العالمرئيسي

كيف طورت إسرائيل أنظمتها العسكرية منذ حرب الخليج الثانية؟

استطاعت إسرائيل توظيف التقنيات الحديثة من أجل تعزيز قدراتها على “المواجهة” في الحروب المستقبلية، ما يجعلها “قوى عظمى صغيرة” في المنطقة، وفق تحليل جديد نشر على موقع “ناشونال إنترست”.

وكتب سيث فرانتزمان، الصحفي المقيم في القدس ومدير “مركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل” في المجلة أن إسرائيل وظفت من التكنولوجيا التي استخدمت خلال الحملة لطرد صدام حسين من الكويت، عام 1991، مثل الأسلحة الدقيقة وصواريخ كروز وشن الحرب بسرعة وبقدرة قتالية أكبر “مع سقوط عدد أقل من المدنيين”.

وأصبحت شركات تطوير الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية، في الوقت الحالي، رائدة في تطوير الأنظمة التي “تغير ساحة المعركة”، من صواريخ القشط البحري، مثل صواريخ الجيل الخامس “سي بريكير” إلى أنظمة دفاع جوي جديدة واستخدام الطائرات بدون طيار بطرق جديدة، واستخدام طائرات أف-35، وفق التقرير.

ويشير جدعون وايس، نائب رئيس شركة “أنظمة رفائيل الدفاعية المتقدمة”، معقل البحث والتطوير العسكري في إسرائيل، إلى أهمية عنصر “القدرة على القتال أثناء المواجهة على مسافات تتجاوز 100 كيلومتر” في الحروب الحديثة، ويقول إنه في حرب الخليج كانت المواجهة تتم على بضعة كيلومترات فقط وكان سلاح المواجهة الوحيد هو صاروخ “توماهوك” أما الآن “أنت في اشتباك مع هدفك”.

وتطور الشركة الصواريخ والذخائر التي تعزز القدرة على المواجهة في المعارك والحصول على الأهداف بشكل مستمر، بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار، ومسألة الحصول على أهداف مستمرة تلك كانت عقبة خلال حرب الخليج.

من بين هذه الصواريخ التي تطورها إسرائيل صواريخ “سبايس” جو أرض و”بيثون” وبود الاستطلاع “RecceLite” وبود الاستهداف “لايتيننغ” الذي يتم إلحاقه بمقاتلات مثل أف-16.

ويقول وايس إن هذه الأنظمة “تتيح التأثير على المعركة بشكل أسرع” وما يعنيه ذلك أنه “بدلا من قصف الهدف لمدة 33 يوما، سنحتاج فقط إلى عدة أيام”، وسيتم إنجاز المزيد من الأهداف “بشكل أسرع وبأسلحة أقل”، مشيرا إلى أن “جوهر الخطة الإسرائيلية اليوم جعل الأنظمة أكثر فتكا مع وجود أخطاء أقل في ساحة المعركة وتوصيل المعلومات الاستخبارية إلى القوات والطائرات في الخطوط الأمامية بأسرع ما يمكن”.

وتنتج الشركة أيضا أنظمة الدفاع الجوي “القبة الحديدية” و”مقلاع ديفيدز” و”أرو”، ويشير التقرير إلى أن نظام “القبة الحديدية” استطاع خلل المواجهات الأخيرة مع حماس، في مايو الماضي، في إسقاط نحو 90 في المئة من الأهداف.

وفي السنوات المقبلة، يقول التقرير، إن إسرائيل سوف تستخدم الليزر لتعزيز قدرات دفاعها الجوي متعدد المستويات.

وكشفت إسرائيل ، في مارس الماضي، عن قذيفة “اللدغة الحديدية” وهي قذيفة هاون بعيار 120 ملم موجّهة بالليزر من تصنيع شركة “البيت سيستمز”، وقالت إنها “مصمَّمة لضرب الأهداف بدقة في الأماكن المفتوحة أو المناطق الحضرية، مع تقليل احتمال حدوث أضرار جانبية”.

وفي يونيو الماضي، أجرى سلاح الجو الإسرائيلي تجارب “هي الأولى من نوعها” لاعتراض أهداف في الجو بواسطة “سلاح الليزر عالي الطاقة”.

وكانت التجارب هي “ضمن المرحلة الأولى من برنامج مدته عام لتطوير نظام ليزر محمول جوا من شأنه أن يضيف مستوى إلى نظام الدفاع الإسرائيلي متعدد المستويات، ويكمل قدرات أنظمة القبة الحديدية ‘ديفيد سلينغ’، ونظام ‘أرو”.

وفي العام الماضي، أطلقت الوزارة ثلاثة برامج لتطوير أنظمة اعتراض بنظام الليزر ذي الطاقة العالي بالتعاون مع الشركتين، الأول هو نظام ليزر أرضي لاستكمال قدرات “القبة الحديدية”، ونظام ليزر مثبت في الجو لاعتراض التهديدات فوق الغطاء السحابي وللعمل في مناطق واسعة.

وأوضح مسؤول عسكري أن نظام الليزر الأرضي قيد التطوير سيتم تشغيله في غضون ثلاث إلى أربع سنوات، أما النظام المحمول جوا سينتهي في غضون ثماني إلى 10 سنوات، ويأمل في خلال 10 سنوات أن يتمكن من تدمير أهداف على بعد مئات الكيلومترات.

وقال تقرير لموقع “فوربس” إن إسرائيل تمتلك “أفضل الدفاعات الجوية في المنطقة”.

الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى