العالمرئيسي

وثيقة سرية: السويد أرادت تجريب طائراتها الحربية بأفغانستان لتسويقها تجاريا

نشر مؤخراً موقع ويكيلكس برقية سرية أرسلها السفير الأمريكي في السويد روبرت سيلفرمان إلى قوات حلف شمال الأطلسي الناتو يدعوهم فيها إلى حث السويد على معاضدة جهود الولايات المتحدة الأمريكية والقوات الأطلسية خلال الحرب في أفغانستان، والضغط عليها لزيادة قواتها العسكرية والبشرية هناك.

وإن كانت الولايات المتحدة حينها تسعى إلى تحشيد ودعم طاقمها العسكري في أداء مهمته على الأراضي الأفغانية، فإن السويد وفق ما أشار إليه خبراء ومحللون تسعى أساساً إلى تعزيز قابلية تسويق معداتها العسكرية، في ظل المنافسة الشديدة بين القوى العالمية في سوق الأسلحة.

ضغط أمريكي على السويد

دعى سيلفرمان، حلف شمال الأطلسي الناتو، للضغط على السويد لمشاركة فعالة وحقيقية في عملية إيساف العسكرية التي يقودها الناتو لمحاربة حركة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان.

ورغم أن السويد تقود ضمن عملية إيساف، فريق إعادة الإعمار الإقليمي في مزار شريف وذلك عن طريق إرسال حوالي 365 جندياً سويدياً، فإن الولايات المتحدة، حسب ما كشفت عنه وثيقة ويكيلكس، تأمل في مساهمات إضافية من شريكها الرائد في التعاون في حلف الناتو.

وفي هذا السياق وجه السفير الأمريكي في السويد دعوته إلى الناتو، لتوجيه طلب إلى القوات السويدية التي تصنف ضمن أقوى الجنود في العالم بتزويد عملية إيساف بمزيد من الكوادر البشرية ومزيد من المعدات العسكرية، وعلى وجه التحديد طائرات الهليكوبتر medevac ومقاتلات JAS GRIPEN وفرق التوجيه والاتصال التشغيلي (OMLT). وباعتبار أن السويد وسعت من تدخلها العسكري في عدة مناطق لمساندة حلفائها في الناتو خلال حروبهم في إفريقيا وأفغانستان وغيرها، كانت الولايات المتحدة حينها تأمل في استغلال جميع الموارد والفرص المتاحة لتعزيز حظوظها في حربها في أفغانستان التي أثقلت كاهلها وطال أمدها.

المشاركة السويدية.. تعزيز لمصلحتها الاقتصادية

كشف روبرت سيلفرمان في برقيته المسربة بأن عسكريين في القوات المسلحة السويدية ضغطوا وبشكل كبير على الحكومة السويدية لإرسال الطائرات المقاتلة من طراز JAS GRIPEN إلى أفغانستان، لتنفيذ هجمات جوية. وتعتبر الطائرات القتالية JAS GRIPEN طائرات مقاتلة خفيفة الوزن ومتعددة المهام وذات محرك واحد، تصنعها شركة الطيران Saab AB.

وحيث إن الخبراء العسكريين يرون أن الخبرة القتالية لازمة وأساسية في تجربة فاعلية وجاهزية المعدات العسكرية، وتعزيز قابلية تسويقها، وزيادة الطلب عليها في الأسواق العالمية للأسلحة إن أثبتت جدارتها في الحروب الواقعية، فقد عمدت السويد إلى استخدام الحرب في أفغانستان كحقل تجربة وفرصة متاحة لتسويق طائراتها المقاتلة وبالتالي تطوير مصالحها الاقتصادية.

ولكن الحرب في أفغانستان على الجماعات المسلحة التي لم تملك حينها أي سلاح جوي، جعلت من مسألة القتال الجوي والتجربة القتالية التي كانت تطمح إليها القوات السويدية، غير مطروحة بشكل جاد.

وتنسحب اليوم القوات الأجنبية وعلى رأسها القوات العسكرية الأمريكية، مخلفة جراحاً لا تندمل في أفغانستان ودماراً سيستغرق وقتاً طويلاً لإصلاحه وفقاً لمؤسسات معنية، فمنذ أن بدأت الأمم المتحدة عام 2009 توثيق الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الذين اعتبروا أفغانستان حقل تجارب، ورفعوا راية محاربة الإرهاب والجماعات المسلحة، وقد سجلت إحصائيات مقتل مئات الآلاف من المدنيين وسقوط العديد من الجرحى، وتدمير فظيع للبنية التحتية.

وبينما تنشغل القوى الدولية في إجلاء رعاياها وحلفائها في أفغانستان ودبلوماسييها، تتعالى في الأثناء أصوات حقوقية عالمية لإجراء تحقيقات شفافة وعادلة عن حقيقة الانتهاكات التي ارتكبتها القوى الدولية في أفغانستان منذ عام 2001.

TRT

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى