الرئاسة التركية تنفي نقل “إس-400” إلى قاعدة إنجرليك
نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، نقل منظومة الدفاع الصاروخي الروسية “إس-400” إلى قاعدة إنجرليك بولاية أضنة جنوبي البلاد.
جاء ذلك في إجابته على أسئلة الصحفيين، الخميس، عقب مشاركته في مراسم افتتاح العام الأكاديمي 2021-2022 لجامعة أنقرة للموسيقى والفنون البصرية، في العاصمة أنقرة.
وأكد قالن أن وزارة الدفاع التركية نفت أمس خبر نقل المنظومة إلى أنجرليك، وقال:” ليس هناك شيء من هذا القبيل، ومسألة إس-400 مستمرة وفق مسارها، ولها أبعاد تقنية وأمنية، وتدار هذه الأمور من قبل وزارة الدفاع، ولا جديد بهذا الصدد”.
وأضاف أن “ادعاءات نقل المنظومة إلى إنجرليك غير صحيحة، فبين الحين والآخر تظهر هذه الشائعات والأخبار الكاذبة بغية إشغال تركيا في أجندات مصطنعة”.
وحول اللقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي جو بايدن في قمة العشرين (يومي السبت والأحد الماضيين)، أوضح قالن أن الزعيمين اتفقا على وضع العلاقات التركية- الأمريكية في إطار استراتيجي صحيح.
ولفت إلى أن الرئيسين اتفقا على إنشاء آلية لمتابعة هذا الإطار بشكل ينعكس على القضايا الثنائية والإقليمية، مبينًا أنه سيتم تأسيس هذه الآلية بأسرع وقت بالتنسيق مع وزارة الخارجية.
وأكد أن تركيا تنتهج سياسة خارجية من خلال إقامة صداقات مع الجميع في الإطار الذي رسمه الرئيس أردوغان، خاصة في القضايا الإقليمية، مثل أفغانستان وسوريا والقوقاز وليبيا وشرق المتوسط.
تجدر الإشارة إلى أن بعض المواقع الالكترونية تداولت أنباء تفيد بنقل بطاريات منظومة صواريخ “إس-400” التي تمتلكها تركيا إلى قاعدة إنجرليك الجوية.
وحول المليار و400 مليون دولار التي دفعتها تركيا لمشروع صناعة مقاتلة “إف-35″، قال قالن: “كما تعلمون فقد أكد رئيسنا مرارا على هذا الأمر. إذا كانت مشكلة برنامج إف-35 لا يمكن حلها في الوقت الحالي، فليس لدينا وقت نضيعه”.
وتابع “يمكننا تعويض ذلك (عبر شراء) طائرات إف-16 (بدلا من إف-35). فقد أظهرت الإدارة الأمريكية موقفا إيجابيا تجاه هذه الأمر حتى الآن ولديهم نهج إيجابي”.
وأشار قالن إلى مواصلة المحادثات بين الوفود التركية الأمريكية بشأن شراء طائرات “إف-16” وتحديثها والمسائل التقنية الأخرى المتعلقة بها وفقا للقاء الثنائي الأخير بين الرئيس جو بايدن ورجب طيب أردوغان.
أكد قالن أن “خيارنا الأول هو أن نكون في برنامج إف-35. واستبعاد تركيا من البرنامج بسبب عقوبات كاتسا هو إجراء غير عادل وغير قانوني”.
وأضاف أن أولويات تركيا هي توفير وتلبية احتياجاتها في مجال صناعات الدفاع، لافتا إلى توفر البدائل في هذا المجال.
وتابع قائلا: “بفضل القيادة القوية لرئيسنا في السنوات الأخيرة، أصبحنا قادرين على إنتاج المسيّرات المحلية، وحققنا قفزات نوعية في إنتاج التكنولوجيا الدفاعية”.
وذكر قالن أن تركيا ستواصل السير على هذا الطريق، والتعاون مع الدول الصديقة والحليفة في هذه المجالات.
وحول وجود مشاكل بخصوص مشتريات تركيا للسلاح في الكونغرس الأمريكي، أعرب قالن عن أمله في أن يدرك أعضاء الكونغرس واللجان فيه أهمية تركيا في أقرب وقت.
وأضاف أن تركيا موجودة في أهم 5 قضايا جيوسياسية في العالم، وهي أفغانستان وشرقي المتوسط وسوريا والقوقاز وليبيا، مؤكدا أنه من غير الممكن إجراء حسابات أو تطوير في السياسة بدون تركيا.
وأعرب قالن عن أمله في رؤية صناع القرار والكونغرس أهمية تركيا، مشيرا أن بلاده ستواصل الحديث عن هذه الأطروحات والتعاون للتغلب على المشاكل.
– سوريا
وفيما يتعلق بالملف السوري، قال قالن إن السبب الرئيس للوجود التركي بسوريا يتمثل بالحفاظ على أمن حدودها واتخاذ التدابير ضد هجمات محتملة من تنظيمات “بي كا كا” و”ب ي د” و”داعش” أو النظام السوري.
وأضاف: “أولويتنا تأمين خط الحدود بين تركيا وسوريا، والبالغ طولها 911 كيلومترا، من أي هجوم محتمل يستهدف بلادنا، ولن نتسامح مع أي هجوم بغض النظر عن منفذه، لذلك قواتنا المسلحة في حالة تأهب دائما”.
واستطرد “على الجميع أن يعلم أننا مصممون تماما على تحقيق أمن تركيا، ولن نتغاضى أبدا عن أي تهديد، ومستعدون دائما لأي نوع من العمليات لحماية بلادنا من المخاطر”.
– التوتر الروسي الأوكراني
وبشأن انزعاج روسيا من بيع تركيا طائرات مسيّرة لأوكرانيا، قال قالن إن وزير الخارجية (مولود تشاووش أوغلو) التقى نظيره الروسي (سيرغي لافروف) على هامش قمة العشرين قبل أيام في روما، وأبلغه بما يلزم.
وأكد أن تركيا لا ترغب بأي نزاع أو تصعيد عسكري بين أوكرانيا وروسيا، بل تريد إنهاء التوتر الحالي بأسرع وقت ممكن.
واستطرد “لذلك نحن على اتصال مستمر مع الجانبين الروسي والأوكراني، نحن نعترف بوحدة أراضي أوكرانيا ونتطلع من الدول الأخرى أن تحترم ذلك أيضا”.
وأضاف: “وبالطريقة نفسها، فإننا نعبر دائمًا عن رأينا في ضرورة إنشاء قنوات جديدة للحوار بين روسيا وأوكرانيا في أسرع وقت ممكن، وضرورة حل المشاكل بينهما عبر المفاوضات”.
وأعرب عن أمله في أن ينخفض التوتر بين البلدين الجارين وأن تنطلق عملية سياسية تساهم في السلام والاستقرار بالمنطقة، مشددا على استعداد بلاده للقيام بكل ما يقع على عاتقها في هذا الصدد.
وأردف: ” يتمتع رئيسنا بعلاقات جيدة مع كل من السيد (فلاديمير) بوتين والسيد (فولوديمير) زيلينسكي، كما تتمتع تركيا بعلاقات جيدة للغاية مع كل من روسيا وأوكرانيا”.
وتابع: لا نرغب في أن نكون في حالة توتر ناجم عن صراع مع أي بلد أو روسيا أو أوكرانيا، وهما جارتانا في البحر الأسود وتربطنا بهما علاقات جيدة في التجارة والطاقة والأمن وغيرها من المجالات”.
وأوضح قائلا “أولوياتنا الأساسية تتمثل باتخاذ الخطوات اللازمة لضمان السلام والاستقرار من خلال الحوار”.