قال تحليل نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن مصر “قلقة” من اتفاق بين إسرائيل والإمارات، لم يتم تنفيذه حتى الآن، لنقل النفط من ميناء إيلات إلى الخليج، وكذلك إقامة خط سكك حديدية مباشر بين البلدين، وتحدثت عن “مفارقات” دبلوماسية لعدة أطراف تريد الحفاظ على علاقاتها مع بعضها البعض.
وتخشى مصر أن يكون لخط أنابيب النفط الإسرائيلي المزمع تنفيذه تأثير على عائداتها من قناة السويس، خاصة إذا بدأت السعودية في استخدامه أيضا، وفق التقرير، الذي أشار إلى أن القاهرة تنتظر بفارغ الصبر قرارا إسرائيليا نهائيا بشأن الصفقة، التي قالت رويترز من قبل إنها واحدة من أكبر الصفقات التي نجمت عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العام الماضي.
ويسمح الاتفاق، الموقع بين شركة مملوكة للدولة في إسرائيل ومشروع يشترك في ملكيته مستثمرون إماراتيون وإسرائيليون، بنقل النفط الذي يفرغ من ناقلات في ميناء إيلات على البحر الأحمر، عبر إسرائيل، في خط أنابيب موجود بالفعل، إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط.
لكن وزارة حماية البيئة الإسرائيلية، قالت الشهر الماضي، إنها “لن تسمح لناقلات النفط بدخول منتجع إيلات على البحر الأحمر”، وفق ما كان مزمعا بموجب الاتفاق.
ويقول تحليل هآرتس إنه من غير الواضح لماذا اختار وزير الدفاع، بيني غانتس، تأجيل القرار، متكهنة بأن ذلك قد يكون بسبب تقارير مسؤولي الأمن حول مخاطر تشغيل خط الأنابيب، أو بسبب معارضة وزير البيئة والطاقة للمشروع، أو لأن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، عن مخاوفه من إلحاق الضرر بالاقتصاد المصري.
والقلق المصري يكمن في أن تحويل بعض شحنات النفط القادمة من آسيا ودول الخليج إلى خط الأنابيب الإسرائيلي سيؤثر على حركة المرور في القناة والعائدات التي تمثل 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لمصر.
وقال متحدث باسم هيئة قناة السويس لموقع “المال نيوز” المصري إن 9 في المئة من البضائع العالمية تمر عبر القناة، وكذلك 24.5 في المئة من حركة الناقلات، بما في ذلك حركة الناقلات على طريق آسيا أوروبا.
وأعلنت هيئة قناة السويس، الأحد، أنها حققت ارتفاعا نسبته 13 بالمئة في عائداتها السنوية في 2021 مقارنة بالعام السابق له بإيرادات بلغت 6.3 مليارات دولار، موضحة أنها أكبر عائدات سنوية تسجل في تاريخ القناة، وفق فرانس برس.
ونسب رئيس الهيئة، أسامة ربيع، في بيان ارتفاع العائدات إلى “نجاح السياسات التسويقية والتسعيرية المرنة التي انتهجتها الهيئة في كسب ثقة المجتمع الملاحي”.
ويقول اقتصاديون وخبراء شحن مصريون وإماراتيون إنه حتى لو لم يأخذ خط الأنابيب في البداية سوى الحد الأدنى من حركة مرور القناة، فقد تكون المشكلة الأكبر لمصر هي استخدام السعودية له إذا طبعت المملكة العلاقات مع إسرائيل.
وليس خط الأنابيب فقط هو ما يقلق مصر، وفق الصحيفة، فهناك أيضا حديث عن بناء خط سكك حديدية بين إسرائيل والإمارات، لكن الصحيفة قالت إن بناء خط يمر عبر الأردن غير وارد تماما طالما أن السعودية ليست في اللعبة، لأنه يجب أن يمر عبرها.