رفض رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان القبول بوجود قواعد أمريكية في بلاده، للتعامل مع الوضع في أفغانستان، وقال إن بلاده ستدفع ثمناً باهظاً إذا قبلت بهذا.
وعلل خان رفض بلاده فتح قواعد عسكرية أمريكية لاستهداف أفغانستان، بأنه إذا اندلعت حرب أهلية هناك، فسترتد الحرب سلباً على باكستان التي سيتم استهدافها بعمليات إرهابية.
وأكد أن بلاده لا تستطيع تحمل هذا، قائلاً: “دفعنا ثمناً باهظاً. وإذا كانت الولايات المتحدة التي تملك أقوى المعدات في التاريخ لم تكن قادرة على الانتصار في الحرب داخل أفغانستان بعد 20 عاماً، فكيف ستنتصر من القواعد العسكرية في بلادنا؟”.
واستدرك قائلاً: “في الماضي ارتكبت باكستان الخطأ باختيار طرف من الأطراف المتصارعة في أفغانستان، لكننا تعلمنا من التجربة. وليس لدينا طرف مفضل وسنعمل مع أي حكومة تتمتع بثقة الشعب االأفغاني، فقد أثبت التاريخ أنه لا يمكن التحكم بأفغانستان من الخارج”.
وأشار خان إلى معاناة باكستان من آثار الحرب في أفغانستان، حيث قُتل 70 ألف شخص في باكستان، وفي الوقت الذي قدمت فيه الولايات المتحدة دعماً لإسلام أباد مبلغ 20 مليار دولار أمريكي فإن الخسائر التي تكبدها الاقتصاد الباكستاني وصلت إلى 150 مليار دولار أمريكي، فقد نضبت السياحة والاستثمارات، وتم استهداف باكستان بسبب تعاونها مع أمريكا واعتبرت عميلة، وتعرضت لعمليات إرهابية من جماعة “تحريك طالبان باكستان” وغيرها من المنظمات الإرهابية.
وأكد خان أن “باكستان مستعدة للعمل كشريك سلام في أفغانستان مع الولايات المتحدة. وفي الوقت الذي تنسحب فيه القوات الأمريكية سنحاول تجنب مزيد من النزاع”.
وأشار إلى أن أمريكا وباكستان لديهما مصلحة مشتركة في أفغانستان، وهي تحقيق تسوية سياسة وتنمية اقتصادية ومنع تحولها إلى ملجأ للإرهابيين.
رأى خبراء أن رحيل القوات الأمريكية من أفغانستان دون إقامة نظام حكم موثوق به قد يدفع البلاد التي مزقتها الحرب إلى حرب أهلية جديدة.
وحدد الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم 11 سبتمبر/أيلول المقبل موعداً نهائياً لسحب جميع القوات من أفغانستان.