قال وزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو، إن طائرات “بيرقدار تي بي2” المسيرة تركية الصنع ستزيد من قدرة الجيش البولندي والجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)
جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول على هامش مشاركته في “منتدى أنطاليا الدبلوماسي” الذي انطلق، الجمعة، بولاية أنطاليا جنوبي تركيا.
وأشار راو إلى أن طائرات “بيرقدار تي بي2” أثبتت فعاليتها في ساحة المعارك، وتتمتع بإمكانات متطورة من الناحية التكنولوجية.
وأضاف الوزير البولندي: “أعتقد أنها (بيرقدار تي بي2) ستزيد من قدرة الجيش البولندي والجناح الشرقي لحلف الناتو”.
وأوضح راو أن بلاده اشترت 24 طائرة مسيرة من طراز “بيرقدار تي بي 2”.
وقال إن “طائرات بيرقدار بدون طيار التركية، متطورة تقنيا أثبتت فعاليتها في المعركة، وأثق بأن هذه الطائرات ستزيد من قدرة الجيش البولندي والجناح الشرقي لحلف الناتو”.
وتحلق “بيرقدار تي بي 2” في أجواء قطر وأوكرانيا وأذربيجان، وفي أواخر أيار/مايو الماضي، تم الإعلان عن توقيع صفقة جديدة مع بولندا لتكون الأولى من نوعها لدولة عضو في الناتو والاتحاد الأوروبي ما يفتح الباب لمزيد من الصفقات من هذا القبيل.
من جهة أخرى، أشاد راو بـ”منتدى أنطاليا الدبلوماسي” لأنه يوفر منصة جديدة للتغيرات الدبلوماسية ذات الأهمية الكبيرة، وخاصة عقب وباء فيروس كورونا.
وقال إن بولندا تولي أهمية كبيرة للعلاقات مع تركيا، وإن المنتدى يشكل فرصة رائعة لمناقشة القضايا الثنائية مع نظيره مولود تشاووش أوغلو.
وأشار إلى أن دعم تركيا لعضوية بولندا في الناتو ودعم بولندا لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي ساهم في تحسين العلاقات السياسية الثنائية.
وشدّد على أن تركيا هي شريك استراتيجي لبولندا في الناتو على الصعيد الإقليمي.
وأردف: “تمتلك بلادنا قوة عسكرية كبيرة ونواجه تهديدات أمنية مختلفة على حدودنا”.
ولفت إلى أن تحقيق الأمن والاستقرار على الخط الأوروبي الأطلسي لا يمكن إلا من خلال العمل المشترك.
وتابع: “يمكننا بهذه الطريقة تحقيق الكثير حيال تعزيز الجناح الشرقي لحلف الناتو والحرب ضد الإرهاب دوليًا”.
ولفت إلى أن تركيا وبولندا تؤيدان تكيفًا استراتيجيًا أكبر لحلف شمال الأطلسي في مواجهة التحديات التقليدية والجديدة.
وأضاف: “بفضل جهودنا المشتركة، انعكست هذه الأولويات على نتائج قمة الناتو الأخيرة (في بروكسل)”.
وأكد راو أن بولندا وتركيا تتعاونان بشكل وثيق مع شركائهما في حلف الناتو بالجزء الشرقي من الحلف.
وأضاف: “نناقش مع جورجيا وأوكرانيا سبل تعزيز تعاونهما مع الناتو، وزيادة مرونتهما وتقريبهما من تحقيق أهدافهما الأوروبية- الأطلسية”.
كما شدد أن بولندا تولي أهمية كبيرة لمكافحة بولندا ضد جميع أشكال الإرهاب بشكل كامل، مبينا أن بولندا وتركيا أرسلتا قوات إلى مهمات الناتو في أفغانستان والعراق (مؤخرا)
وأكد أن التعاون البولندي التركي ساهم في الأمن العالمي، مبينا أن بولندا انضمت مؤخرا إلى مهمة ضمان الناتو في تركيا.
وأضاف أن طائرة دورية بحرية ونحو 80 جنديا بولنديا، يواصلون نشاطهم ضمن مهمة الناتو في تركيا منذ أبريل/ نيسان الماضي.
وأشار إلى أن تركيا بالمقابل قررت توسيع وجودها في الجناح الشرقي لحلف الناتو من خلال دعم عملية الشرطة الجوية لدول البلطيق التابعة للناتو شمالي بولندا.
وأعرب عن أمله في أن يساهم التعاون العسكري والدبلوماسي بين البلدين في تطوير العلاقات بين الأوروبية- الأطلسية في مجال الأمن والدفاع.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي سيستمر في لعب دور مهم في السياسة والاقتصاد العالميين، مبينا أنه يجب أن تكون احتياجات ومصالح جميع الأعضاء في قلب عملية التكامل بالاتحاد الأوروبي من الناحية السياسية.
وأعرب عن اعتقاد بولندا بأن العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي لدول غرب البلقان وتركيا هي وحدها التي ستضمن التطوير الكامل للتعاون البيني من أجل الاستقرار والازدهار في أوروبا.
وأكد أن “عملية الاندماج في الاتحاد الأوروبي لها تأثير مباشر على الدفاع والاستقرار، ومن المهم للغاية دعم البلدان المرشحة والبلدان المرشحة المحتملة نحو الإصلاحات الديمقراطية والتنمية الاقتصادية”.
وشدد أن الاتحاد الأوروبي وتركيا بحاجة إلى بعضهما البعض كشريكين موثوقين، خاصة في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب والتجارة والهجرة.
وأردف: “يجب أن يستمر وضع ترشيح تركيا ويجب أن تستمر المفاوضات حسب ما تسمح به الظروف، ونحن نرى تركيا كشريك استراتيجي ونأمل في تقاربها مع الاتحاد الأوروبي”.
وفيما يتعلق بالمستجدات شرقي المتوسط، أعرب الوزير البولندي عن ترحيبه في تهدئة التوترات بالمنطقة.
وقال: “نأمل أن يتم حل جميع المشاكل من خلال الحوار، كما نأمل أن يتمتع مجلس أوروبا القادم بميزة تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا واتخاذ خطوات إلى الأمام، لا سيما تحديث الاتحاد الجمركي، ودعم المهاجرين في تركيا وزيادة التواصل بين الشعوب”.