خصائص ذخيرة عائلة MAM و المكاسب التي ستجلبها ذخيرة MAM-T
لعبت الطائرات المسيرة التركية دورا كبيرا في تغيير قواعد اللعبة في سوريا وليبيا و العراق و مؤخرا قاراباغ.
واستخدمت الطائرات المسيرة الذخائر الذكية من MAM-L و MAM-C من إنتاج شركة روكتسان في أثناء تدميرها لأهدافها.
ومع نجاح تجرية إطلاق ذخيرة MAM-T بنجاح من طائرات AKINCI ، أضيف إلى عائلة MAM عنصرا جديدا.
ولنبدأ تناول عائلة MAM بدءا مع ذخيرة MAM-L
تعد ذخيرة MAM-L من إنتاج شركة روكتسان، الذخائر الرئيسية للطائرات المسيرة BAYRAKTAR TB2 و لطائرات ANKA-B/S، إذ تم تنفيذ جميع عمليات الاستهداف تقريبا عبر الطائرات المسيرة باستخدام ذخيرة MAM-L.
وبدأت شركة روكتسان أعمال تصميم MAM-L، والتي أطلقت عليه اسمها نسبة إلى اختصار الأحرف الأولى للذخائر الصغيرة الذكية ، في نوفمبر من عام 2014 و ذلك باستخدام مواردها الخاصة.
واستفادت الشركة في أثناء تطويرها ل MAM-L من تجربتها في إنتاج صاروخ L-UMTAS إلى حد بعيد. وبفضل هذا، انهت أعمال التصميم والتطوير بسرعة كبيرة. وبعد هذا أطلقت ذخيرة MAM-L بنجاح من الطائرات المسيرة التركية BAYRAKTAR TB2 بتاريخ 17 أراليك من عام 2015.
ويبلغ قطر MAM-L 160 مم ويبلغ طولها 1 متر في حين تزن 22 كيلوغرام.
ويوجد نسختين من MAM-L إحداها هي النسخة المدعمة برأس باحث ليزري و التوجيه بالقصور الذاتي والتي تستخدم بكثافة في العمليات، أما النسخة الثانية فهي المدعمة بنظام التموضع العالمي و نظام الملاحة بالقصور الذاتي المتكامل.
وتستطيع النسخة المدعمة بنظام التموضع العالمي و نظام الملاحة بالقصور الذاتي استهداف الأهداف الثابتة فقط، في حين بإمكان النسخة الأخرى ضرب الأهداف الثابتة و المتحركة معا. و يبلغ المدى الأقصى للنسخة المدعمة بنظام التموضع العالمي و نظام الملاحة بالقصور الذاتي 14 كم، في حين يبلغ مدى الآخر 8 كم.
ولكن بتاريخ 26 يناير من العام الحالي ظهر في فيديو شاركته شركة روكتسان أن مدى الذخيرة وصل إلى 15كم.
وفي حال عدم حدوث تغيير في تصميم الذخيرة فاننا نعتقد أن السبب الكامن وراء زيادة مدى الذخيرة بهذا الحجم هو تحسين حصل في نظام التوجيه بالقصور الذاتي.
وتتجه ذخيرة MAM-L التي لا تملك أي محرك إلى هدفها عبر تقنية الانزلاق.
أما تقنية الطيران والضرب لذخيرة MAM-L فهي على الشكل التالي:
بداية تصل الطائرة المسيرة إلى السرعة التي تمكنها من إطلاق الذخيرة، و بهدف رفع الطاقة الكامنة إلى أعلى مستوى فهي تزيد من ارتفاعها قدر الإمكان، وبهذه الطرقة تنفصل الذخيرة عن الطائرة المسيرة مع طاقة كامنة عالية.
مع بداية السقوط تتحول الطاقة الكامنة إلى طاقة حركية، وتتجه الذخيرة نحو الهدف بشكل سلس بفضل حركات الأجنحة و تقنية التوجيه بالقصور الذاتي. وفي المرحلة الأخيرة يدخل الرأس الباحث الليزري للذخيرة على الخط، اذ يؤدي الراس الباحث مهمة الإشارة على الهدف عبر الكاميرا البصرية للطائرة المسيرة و أخيرا تتحقق عملية تدمير الهدف.
وتصل ذخيرة MAM-L إلى هدف يبلغ مداه 8 كم في حوالي 80 ثانية
ويمكن تجهيز MAM-L بثلاثة رؤوس حربية مختلفة كالرؤوس الترادفية الفعالة ضد الدروع التفاعلية و الرؤوس التي تملك جزيئات شديدة الانفجار و رؤوس الضغط الحراري.
وتوثر ذخيرة MAM-L التي بإمكانها التأثير بدرع مدلفن متجانس يصل سمكه حتى 700 مم بوساطة رأسها الحربي الترادفي ، في عناصر مثل الدبابات والمدرعات ]ضا نظرا لقدرتها على ضرب الهدف من نقطة الذروة التي تعد إحدى أضعف أجزاء الهدف.
أما النسخة التي تملك رأسا حربيا يملك جزيئات شديدة الانفجار، فإنها تكون فعالة ضد الأفراد المنتشرين في منطقة يزيد قطرها عن 20 مترا.
العنصر الثاني من العائلة MAM-C
شركة روكتسان التي استفادت من خبرتها من صاروخ L-UMTAS أثناء تطويرها MAM-L ، استفادت من خبرتها في تصنيع صاروخ CİRİT أثناء تطوير MAM-C.
و MAM-C هي قنبلة موجهة خفيفة للغاية. وتحمل ذخيرة MAM-C التي يبلغ وزنها الإجمالي 6.5 كغ رأسا حربيا يزن 2.5 كغ، ويبلغ قطرها 70مم و طولها 970 مم.
وتصل MAM-C التي يبلغ مداها الأقصى 8 كم إلى هدفها عبر القصور الذاتي أثناء عملية السقوط و الرأس الباحث الليزري في المرحلة الأخيرة .
وتصل MAM-C إلى هدف يبعد 8 كم في 80 ثانية.
وتملك MAM-C رأسا حربيا شديد الانفجار فقط، و تستخدم الذخيرة التي تملك هذا الرأس ضد الآليات المدرعة الخفيفة و العناصر البشرية على الساحة . أما عن نطاق تأثير الرأس الحربي فيبلغ 10 متر ، ومراحل ضرب الهدف لدى MAM-Cهي كما في .MAM-L
العنصر الأخير في العائلة MAM-T
يملك MAM-T الذي يعتبر العنصر الأخير ضمن عائلة MAM ، خاصية كونه العنصر الأكبر ايضا ضمن العائلة
ويبلغ وزن MAM-T الذي تم تطويره بناء على التجارب المكتسبة من تطوير MAM-L و طقم التوجيه TEBER 94 كغ في حين يبلغ طوله 1.4 متر و قطره 230 مم.
ويمكن تدعيم MAM-T الذي يملك رأسا حربيا شديد الإنفجار بأنظمة INS/GPS و رأس باحث ليزري شبه نشط. ويصل MAM-T إلى مدى 30+ عند إطلاقه من الطائرات المسيرة و إلى مدى 80+ عند إطلاقه من الطائرات الحربية.
ولا يملك MAM-T أي محرك كما العناصر الأخرى في العائلة، و هو ضمن فئة ذخيرة السقوط الحر.
وإذا اطلعنا على الخصائص التي سيضفيها MAM-T فإن أولها هو المدى
أولا دعونا نوضح سبب وصوله إلى مدى +80 كم
عندما يتم إطلاقه من الطائرات الحربية . فبسبب كون الذخيرة ضمن فئة السقوط الحر ، تحتل سرعة المنصة وارتفاعها أهمية كبيرة في هذه الذخيرة. ونظرا لكون الطائرات الحربية منصات ذات سرعة وارتفاع أعلى بكثير من الطائرات المسيرة فإن نطاق الذخيرة يزداد بشكل مباشر .
وبالرغم من صعود ذخيرة MAM-L إلى مدى 15 كم وخروجها من مدى أنظمة الدفاع الجوي منخفضة الارتفاع و أنظمة دفاع السفن، إلا أنه بقيت أنظمة الدفاع الجوي متوسطة المدى تشكل تهديدا. هذا التهديد لا يشمل البر فقط بل البحر أيضا. على سبيل المثال توفر صواريخ ESSM أعلى قدرة دفاعية لسفن فئة HYDRA التابعة للبحرية اليونانية. وعلى الرغم من أن مدى هذا الصاروخ هو50 كم إلا أن مداه الفعال يبلغ 30كم.
ومع ذخيرة MAM-L فإنه من الضروري الاقتراب جدا من السفن لإجراء عملية الهجوم، في حين أنه يمكن لذخيرة MAM-T مهاجمة السفينة من مسافة الهروب.
باختصار، عندما تم رفع مدى MAM-L إلى 15 كم، فإنه خرج من مدى نظام الدفاع الجوي RAM الخاص ب أحدث قوارب الهجوم التابعة للقوات البحرية اليونانية SUPER VITA.
ومع ذخيرة MAM-T سيتم الخروج من مرحلة الاشتباك الخاصة بالفرقاطات.
الجدير بالذكر أن AKSUNGUR و AKINCI اللتان من المرجح بشكل كبير أنهما تتمتعان بمساحة مقطعية من الرادار أكبر من BAYRAKTAR TB2 و ANKA-B/S واللتان لديهما احتمالية متزايدة للكشف، سيكونان خارج نطاق أنظمة الدفاع الجوي المنخفضة والمتوسطة.
الميزة الأخرى التي يوفرها هي قوة تأثيره، إذ على الرغم من أن ذخيرة MAM-L التي بإمكانها التأثير على درع مدلفن متجانس حتى سمك 700 مم بوساطة رأسها الحربي الترادفي، إلا أنه هناك هناك هجمات لم تتحقق فيها زاوية الضربة المطلوبة و أيضا كان هناك ضربات غيرموفقة بسبب القدرات الكبيرة للهدف المدرع .
إلا أنه مع استخدام MAM-T سيتم تلافي هذه المواقف التي يخفق فيها MAM-L في إحداث تأثير كافي وأيضا سيتم الحصول على إمكانية ضرب أهداف أكبر كالمباني مثلا.
الفائدة الثالثة هي من أجل الطائرات الحربية
يتم العمل في تركيا على منتجين طويلي المدى يتم إلقاؤهما جوا ويتمتعان بخاصية السقوط الحر. أحدهما هو مجموعة التوجيه المجنحة المدمجة بالقنابل و الآخر هو القنبلة المصغرة.
عندما يتم إطلاق هذين المنتجين من الطائرات الحربية يمكن أن يصل مداهما إلى 100 كم، لكن نظرا لأن كلا المنتجين مدمجين بنظام ال INS/GPS فلا يمكن لهذه الذخيرة التعامل إلا مع الأهداف الثابتة. MAM-T (الذي هو في نفس فئة المدى مع هذه الذخيرة) بسبب امتلاكه للرأس الباحث الليزري بإمكانه إصابة الأهداف المتحركة ايضا إلى جانب الأهداف الثابتة.