أفادت مصادر عراقية مطلعة بأن قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني، أجرى زيارة سرية خاطفة إلى بغداد، الأربعاء، قبل أن يغادرها إلى العاصمة اللبنانية بيروت.
وقالت المصادر، وهم مصدران سياسيان وثالث أمني، للأناضول، إن “قآني أجرى زيارة غير معلنة لبغداد استمرت عدة ساعات، التقى خلالها على حدا مع رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي”.
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم نشر أسمائها لحساسية الموضوع، أن “مباحثات قآني في بغداد تناولت تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية على الساحة العراقية”.
وتابعت أن “المباحثات تركزت بشكل رئيسي على التصعيد الأخير بين الحكومة وفصائل من الحشد الشعبي العراقي، على خلفية اعتقال القيادي في الحشد، قاسم مصلح، قبل نحو أسبوعين، ثم الإفراج عنه (الأربعاء)”.
وأردفت المصادر أن “قآني، وفور انتهاء مباحثاته في بغداد، غادر إلى العاصمة اللبنانية بيروت”.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب رسمي من بغداد ولا طهران بشأن ما ذكرته المصادر.
وتزامنت زيارة “قآني” لبغداد مع الإفراج عن قائد عمليات “الحشد الشعبي” في محافظة الأنبار (غرب)، قاسم مصلح، لعدم توفر أدلة على تورطه في اغتيال رئيس تنسيقية الاحتجاجات في مدينة كربلاء (جنوب)، إيهاب الوزني، في 9 مايو/أيار الماضي.
وأثار اعتقال “مصلح”، في 27 مايو الماضي، غضب فصائل في “الحشد الشعبي”، فحاصرت مواقع في “المنطقة الخضراء”، وسط بغداد، بينها منزل الكاظمي ومبنى الأمانة العامة لمجلس الوزراء.
وبعد ساعات، قامت الحكومة بتسليم “مصلح” لفصائل “الحشد الشعبي”، لغرض إكمال التحقيقات معه وهو بحوزتها، قبل أن يصدر الأربعاء قرار بالإفراج عنه.
و”الحشد الشعبي” مؤسسة تتبع القوات المسلحة، وترتبط مباشرة برئيس الوزراء، لكن مراقبين يرون أن نفوذها زاد كثيرا، ولا تخضع لأوامر الحكومة، بل لقادتها المقربين من إيران.
ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2019، يشهد العراق احتجاجات شعبية أطاحت بالحكومة السابقة، برئاسة عادل عبد المهدي، أواخر 2019، وتتهم القوى السياسية الحاكمة بالفساد وانعدام الكفاءة.
واغتال مسلحون مجهولون العشرات من نشطاء الاحتجاجات، وتعهد الكاظمي بمحاسبة المسؤولين عن هذه الاغتيالات.