العالمرئيسي

“إيديكس 2” المصري.. ظهور للتسليح المحلي وزيارة جزائرية “نادرة”

بظهور لافت للتسليح المصري وزيارة جزائرية “نادرة”، تتواصل منذ الإثنين فعاليات معرض مصر الدولي للصناعات العسكرية والدفاعية (إيديكس)، في نسخته الثانية التي تُختتم الخميس.

ويشهد المعرض توسعا في تبادل الخبرات والتعرف على أحدث الأنظمة الدفاعية والعسكرية، مع إمكانية إبرام صفقات وشراكات، في ظل مشاركة أكثر من 400 شركة من 42 دولة.

وفي فبراير/ شباط الماضي، وضع موقع “جلوبال فاير باور”، المختص بتصنيف دول العالم حسب قدرتها العسكرية، الجيش المصري في المرتبة الأولى عربيا والـ13 بين أقوى جيوش العالم لعام 2021.

وخلال المعرض، الذي يدعمه الجيش المصري وافتتحه رئيس البلاد عبد الفتاح السيسي، أعلنت القاهرة عن نفسها في مجال التسليح بمعدات أبرزها الطائرة المسيرة “نوت” (اسم فرعوني يعني “آلهة السماء”)، فضلا عن مشاركة رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، ضمن زيارة “نادرة” لمصر منذ عقود يجريها أكبر مسؤول عسكري جزائري.

** نسخة متطورة

النسخة الأولى من “إيديكس” (يقام كل عامين) أقيمت بين 3 و5 ديسمبر/ كانون الأول 2018، بمشاركة أكثر من 373 شركة تمثل 41 دولة، وبحضور نحو 10 آلاف زائر، بجانب مسؤولين عسكريين، بنيهم وزراء دفاع ورؤساء أركان.

وفي ختام المعرض آنذاك، أعلن الجيش المصري، في بيان، توقيعه “صفقات شملت عددا من العقود ومذكرات التفاهم”، مع شركات فرنسية وصينية وإيطالية وبرتغالية وبوسنية وصربية وبلغارية.

وتتضمن هذه الصفقات تصنيع مشترك لقوارب مطاطية وتوريد أجهزة رادار وذخائر ومراقبة واتصال داخلي، بالإضافة إلى محطات إعاقة إلكترونية وتأمين فني على طائرات، منها “الرافال”.

وبعد تأجيل بسبب تدابير جائحة “كورونا”، توسعت النسخة الثانية من “إيديكس” بمنتجات لأكثر من 400 شركة عسكرية متخصصة تمثل 42 دولة، بينها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وإيطاليا وفرنسا، مع توقعات رسمية بجذب ما يزيد عن 30 ألف زائر، بينهم مسؤولون عسكريون كبار.

** تبادل الخبرات

وللمرة الأولى في هذا المعرض ظهر إنتاج عسكري مصري، وفق بيانات رسمية وإعلام محلي، منه طائرة من دون طيار (نوت) تستطيع حمل 65 كيلو غراما لمدة 14 ساعة، بجانب قذائف الأعماق “نورس1” المضادة للغواصات، والمُدرعة “سينا 200” المضادة للعبوات الناسفة.

كما تم افتتاح أول مركز لصيانة جميع أنواع الطائرات، بعد سنوات من اتجاه مصري للصيانة في الخارج.

وعن الظهور الجديد للتسليح المحلي، قال اللواء هشام الحلبي، مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية (تابعة للجيش)، إن “صناعة السلاح في مصر وتوطين التكنولوجيا يسيران في خطى واثقة وصحيحة وعلمية وتتنامي باستمرار، وهذا انعكس في الجناح المصري”.

وأضاف الحلبي، في تصريح متلفز، أن “أنظمة التسليح لم تعد سرا، ومن فوائد معرض كبير كهذا أنه يسمح للدول والشركات بالمقارنة بين نظم تسليح متعددة في مكان واحد دون إهدار وقت وأعباء وتكلفة”.

وتابع أن المعرض “منصة لتبادل الخبرات تستفيد بها الدول المصنعة للسلاح، وهذا ظهر في عقد المنتدى الأول للقوات الجوية في المعرض، بمشاركة مسؤولين وشركات ومصنعين، لمناقشة التحديات”.

وأفاد الحلبي بأن “الشركات مهتمة بهذا الحضور واستهداف منطقة الشرق الأوسط التي دخلت في سباق تسليح منذ زمن طويل”.

فيما قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد سمير فرج إن “الصناعات العسكرية المصرية بدأت في الخمسينيات، وجاءت حرب 1967 (ضد إسرائيل) وتوقف تطوير تلك المصانع، وتم الاستعانة بالسلاح الروسي، قبل أن يحصل تقدم بسيط في السبعينيات، ومع تولي السيسي (الرئاسة في 2014) بدأ التنوع بمصادر السلاح وتطوير المصانع الحربية”.

وأضاف فرج، في تصريح متلفز، أن تبادل الخبرات والتعرف على النظم الحديثة للتسليح بات أمر سهلا للضباط والمصانع من جميع الدول، إذ سيجدون، مع المشاركة الكبيرة للدول والشركات، فرصة لذلك بعدما كان عدد قليل منهم هو الذي يسافر إلى الخارج للتعرف عليها.

وشدد اللواء محمد الشهاوي، مستشار بكلية القادة والأركان (رسمية)، في تصريح متلفز، على أن مصر بدأت في “وضع قدمها” في المعارض الدولية للصناعات الدفاعية والعسكرية، وقدمت أسلحة ومعدات مصرية، وهذا جيد في إطار توطين الصناعة والاكتفاء الذاتي تدريجيا.

أما اللواء نصر سالم، مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، فقال إن بدء صيانة الطائرات في مصر أمر مهم، وجاء بعد سنوات من إتمامها بالخارج، وكانت تشهد أحيانا ضغوطا (لم يوضحها)”، وفق تصريح متلفز.

** زيارة نادرة

وعلى هامش المعرض الإثنين، بحث السيسي فرص تعزيز التعاون مع شركتي “هانوا” الكورية الجنوبية للصناعات العسكرية والدفاعية، و”داسو” الفرنسية المُصنِعة لطائرات “رافال”.

ووقعت الهيئة العربية للتصنيع ونظيرتها للإنتاج الحربي (رسميتان) مذكرتي تفاهم مع كل من الشركة القابضة للصناعات الدفاعية البرتغالية (idD) ومجلس الإمارات للشركات الدفاعية لتعزيز التعاون والتدريب.

كما أجرت الهيئة العربية مباحثات لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجالات الصناعات الدفاعية مع شركات بولندية وروسية وأمريكية ووفد مجري.

وشهد المعرض، الثلاثاء والأربعاء، لقاءات أجراها وزير الدفاع المصري محمد زكي ورئيس أركان الجيش أسامة عسكر وقادة آخرون بالجيش مع مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى وممثلي شركات من الولايات المتحدة وروسيا واليونان وبريطانيا وإيطاليا وبلغاريا وفرنسا والمجر والسودان وقطر والجزائر والكونغو وسيريلانكا وباكستان وكوريا الجنوبية.

هذه اللقاءات المنفصلة، وبحسب بيانين للجيش المصري، بحثت سبل تعزيز التعاون في مجال التسليح والتعاون ‏العسكري، بالإضافة إلى “طفرة” الأنظمة الدفاعية المتطورة التي تشهدها الدول المشاركة في المعرض .

ووسط المشاركات، برز حضور نادر لمسؤول جزائري رفيع المستوى، هو رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق السعيد شنقريحة.

وجاءت مشاركة “شنقريحة” بعد أسبوع من تقارب بين المغرب (جارة الجزائر) وإسرائيل، عبر زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، للرباط التي تمر علاقاتها مع الجزائر بأزمة.

ووفق وزارة الدفاع الجزائرية، أكد “شنقريحة”، خلال لقاء مع وزير الدفاع المصري، “حرص الجزائر على العمل سويا لإرساء السلم والأمن على مستوى القارة الإفريقية عموما، وشمال إفريقيا على وجه الخصوص”.

وفي لقائه مع نظير المصري، أسامة عسكر، “بحث الطرفان الوضع السائد في شمال إفريقيا وفضاء الساحل الصحراوي، والتهديدات المتعددة الأبعاد التي من شأنها زعزعة استقرار المنطقة برمتها، وتباحثا مطولا حول السبل الكفيلة بالمساهمة في دعم جهود السلم والأمن على المستويين الإقليمي والقاري”، بحسب بيان ثانٍ لوزارة الدفاع الجزائرية.

ووفق أنور مالك، عسكري جزائري سابق ومعارض متواجد خارج البلاد، عبر مقطع مصور الإثنين، فإن “زيارة شنقريحة (لمصر) ليست عادية، وأعتقد أن الأمر أبعد من (أن) يختزل في مناسبة أو معرض عسكري”.

ولم يستبعد مالك أن “تندرج الزيارة تحت احتواء الأزمة مع المغرب في تقربه مع إسرائيل، وإمكانية إيجاد وساطة بحجم مصر لإبعاد شبح المواجهة مع تل أبيب والرباط عبر نوع من المغازلة للقاهرة بانتقال رئيس الأركان المسؤول الكبير بالبلاد إليها”.

ورجح أن التقارب العسكري المغرب الإسرائيلي سيساعد على إتمام الجزائر صفقات عسكرية في الفترة المقبلة.

وفي 24 أغسطس/ آب الماضي، أعلنت الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب؛ بسبب ما قالت إنها “أعمال عدائية” تمارسها الرباط ضدها، وهو ما نفته السلطات المغربية.

وبموازاة الأزمة مع المغرب، تشهد علاقات الجزائر مع مصر منذ فترة نوعا من الحركية مع تبادل زيارات دبلوماسية، ودور مصري خليجي لإنهاء الأزمة بين الجزائر والمغرب، كما تتواصل بشكل جيد العلاقات العسكرية بين القاهرة والجزائر، رغم تباينات سياسية منذ سنوات في الملف الليبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى