يرى مايكل شوركين كبير علماء السياسة في مؤسسة راند أن انتخاب جو بايدن كرئيس قادم للولايات المتحدة قد يقدم فرصة جيدة لإعادة علاقتها مع أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وذكر في مقاله بصحيفة ذي هيل (The Hill ) أن 2 من أولويات إدارة ترامب في المنطقة كان لهما وجاهتهما، وهما التركيز على المنافسة مع الصين وتقليل التركيز على مكافحة الإرهاب. ومع ذلك لم تُترجم الأولى أبدا إلى إستراتيجية موضوعية، والثانية تعني أن جهود مكافحة الإرهاب المستمرة قد ترنحت كالزومبي دون رؤية إستراتيجية معينة توجهها.
وفي الوقت نفسه تشير الأدلة المتاحة إلى أن الأفارقة جنوب الصحراء يرون أن الولايات المتحدة مهتمة بهم فقط كبيادق في بعض منافسات القوى العظمى، وكل هذا يمكن أن يغيره بايدن إلى الأفضل.
واعتبر الباحث أن أول وأهم شيء يمكن لأي إدارة أميركية فعله هو رؤية أفريقيا جنوب الصحراء على حقيقتها كمنطقة ديناميكية تستضيف جزءا كبيرا ومتزايدا من البشر. وهي وفقا للأمم المتحدة من المتوقع أن تنمو إلى نحو 25% بحلول عام 2050 و40% بحلول 2100، وأن تكون 4 بلدان أفريقية فيها من بين أكثر 10 بلدان في عدد السكان عام 2100، ومن بينها نيجيريا (700 مليون) والكونغو الديمقراطية (362 مليونا) وإثيوبيا (294 مليونا) وتنزانيا (286 مليونا). وبالمقارنة فإن أميركا ستستضيف 424 مليون شخص.
الأفارقة جنوب الصحراء يرون أن الولايات المتحدة مهتمة بهم فقط كبيادق في بعض منافسات القوى العظمى. وكل هذا يمكن أن يغيره بايدن إلى الأفضل.
ويتوقع أن يلعب الأفارقة في هذه المنطقة أدوارا رئيسية في كل تطور واتجاه علمي تقريبا، سواء كان جيدا أو سيئا، من الإبداع الفني والفكري والإنتاجية الاقتصادية إلى التطرف الديني والإرهاب. علاوة على ذلك فمهما يفعل الأفارقة، فإنه يمكن للمرء أن يعتمد على تأثيرهم على بقية الكوكب في عالم من المؤكد أنه سيكون أكثر عولمة، وليس أقل.
ويضيف أن رؤية الأفارقة كأفارقة وأنهم ليسوا بيادق في لعبة كبيرة يمكن أن تقطع شوطا طويلا نحو تعزيز مكانة الولايات المتحدة في منافستها مع القوى الأخرى، خاصة إذا ترجم ذلك إلى مشاركة واستثمار في الاقتصادات والمؤسسات الأفريقية بطرق لا تقتصر على مواجهة التحركات الصينية بشفافية.
وبداية، من المستحيل التنافس مع الصينيين (والإيرانيين والروس والأتراك، إلخ) عندما لا يكون المرء في الميدان. وثانيا محاولات إبعاد الأفارقة جنوب الصحراء عن المنافسين من خلال الرسائل حول الدوافع الخفية للحكومة الصينية، مثلا، قد تبدو فارغة إذا لم يتصرف الأميركيون بشكل مختلف.
وقد يكون صحيحا أيضا أن الحكومة الأميركية ركزت بشكل مفرط على المسائل الأمنية وتقديم المساعدة الأمنية. ومع أن الأخيرة ليست شيئا سيئا، ولكن قد تكون هناك طرق أكثر إنتاجية للاستثمار في مؤسسات ومجتمعات البلدان الأخرى.
واختتم الباحث بأن أفريقيا جنوب الصحراء مهمة بالفعل، ويمكن أن تكون أكثر أهمية في المستقبل المنظور. وقد يكون من واجب صانعي السياسة الأميركيين التعاون مع المنطقة لضمان أن الولايات المتحدة ستكون في وضع يمكنها من الاستفادة الكاملة من أي فرص تنشأ. وعند الضرورة، القيام بكل ما هو ممكن لتجنب النتائج السلبية. وكلاهما غير ممكن إذا بقيت أميركا منعزلة.
المصدر الجزيرة نقلاً عن هيل