كيف يمتد التنافس القائم بين الصين وروسيا والولايات المتحدة إلى القمر
تحرز الصين وروسيا تقدماً على الولايات المتحدة الأمريكية في موضوع تطوير تقنيات الفضاء وإيلاءه أهمية لتحقيق الهيمنة في الفضاء.
ويدافع المسؤولون الحكوميون رفيعي المستوى منذ سنوات عن مسألة إعطاء موضوع الهيمنة على الفضاء أولوية، إذ لهذا أهمية كبيرة للولايات المتحدة التي ترغب في الحفاظ على تفوقها في الفضاء، و تبدي استعدادا لمواجهة أي تهديدات محتملة لحماية مصالحها.
ويولي مسؤولوا القوات الجوية رفيعي المستوى أيضا أهمية كبيرة لموضوع التفوق في الفضاء، إذ أعطى سكرتير القوات الجوية الدكتور هيثر ويلسون و رئيس الأركان العامة للقوات الجوية ديفيد غولدفين وثلاثة مسؤولين آخرين توجيهات بتاريخ أيار من عام 2017، في اللجنة الفرعية للقوات الاستراتيجية للناتو على أن ينظر إلى المنطقة على أنها منطقة حرب، ويجب عدم تجاهلها.
المسؤولون أكدوا على وجوب تحديث الأنظمة الفضائية للحفاظ على التفوق في هذا المجال الجديد وأكدوا من خلال ندوة الحرب الجوية على وجوب توسيع الاهتمام بهذه النقطة في عام 2018، وقال الجنرال غولدفين إنه”يجب تناول موضوع التفوق الفضائي بنفس درجة الشغف والشعور بالملكية”.
وجاء في مقال سكرتير القوات الجوية الدكتور هيلثر ويلسون التالي:
الصين وروسيا تتطوران من قدراتهما في مجال مكافحة الأقمار الصناعية التي ستدخل الخدمة في السنوات القادمة، و تقبل استراتيجية الدفاع الوطني الجديدة الخاصة بنا”كأولوية لوزارة الدفاع” عودة المنافسة الكبيرة مع الصين وروسيا.
علينا أن نستمر بالتعاون مع حلفائنا من أجل تعزيز دفاعنا الجماعي الخاص في الفضاء أيضا كما هو حالنا على مستوى العالم. وعلينا أن نستمر بالتدقيق على كيفية الاستفادة من ثغرات أعدائنا و كيفية القضاء عليهم كما فعل المخططون قبيل الحرب العالمية الثانية.
وتستند تصورات التهديد هذا على أسس متينة، إذ أن المؤسسات الحكومية تحذر مذ سنوات من تقدم الصين وروسيا في مجال تكنولوجيا الفضاء والمجال السياسي . وبحسب تقرير صادر عن وزارة الدفاع في عام 2015 فإن الصين طورت أنظمة مضادة للأقمار، وحذرت أجهزة استخبارات الولايات المتحدة في حزيران عام 2018 ، من أن الصين وروسيا تعملان على “أسلحة فضائية مقاومة للتدمير” من المتوقع أن تبدأ فعالياتها في المستقبل القريب.
وعلق مدير وكالة الاستخبارت الدفاعية للجيش الأمريكي روبرت أشلي في تقرير “تقييم التهديد على المستوى العالمي لعام 2018” الذي قدمه للجنة القوات المسلحة للناتو على موضوع جهود روسيا في السعي على السيطرة على الفضاء على الشكل التالي;
موسكو وصلت إلى نتيجة أن الفوز بالتفوق في الفضاء و الاستمرار به، سيكون له تأثير بارز على نتائج الصراعات في المستقبل، وهي تطور أنظمة فضاء ضد آليات الفضاء الأمريكية . وتستمر روسيا بردع النشاط العسكري الأمريكي في الفضاء. و هي ماضية في تطوير الأسلحة الفضائية أو الأرضية أو الجوية المضادة للأقمار الصناعية من أجل السيطرة على تصعيد محتمل.
ودمجت روسيا قواتها الفضائية والجوية تحت سقف واحد “القوات الجوية و الفضائية الروسية”، وهي بهذا تعمل على إنشاء نموذج أكثر تكاملاً لتجاوز نسخة تركيبة القوات الجوية الأمريكية.
ترجمة M5 -المصدر (Real Clear Defense)