كشفت وسائل إعلام روسية، أن السلطات في موسكو منعت طباعة كتاب يتحدث عن الحرب الدائرة في سوريا ودور المرتزقة الروس”فاغنز” في القتال إلى جانب قواتنظام الأسد.
وكشفت صحيفة”ميدوزا”الروسية عن إيقاف سلطات بلادها طباعة كتاب يتحدث عن تفاصيل يرويها مقاتل روسي سابق في مرتزقة”فاغنز”العسكرية الخاصة ويدعى “مارت غابيدولين”، والذي التحق بقوات “فاغنز” عام 2015.
ويفيد تقرير الصحيفة الروسية، أن المقاتل الروسي”غابيدولين”قرر بعد إصابته البليغة في تدمر عام 2016، أن يكتب حول تجربته في سوريا موثقاً اللحظات المهمة والمفصلية فيها، وحقيقة الشركات العسكرية، وما يتعلق بها من خداع تام أساسه”الجيش والسياسيون الروس”.
قطع رؤوس
غابيدولين الذي التحق بمجموعة فاغنز في نيسان 2015، ذكر أنه بدأ في كتابة الفصل الأول من الكتاب بعد استيقاظه من غيبوبة نتيجة تعرضه لإصابات خطيرة في معارك تدمر في سورية في 15 آذار عام 2016 ، ويقول إنه وجد نفسه في مستشفى عسكري في ضواحي موسكو، وأن الأطباء أخبروه بأنه خضع لعمليات لاستئصال الطحال وجزء من الأحشاء بعد إصابته، وأن غيبوبته دامت قرابة الأسبوع.
وكشف المقاتل الروسي عن تفاصيل تتعلق بتعامل مرتزقة”فاغنز” مع قوات الأسد، وقال إن “أربعة من جنود “فاغنز” قطعوا رأس جندي سوري تابع لنظام الأسد بعد تعذيبه، لنيته الهروب، وأن هذه الممارسات كانت لترهيب من يريدون الهروب من جيش نظام الأسد”، مشيراً أنه كان يعارض هذا الأمر حتى أنه وصف ذلك بأنه حماقة”.
وأشار أنه: “لولا مقاتلو”فاغنز” لما كان باستطاعة القطيع السوري(مقاتلو نظام الأسد) إعلان سيطرتهم على مدينة تدمر عام 2016″.
وأضاف المقاتل الروسي في سياق المعلومات التي نقلها الموقع، إنه” في أثناء قدومه مع زملائه في الكتيبة إلى سوريا، تفاجؤوا بعدم وجود أي أختام أو تأشيرة على جوازات سفرهم، ودخلوا البلاد بناء على ذلك دون وجود أي عوائق، في إشارة إلى أن الحكومة الروسية لم تكن تريد الاعتراف بوجود مقاتلين مرتزقة غادروا البلاد بشكل رسمي، وأنهم مرروا الأسلحة الموجودة داخل الحقائب في جهاز كاشف المعادن والأسلحة المخصص في المطار بروسيا وأمام موظف الجمارك، دون أي اعتراض”
صائدوا داعش
يقول غابيدولين إن هذه كتيبة مجندة بالكامل من السوريين، ففي عام 2018 وأوائل 2019 عملت مستشاراً لهذه لكتيبة ودربتها، قبل ذلك تظاهر(الصيادون) بأنهم منخرطون في اشتباكات حقيقية، وتم الترويج لمزاياهم القتالية على موقع تويتر، لكن في الواقع كانت داعايات إعلامية فقط، وتم تصويرهم في الأماكن التي سيطرنا عليها للتو بالفيديو والصور، التي ظهرت بعد ذلك على الشبكات الاجتماعية. كان الهدف أن يظهروا للعالم أن بعض الوحدات السورية وليس شركة خاصة روسية تقاتل داعش.
ويضيف أنه “عندما أخذنا تدمر للمرة الثانية ظهر الصيادون فجأة من الخلف وقاموا بالتصوير. كنا قد أنجزنا العمل ووصلنا إلى المطار ولم يأتوا إلا لالتقاط صورة”. وذكر أيضاً كيف أن قتلى فاغنز كانوا لا يحظون بأي اهتمام من قبل الروس عند مقتلهم، إذ يحق لهم استخدام الثلاجات فقط، وكان لا بد من نقلهم إلى المستشفى في اللاذقية، حتى يتمكن السوريون من غسلهم بخرطوم، ووضعهم في توابيت من الزنك قديمة أو بالية، ثم في صناديق خشب، مشيراً إلى أن روسيا كانت تتحفظ على أعداد القتلى، مستذكراً من سقطوا في تشيكوسلوفاكيا عام 1968 وأفغانستان، فحتى أقاربهم لم يكونوا يعلمون بمقتلهم كي يقيموا مراسم الدفن، وفق وصفه