أكد متحدث حزب “العدالة والتنمية” التركي عمر جليك، أن بلاده تعمل على تشكيل آليات جديدة لبحث قضاياها مع مصر.
وأفاد جليك في تصريحات صحفية أدلى بها، الإثنين، أن زيارة الوفد التركي الذي يترأسه نائب وزير الخارجية إلى القاهرة تأتي في هذا الإطار.
وأكد ضرورة تباحث الطرفين بشأن قضايا أمنية إقليمية، على رأسها مسائل البحر المتوسط، بالإضافة إلى مواضيع أخرى مثل اتفاقيات التنقيب عن الغاز في المتوسط.
ولفت إلى أن الزيارة تهدف إلى تطوير آلية الحوار بين مصر وتركيا بشكل فاعل أكثر في المرحلة المقبلة سواء على صعيد البحر المتوسط أو العلاقات الثنائية.
– العلاقات مع ليبيا
كما تطرق جليك إلى زيارة الوفد التركي الذي يضم وزيري الخارجية مولود تشاووش أوغلو والدفاع خلوصي أكار إلى ليبيا، مؤكدة ضرورة تناول زيارتي الوفدين التركيين إلى كل من طرابلس والقاهرة بشكل منفصل.
وأشار إلى أن هناك أعمال متواصلة مع ليبيا وتمر بمراحل دقيقة.
ولفت جليك إلى أن الدول المساندة للجنرال المتقاعد خليفة حفتر الذي اقترن اسمه بالمقابر الجماعية، مثل فرنسا، بدأت في تغيير نهجها إلى حد ما، عقب تراجع مليشيا حفتر أمام قوات الحكومة الشرعية.
وأكد جليك حرص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها، ولقائه بشكل متكرر مع المسؤولين الليبيين، في هذا الإطار.
وأشار إلى أن زيارة الوفد التركي الرفيع الذي يضم وزيري الخارجية والدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات إلى ليبيا، تأتي في إطار الزيارات الاعتيادية المتبادلة بين البلدين.
– العمليات التركية ضد الإرهاب شمالي العراق
كما تطرق جليك إلى العمليات العسكرية التي تقوم بها تركيا ضد منظمة “بي كا كا” الإرهابية شمالي العراق.
وحول الانتقادات الموجهة لأنقرة فيما يتعلق بسيادة العراق، أكد جليك أن تركيا تولي أهمية لوحدة تراب العراق الصديق والشقيق.
ولفت جليك إلى أن وجود “بي كا كا” على أراضي العراق يمثل انتهاكا لدستور العراق وسيادته أيضا.
وأعرب عن تمنياته لو أن العراق تكمن من طرد الإرهابيين من أراضيه، بحيث لا تضطر تركيا للقيام بعمليات عسكرية في المنطقة.
وشدد جليك أن تركيا تمتلك حق الرد على الهجمات الإرهابية التي تطالها انطلاقا من الأراضي العراقية.
ونوه أن هذا الأمر حق مشروع يكفله القانون الدولي والاتفاقيات الدولية.
وأكد أن تركيا ستواصل عملياتها بنفس الشكل على أساس احترام سيادة العراق وضمان أمنها القومي في الوقت نفسه.
– الانتخابات الفلسطينية
في سياق آخر، انتقد جليك عرقلة إسرائيل إجراء الانتخابات الفلسطينية، لا سيما في القدس الشرقية.
وأشار جليك إلى تعذر اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في فلسطين منذ 2006.
ولفت إلى أنه كان يفترض اجراء انتخابات برلمانية في 22 مايو/أيار ورئاسية في 31 تموز/يوليو المقبل، لكن تم تأجيلها بسبب تجاهل إسرائيل لطلب فلسطيني بالسماح بإجراءها في القدس الشرقية.
وأكد أنه يتعين على إسرائيل السماح بإجراء الانتخابات وتحديد موعد جديد لها.
وشدد جليك على أن إسرائيل تنتهك بنود اتفاقية أوسلو المؤقتة لعام 1995، داعيا إياها إلى التزام بأحكام تلك الاتفاقية.
وأعرب عن أمله في أن تخوض الفصائل الفلسطينية الانتخابات في أجواء يسودها التفاهم ووحدة الصف.
كما شدد على أن تركيا ستتابع عن كثب مسألة تحديد موعد جديد للانتخابات والسماح بإجراءها في القدس الشرقية.
وبشأن استهداف اليونان طالبي اللجوء، قال جليك: “على المبادرين بإعطاء تركيا دروسا في قضايا مختلفة أن يُخرجوا ديمقراطيتهم أولا من مياه البحر المتوسط”.
وحول قضية قبرص، شدد جليك على ضرورة الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية دولةً ذات رؤية ومكانة دولية متساوية.
وأضاف: “أي نهج يتجاهل أتراك قبرص وجمهوريتهم وقضيتهم، ليس مجالا للتفاوض”.
واستنكر جليك تصريحات رئيس إدارة جنوب قبرص نيكوس أناستاسيادس التي تهجم فيها على تركيا مؤخرا.
ولفت إلى أن أناستاسيادس قال في معرض حديثه عن تركيا “هؤلاء الوقحون الساعون وراء أحلام الامبراطورية العثمانية”.
وأشار جليك إلى أن تلك التصريحات المرفوضة كليا تمثل قلة احترام تجاه تركيا وشعبها، وينبغي ألا تصدر عن شخص بات زعيما لمجتمع بشكل أو بآخر.
وأكد أن أناستاسيادس أدلى بتلك التصريحات في “لحظة جنون كبيرة” انتابته بسبب مطالبة قبرص التركية بحقوقها المشروعة المتمثلة في المساواة في السيادة والوضع الدولي.
