أحدثته الإدارة حول الديمقراطية.

وخلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر/ أيلول الماضي، دعا رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الجمعية إلى زيادة تمثيل الدول الإفريقية في مجلس الأمن.

وتدعو جنوب إفريقيا إلى إصلاح شامل للمجلس، وزيادة عدد المقاعد الدائمة والمؤقتة من 15 إلى 26.

كما طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مناسبات عديدة، بتمثيل أكبر وأكثر شمولية في مجلس الأمن، تحت شعار “العالم أكبر من خمسة”.

وتتمتع خمس دول فقط بعضوية دائمة في المجلس تتيح لها استخدام حق النقض “الفيتو” بشأن مشروع أي قرار، وهي الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين.

وأكد جسات أنه “بالنسبة إلى جنوب إفريقيا، من المهم الاعتراف بالآثار المدمرة التي سببتها الحرب غير الشرعية على الإرهاب، والاعتراف بأنها انتهاك خطير للحقوق المدنية”.

وختم بالتشديد على أنه “لا يمكن السماح باستمرار التسليم (للمطلوبين لدول أخرى) والتعذيب والسجن وما إلى ذلك، وما لم تمحُ إدارة بايدن تلك القوانين البغيضة، فسنظل متشككين (بشأن سياساتها)”.

AA

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى