أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الإثنين، أنه وجد “تفهما مشتركا” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالى بينيت، حول “السد”، في إشارة إلى سد “النهضة” الإثيوبي، وهو محل خلاف بين أديس أبابا وكل من القاهرة والخرطوم.
جاء ذلك في تصريح متلفز للسيسي نقلته صفحة الرئاسة المصرية في “فيسبوك”، على هامش أول لقاء مع بينيت، في مدينة شرم الشيخ شمال شرقي مصر، ضمن أول زيارة لرئيس حكومة إسرائيلية منذ 10 سنوات.
وأضاف السيسي أنه تحدث مع بينيت بـ”صراحة شجاعة”، ويوجد مزيد من الحديث من أجل البلدين والمنطقة.
وتابع أنه تناول معه “قضية السد” الإثيوبي، مضيفا: “وجدت تفهما مشتركا”.
وتتبادل مصر والسودان مع إثيوبيا اتهامات بالمسؤولية عن تعثر مفاوضات بشأن السد، يرعاها الاتحاد الإفريقي منذ شهور، ضمن مسار تفاوضي بدأ قبل نحو 10 سنوات.
وأردف: “قلت له نحاول معالجة (أزمة السد) في إطار من التفاوض والحوار وصولا إلى اتفاق بالموضوع الهام بالنسبة لنا الذي نعتبره حياة أو موت”.
وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، وإنها تستهدف توليد الكهرباء من السد لأغراض التنمية.
فيما تدعو القاهرة والخرطوم إلى إبرام اتفاق ثلاثي ملزم قانونا، للحفاظ على منشآتهما المائية، واستمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه النيل.
كما قال السيسي إن “اللقاء تناول الأوضاع في قطاع غزة وأهمية الحفاظ على السلام ووقف إطلاق النار، وأهمية تحقيق الاستقرار والدعم الاقتصادي وتحسين أحوال المواطنين في الضفة الغربية وغزة”.
وعقب مواجهة عسكرية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة في غزة، توصل الطرفان، بوساطة مصرية، إلى وقف لإطلاق النار بدأ في 21 مايو/ أيار الماضي.
من جانبها، ذكرت قناة “كان” الإسرائيلية (رسمية) أن السيسي “دعا (بينيت) إلى المساعدة في حل أزمة سد النهضة”، ضمن “صفقة” لإحلال الهدوء في غزة. ولم تتضمن تصريحات السيسي مثل هذا الطرح.
وقال روعي شارون، المحلل العسكري للقناة، إن “إسرائيل لا تريد الوقوف في جانب مصر أو إثيوبيا، ولكن بإمكانها التواصل مع إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن في هذا الصدد، أو المساعدة مثلا بمنشآت التحلية لحل مشكلة المياه المتزايدة في مصر”.
ورأى أنه “إذا ما قدمت إسرائيل للسيسي ما يريد، فسيكون لديه حافزا أكبرا للضغط واستخدام كل الأدوات الممكنة على (رئيس حركة حماس في غزة يحيى) السنوار، لتنفيذ صفقة الأسرى، ومن ثم إعادة إعمار غزة وعودة الهدوء للقطاع”.
وتقول إسرائيل إن حركة “حماس”، التي تدير غزة منذ 2007، تحتجز 4 إسرائيليين في القطاع، بينهم جنديان.
ويعيش في غزة أكثر من مليوني فلسطيني، يعانون أوضاعا معيشية متدهورة جدا؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع، منذ أن فازت “حماس” بالانتخابات البرلمانية، في 2006.
ووصف بينيت أول لقاء له مع السيسي بـ”المهم جدا والجيد للغاية”، وعاد بعده إلى إسرائيل.
ومنذ 13 يونيو/ حزيران الماضي، يترأس بينيت (يمين) حكومة ائتلافية أنهت 12 عاما متواصلة قضاها بنيامين نتنياهو في السلطة.