العالمرئيسي

رغم الصعوبات.. الناتو يخطط لتسريع الانتشار العسكري على حدوده مع روسيا

يتجه حلف شمال الأطلسي “الناتو” إلى وضع خطط جديدة لتسريع جهوده الخاصة بنشر معدات عسكرية وعشرات الآلاف من القوات على طول حدوده الشرقية مع روسيا، بحيث يمكن أن توفر المساعدة خلال فترة قصيرة، وسط توقعات بألا يفي جميع الأعضاء بوعودهم للمساهمة في هذه الخطط.

وقالت مجلة “بوليتيكو” الأميركية، إنه من أجل تحقيق ذلك فإنه يجب على “الناتو” إقناع الدول الأعضاء بالمساهمة في الخطة بعدة عناصر مختلفة بما في ذلك الجنود، والتدريبات، والبنية التحتية الأفضل، والأهم من ذلك، توفير كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات والذخيرة باهظة الثمن.

وأشارت المجلة إلى أنه في ظل شعور بعض الدول الأعضاء بالقلق بالفعل بشأن مخزوناتها من الذخائر، فضلاً عن زيادة حاجة أوكرانيا إلى المزيد من القذائف والأسلحة من الحلفاء، فإن “الناتو” سيواجه خطر ألا يفي جميع حلفائه بوعودهم بالمساهمة في خططه الجديدة.

ورأت المجلة أن هذا الأمر قد مثّل تحدياً لـ”الناتو” في الماضي، كما أنه يمثل تحدياً يخشى الخبراء من أن يصبح مشكلة مستمرة للتحالف الغربي مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الثاني.

وبينما تضع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، خططاً للحصول على المزيد من الأسلحة بشكل سريع فإن عملية إعادة التخزين ستستغرق وقتاً لا محالة، بحسب المجلة.

وتوقعت المجلة أن يتعارض ذلك مع تطلعات “الناتو”، إذ سيقدم القادة العسكريون هذا الربيع خطط الدفاع الإقليمية المحدثة التي تهدف لتوضيح كيفية حماية الحلف لمواطنيه البالغ عددهم مليار نسمة.

وأوضحت المجلة أن أعداد القوات المتوقع نشرها سيكون كبيراً، إذ يتحدث المسؤولون عن الحاجة إلى إرسال ما يصل إلى 300 ألف جندي من قوات الناتو من أجل نجاح الخطة الجديدة، وهذا يعني الحاجة إلى الكثير من التنسيق بين الأعضاء.

ونقلت المجلة عن أحد كبار المسؤولين العسكريين في “الناتو”، والذي لم تكشف هويته، قوله: “أعتقد أننا بحاجة إلى العديد من القوات لمواجهة روسيا، مع ضرورة وجود المزيد من القوات التي تكون في حالة استعداد”.وذكر مساعد الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي لسياسة الدفاع هينريتش براوس، أن المرحلة الأولى، قد تتكون من حوالي 100 ألف جندي على استعداد للتحرك في غضون 10 أيام، من بولندا والنرويج ودول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا)، كما أنها قد تشمل أيضاً مجموعات قتالية متعددة الجنسيات أنشأها التحالف بالفعل في الجناح الشرقي.

وأضافت المجلة أن قوات المرحلة الثانية ستقوم بدعم هؤلاء الجنود، كما تكون جاهزة للانتشار من دول مثل ألمانيا في فترة تتراوح بين 10 و30 يوماً.واعتبرت “بوليتيكو” أن هذه العملية قد تكون صعبة لأن التحرك بسرعة كبيرة يتطلب وجود الكثير من الأشخاص والمعدات والتدريب، وكذلك الكثير من المال.

ولفتت إلى أنه سيتعين على بعض الجيوش تكثيف جهود التجنيد، كما أنه على العديد من الحلفاء زيادة الإنفاق الدفاعي، فيما سيتوجب من الجميع شراء مزيد من الأسلحة والذخيرة والمعدات، وذلك في حال تمكنت البلدان من العثور على شركات لإنتاج الرصاص عالي الجودة بسرعة.

وبمجرد انتهاء “الناتو” من وضع الخطط العسكرية الجديدة، فإنه سيُطلب من الدول الأعضاء المشاركة فيها، توفير القوات والطائرات والسفن والدبابات للمساهمة في أجزاء مختلفة من الخطط.

وسيواجه “الناتو” اختباراً هذا الصيف، عندما يجتمع زعماء الدول الأعضاء في ليتوانيا، بحسب المجلة.وقال مسؤول عسكري كبير في “الناتو” للمجلة: “سنطلب من الدول ما نحتاجه لجعل الخطط قابلة للتنفيذ، وذلك بناءً على النتائج التي توصلنا إليها”، معرباً عن اعتقاده أن “الجزء الأصعب هو شراء المعدات”.

وأشارت المجلة إلى أن بعض حلفاء الناتو، أقروا بالفعل بأن تلبية احتياجات الحلف تتطلب إنفاقاً أكثر بكثير، كما أن مسألة مدى الجاهزية تمثل نقاشاً مثيراً للجدل فيما يتعلق بالإنفاق الدفاعي.

كما سيواجه الحلف مشكلة أخرى فيما يتعلق بمدى توازن مشاركة الدول في الخطط، إذ يتوقع المسؤولون والخبراء أن تأتي غالبية القوات عالية الجاهزية من حلفاء أوروبيين، ولكن هذا يعني أن العواصم الأوروبية ستحتاج إلى تكثيف الجهود بينما ستكون لدى واشنطن الفرصة للتفكير في كيفية مواجهة التحديات التي تواجهها من الصين، حسب “بوليتيكو”.

وفي عام 2014، تعهد قادة الناتو بإنفاق 2% من ناتجهم الاقتصادي على الدفاع في غضون عقد من الزمن، ولكن في القمة المقبلة المقررة في يوليو، سيتعين على الزعماء تحديد هدف جديد.

الشرق نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى