العالمرئيسي

من يفوز بالرئاسة؟..تجمعات ترامب الصاخبة أم هدوء بايدن؟

قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، أظهرت استطلاعات الرأي تراجع دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الحالي مرشح الحزب الجمهوري آنذاك أمام منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وحينها، وصف فرانك لونتز، منظم استطلاعات الرأي الجمهوري، حملة ترامب بأنها “مزحة”، مشيرًا إلى أن بعض الولايات لم يكن لديها حتى مقر لحملته.

وقال لونتز في ذلك الوقت إن ترامب أنفق على “القبعات” أكثر مما أنفقه على أبحاث المسح وفهم الناخبين.

لكن ترامب كان يمتلك سلاحا غير سري، فتجمعات حملته الصاخبة كانت تجتذب تغطية واسعة على شبكات التلفزيون، وأدمن الجمهور مشاهدتها سواء كان في رعب أو ابتهاج.

وبالفعل تحدى نتائج الاستطلاعات وفاز بالرئاسة آنذاك، وعلى غرار انتخابات 2016 أظهرت استطلاعات الرأي مرة أخرى الآن خسارة ترامب أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، لكن هناك اختلافات كبيرة هذه المرة.

** أداء أفضل على الأرض

أصبحت حملة ترامب أكثر نشاطًا “على الأرض” في الولايات المتحدة الآن، ومن المفارقات أن الديمقراطيين أقل نشاطا بكثير.

فالديمقراطيون يتخذون احتياطات فيروس كورونا بجدية أكبر بكثير من الجمهوريين، ففي ولاية “ويسكونسن” تم إغلاق جميع مقراتهم تقريبا منذ مارس / آذار الماضي، باستثناء أكبرها في مدينة “ميلووكي”، مع إلزامية ارتداء الكمامات داخله.

بدورها، أعربت كريستين سينيكي، رئيسة مقر الحزب الديمقراطي في “ميلووكي” عن قلقها إزاء عدم تمكنهم من طرق أبواب منازل المدينة لحشد الأصوات.

وأشارت سينيكي أنها كواحدة من السياسيين القدامى تحب الحديث وجها لوجه لإقناع الناخبين لكن حزبها يدرك أنهم في عالم جديد بالكامل الآن.

من جانب آخر، كانت مقرات الجمهوريين في “ويسكونسن” تعمل على قدم وساق، إذ يطرق المتطوعون والموظفون الأبواب لجمع الأصوات، دون ارتداء الكمامات

**أزمة التمويل:

من جهة أخرى، يتراجع الجمهوريون في سباق التمويل في أكثر أوقات الحملة أهمية.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن حملة ترامب خفضت ملايين الدولارات من الإعلانات التلفزيونية المخطط لها، وعملت على جمع التبرعات بدلاً من ذلك.

فيما بلغ تمويل حملة بايدن في أكتوبر/ تشرين الأول الفائت قرابة ثلاثة أضعاف صندوق حملة ترامب، حوالي 177 مليون دولار مقابل 63.1 مليون دولار لترامب.

وفي هذا الصدد، تم إلقاء بعض اللوم على براد بارسكال، مدير حملة ترامب السابق لموافقته على الإنفاق الكبير على الإعلانات في وقت مبكر من الحملة، قبل انتشار جائحة كورونا في البلاد، التي غيرت المشهد السياسي.

كما ألقى البعض اللوم على بارسكال لهجومه على بايدن بأنه متقدم في السن، وهو ما أثار استياء كبار السن وفقًا لبعض استطلاعات الرأي.

وأعلنت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري وحملة ترامب الأسبوع الماضي عن إطلاق حملة إعلانية بقيمة 25 مليون دولار تستهدف كبار السن من الأمريكيين.

أما بالنسبة إلى الداعمين الذين يستخدمون تطبيق حملة ترامب بهواتفهم، فإنها ترسل لهم العديد من الرسائل النصية يوميًا لمناشدتهم بشكل متزايد للتبرع لها.

ومع ذلك، فإن تمويل حملة ترامب الحالي يتساوى مع تمويل هيلاري في هذه المرحلة من عام 2016، إلا أن مستشاري حملته افترضوا أنهم سيحصلون على احتياطي مالي أكبر بكثير بحلول أكتوبر المنقضي، بحسب “نيويورك تايمز”.

في الوقت الراهن، استخدم بايدن مزيجا من الفعاليات التي تلتزم بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والحملات الافتراضية، مثل مشاركة الرئيس السابق باراك أوباما في فعاليات الحملة، شن خلالها هجمات شديدة على ترامب.

كما تمسك بايدن بأقوى خط هجوم له، وهو أن الرئيس أخفق في الاستجابة للجائحة، وتجذب حملته مزيجًا من المانحين الصغار الذين يغذيهم اشمئزازهم من ترامب والمانحين الأثرياء، يتبرع بعضهم بـ100 ألف دولار.

**فجوة تقنية:

أفادت منصة “Crowd Tangle” للبيانات المملوكة لشركة “فيسبوك”، أن صفحة ترامب الرسمية على “فيسبوك” نالت 130 مليون تعليق وردود فعل ومشاركة في الشهر الماضي، مقارنة بـ 18 مليون فقط لصفحة بايدن الرسمية.

كما أشارت الشركات التي تتعقب اتجاهات التكنولوجيا أن ترامب يتفوق كثيرًا على بايدن في منصتي “إنستجرام” و”يتوتيوب” أيضًا.

ويواصل ترامب أداءه الجيد على المنصات الإلكترونية على الرغم من العديد من منشوراته المريبة حول فيروس كورونا التي تم الإبلاغ عنها أو إزالتها بسبب معلومات خاطئة أو مضللة.

وكان أفضل أسبوع لترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، هو الأسبوع الذي أصيب خلاله بكورونا ونقل للمستشفى، عندما تدفقت التمنيات له بالشفاء.

لكن موقع “أكسيوس” الإخباري أفاد بأن أداء بايدن كان أفضل في الأيام الأخيرة عندما يتعلق الأمر بإعادة التغريدات والردود على منشوراته، استنادا لمعلومات من شركة التحليلات الإعلامية “كونفيفا”.

كما أشارت التقييمات لتفوق مشاهدات اللقاء المتلفز لبايدن في قاعة البلدية، الذي بث في نفس وقت عرض لقاء ترامب بقاعة البلدية، في وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.

وأفادت تقييمات مركز “Nielson TV” للأبحاث الإعلامية بأن لقاء بايدن حصد 14.1 مليون مشاهدة مقابل 13.5 مليون مشاهدة لترامب.

بالإضافة إلى ذلك، لم تعد تجمعات ترامب تحصل على وقت بث غير محدود في شبكات التلفزيون هذا العام، كما جرى في الانتخابات السابقة.

**قضايا خاطئة ورسائل خاطئة لحملة ترامب

انتقد لونتز، منظم استطلاعات الرأي الجمهوري، الذي وصف حملة ترامب بأنها “مزحة” قبل أربع سنوات، مرة أخرى حملته ولكن لسبب مختلف هذه المرة.

وقال لونتز لشركة “غلوبال كاونسل” للاستشارات الاستراتيجية التي يترأسها بيتر ماندلسون: “(إن حملة ترامب هذا العام) أسوأ ما رأيته في حياتي، إنهم يتعاملون مع قضايا خاطئة ويرسلون الرسالة الخاطئة”

وأشار لونتز أن ترامب لا يركز على القضايا التي يهتم بها الأمريكيون، وبدلاً من ذلك يضيع وقته في مهاجمة هانتر ابن بايدن ومعاملاته التجارية.

وأضاف بأن ترامب يتخلف في نتائج الاستطلاعات من قضية تعامله مع فيروس كورونا إلى القضايا الاقتصادية.

ورغم ترويج ترامب لنفسه على أنه مرشح “القانون والنظام”، خاصة بعد الاحتجاجات، أظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز وكلية سيينا هذا الشهر، تراجعه أمام بايدن بهامش 50 إلى 44 بالمائة حينما سئل الناخبون عن المرشح الذي سيحافظ على القانون والنظام بشكل أفضل.

بدوره، قال بارو شاه، أستاذ مشارك في العلوم السياسية بجامعة ويسكونسن ميلووكي: “مخطط فن للتداخل بين مؤيدي ترامب وأنصار بايدن غير موجود”.

ومخطط فن يستخدم لإيضاح العلاقات الرياضية أو المنطقية لمجموعة من الأشياء أو المفاهيم.

وأضاف: “أنت إما مع ترامب أو ضده”، مشيرا أنه في هذه المرحلة المتأخرة من السباق لم تركز أي من الحملتين كثيرًا على محاولة كسب مؤيدين جدد، فالأمر يتعلق بمحاولة كل جانب جلب مؤيديه إلى صندوق الاقتراع.

**”اسأل هيلاري”

في الأيام الأخيرة من حملة عام 2016، بالكاد قامت هيلاري بحملتها الانتخابية في “ميشيغان” ولم تقم بحملتها على الإطلاق في ولاية “ويسكونسن”، إذ أشارت استطلاعات الرأي في الولايتين إلى أنها ستفوز.

لكن ترامب الذي أكثر من فعالياته الانتخابية في الولايتين، فاز في “ويسكونسن” بفارق نقطة مئوية واحدة من الأصوات و”ميشيغان” بفارق 0.3 نقطة مئوية.

وهذا العام يقوم ترامب بنفس الحملة، ففي جنوب شرق ولاية “ويسكونسن” وقبل 10 أيام من الانتخابات، انتظر الآلاف من المؤيدين بدون كمامات لساعات للمشاركة في تجمع ترامب الانتخابي.

لكن متوسط استطلاعات الرأي في “ويسكونسن” يظهر تقدم بايدن على ترامب بمعدل 5 إلى 10 نقاط مئوية، وفي ميشيغان تظهر الاستطلاعات تقدم بايدن بنحو 8 نقاط مئوية.

فيما قال كين براون، من الحزب الجمهوري بمقاطعة راسين جنوب شرق ولاية ويسكونسن، إن الكثير من مؤيدي ترامب والكثير من الجمهوريين، لا يصوتون في هذه الاستطلاعات.

وبينما هناك الكثير من الحديث عن مؤيدي ترامب “الخجولين” الذين لن يقروا لمنظمي استطلاعات الرأي بتأييدهم ترامب خوفا من الإحراج، يحيط الغموض بحجم الدور الذي سيلعبه أنصار “الخجولين” في الانتخابات.

وبسؤاله عن تقدم بايدن في الاستطلاعات يجيب براون بتفاؤل: “اسأل هيلاري كلينتون كيف نجح ذلك معها”.

وفي 21 أغسطس/ آب الماضي، أعلن السيناتور الديمقراطي، جو بايدن، قبوله ترشيح حزبه له لخوض الانتخابات الرئاسية منافسًا للرئيس الجمهوري الحالي، دونالد ترامب، الذي أعلن خوضه للانتخابات في 27 من ذات الشهر.

ومن المرتقب أن تشهد الولايات المتحدة يوم الثلاثاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، الانتخابات الرئاسية الـ 50 في تاريخ البلاد.
تقرير ورد في وكالة الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى