كشف مصدر إسرائيلي لموقع “الحرة” أن قوات إسرائيلية خاصة تنفذ مهام حساسة في الأراضي السورية، في وقت تشير التقديرات الاستخبارية إلى أن إيران سحبت نحو 75 بالمئة من القوات الموالية لها في سوريا منذ مقتل قاسم سليماني.
وتواصل فرقة “هبشان” التابعة للجيش الإسرائيلي نشاطها في هضبة الجولان لتأمين ما تعتبره حدودها مع سوريا، حيث كشف المصدر الإسرائيلي أن النشاطات العسكرية لا تقتصر على الجنود الإسرائيليين المنتشرين خلف خط فك الاشتباك، الموقع عام 1974 في داخل الجولان.
وأكد أن ثمة نشاطات لقوات خاصة في عمق الأراضي السورية لمنع أي تهديد أمني من قبل إيران أو مليشيات موالية لها، على غرار حزب الله، الذي ينخرط بعض أفراده في صفوف الجيش السوري.
وكان قد تم اغتيال المدعو مدحت صالح في شهر أكتوبر الماضي بنيران قناصة، حيث كان يتواجد على مقربة مما يعرف بـ”تلة الصيحات” الواقعة قرب قرية مجدل شمس، التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية، بيد أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها رسميا عن هذه العملية.
وتتم بعض عمليات القوات البرية بإسناد من وحدات خاصة جوية واستخبارية، واعتبر المصدر أن المهمة الرئيسية لهذه القوات هي إحباط تهديدات مباشرة على أمن البلاد بما في ذلك خلايا معادية في داخل سوريا.
وأضاف أن العمليات التي نسبت لبلاده في داخل سوريا تؤتي ثمارها، وقد أدت إلى اختباء المدعو الحاج هاشم، وهو لبناني الجنسية، وكذلك بهنام شريري، وهو إيراني يعمل في الجانب اللوجستي لتهريب الوسائل القتالية الإيرانية.
وكانت غارات استهدفت هذين الاثنين، ومنزلا كان يستخدمه أحدهما، وبعدها قامت إسرائيل بتوزيع منشورات تحذيريه ذكرت فيها اسميهما، مما أدى الى تواريهما عن الأنظار.
وتأتي هذه العمليات العسكرية في الوقت الذي تشير التقديرات الاستخبارية إلى أن إيران سحبت ما يقارب 75 بالمئة من قواتها في داخل سوريا بعد اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، الذي كان له أثر كبير على تنفيذ طموح طهران في التمدد من الناحية العسكرية والمدنية والدينية.
وتعزو أيضا إسرائيل ما تصفه بـ “الانعطاف في النهج الإيراني” لعدة أسباب، بينها تحول موقف الرئيس السوري، بشار الأسد، إزاء طهران والابتعاد عنها من ناحية، ورغبته في العودة إلى الحضن العربي من ناحية ثانية.
والسبب الأخير، بحسب التقييمات، لسحب هذه القوات هو حالة الاحتقان في لبنان ضد حزب الله وإيران، التي تنعكس على انخراط نشطاء الحزب في داخل سوريا.
وقالت المصادر الإسرائيلية “للحرة” إن التموقع الإيراني على الحدود بات مهمة أكثر تعقيدا بالنسبة لفيلق القدس، موضحة أن إسرائيل عاقدة العزم على منع أي تواجد إيراني على حدودها.
وأشار المصدر إلى أن عمليات التهريب تشكل تهديدا إضافيا في سوريا على أمن إسرائيل. ويتم استخدام هذه المحاور بشكل خاص لتهريب المخدرات وأقراص الكبتاغون التي تصل إلى أماكن عدة في الشرق الأوسط.
بيد أن الدافع الإسرائيلي ليس حماية الناس من آفة المخدرات مثلما هو إدراكها أيضا أن مثل هذه المحاور يمكن استخدامها لتهريب الوسائل القتالية إلى أماكن قد تهدد أمنها، ليس من لبنان فقط، وإنما من الأردن، خاصة مع تواجد أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ سوري، يمكن أن يتم استغلال ضائقتهم المعيشية بسهولة من أجل استدراجهم لنشاطات من هذا القبيل.
وأضاف المصدر أنه ثمة محاولات لتهريب الوسائل القتالية إلى داخل الأردن أيضا، من أجل بناء قواعد تابعة لإيران.
وفي حين أن اغتيال سليماني أدى إلى تراجع نشاطات إيران في داخل سوريا بصورة دراماتيكية، حسب المصادر الإسرائيلية، إلا أنها أشارت إلى استمرار ظاهرة التشييع في داخل سوريا.
ورغم أنه من الصعب تحديد أعداد الذين تشيعوا، يلاحظ ارتفاع ملموس، خاصة في عدد من القرى القريبة من الحدود مع إسرائيل.
واعتبر المصدر أن هذا الأمر “يتيح المجال لإيران إقامة قاعدة سياسية عميقة في داخل سوريا، وجذب مواطنين من داخل سوريا وتحويلهم لقدرة عسكرية ضد إسرائيل”.
ومن بين الأماكن التي تنشط فيها عناصر موالية لإيران من أجل الدعوة إلى الالتحاق بالشيعة، بلدتا سعسع وقرفا على مقربة من الحدود مع إسرائيل، حسبما ذكر المصدر، الذي اعتبر ذلك دليلا على أقواله.
كما أشار إلى تمدد الشيعة في جنوب سوريا قرب مزار السيدة زينب في دمشق، وامتلاك عقارات لموالين لإيران هناك.
وأكد أن هذا النهج لم يكن قائما في عام 2011. ويزداد هذا الأمر خطورة بالنسبة لإسرائيل مع الوضع الاقتصادي المتدهور في داخل سوريا، الذي يضطر السكان إلى اللجوء إلى أي مساعدة للخروج من ضائقته، خاصة أنه من الصعب تقدير حجم الوضع الاقتصادي المتدهور في داخل البلاد وتأثيره على السكان، مما قد يدفعهم للتعاون مع جهات لها مصالح في سوريا، مثل إيران وحزب الله وأعوانهما، أو أي فئات متطرفة أخرى.