حفر تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي أنفاقا بطول 113 كيلو متر، بمحاذاة الحدود السورية التركية، في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.
وأظهر وثائقي بعنوان “المسافة صفر” لقناة “الجزيرة” القطرية، أنفاقا حفرتها ما تسمى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، التي يهيمن عليها “ي ب ك”.
كما سلط الوثائقي المذكور الضوء على حالة الفقر والعوز التي يعيشها سكان المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم وهي ما يقارب ثلث مساحة سوريا.
وتناول التقرير كذلك التلوث البيئي التي تسببه المصافي البدائية للبترول، المنتشرة بكثرة في المنطقة.
وصور طاقم عمل الوثائقي بكاميرات سرية عمليات حفر الأنفاق بالقرب من الحدود السورية التركية، حيث يقوم التنظيم بتغطية نقاط الحفر بأقمشة زرقاء كنوع من التخفي.
وتمتد تلك الأنفاق بحسب الوثائقي على مسافة 113 كلم من مدينة المالكية مرورا بمدينة القامشلي وصولاً إلى بلدة عامودا شمالي الحسكة، وتتضمن شبكة الأنفاق المذكورة نحو 1500 مخرج.
ويبلغ طول شبكة الأنفاق المتداخلة في القامشلي ذات الكثافة السكانية العالية 90 كلم، حيث تتألف من 1200 مخرج، 20 منها على الخط الحدودي للمدينة مع تركيا.
وقال طلال سلو، المتحدث السابق باسم “قسد” و المنشق عنه، في حديث لطاقم عمل الوثائقي، إن “إرهابيي التنظيم القادمون من جبال قنديل (شمال العراق) موجودون بقوة ضمن قسد، الذي يتلقى قادته التعليمات بشكل مباشر من قنديل (معقل منظمة بي كا كا الإرهابية)”.
و أظهر التقرير حالة الفقر التي يعيشها سكان المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم ، حيث رصدت عدسات طاقم العمل عشرات الأشخاص يقومون بالبحث في مكبات القمامة بمحيط مدينة رميلان الغنية بالنفط، وبالقرب من القاعدة الأمريكية هناك.
كما تناول الوثائقي ارتفاع نسبة أمراض الصدر والسرطان الناجمة عن التلوث البيئي الذي تسببه المصافي البدائية للنفط، وزيادة عدد الأطفال المولودين بإعاقة نتيجة تلوث الهواء.
وتطرق الوثائقي لاعتقالات التنظيم، ونقل عن مدني مسن قوله، إن “الناس يرفضون التكلم هنا خوفا من الاعتقال، فالتنظيم لا يتوانى حتى عن اعتقال المسنين، حيث يعتقل منذ 3 أشهر أولاد أخي ومعهم امرأتين و أحد المعتقلين عمره 12 عاما و مريض بالقلب”.
كما تحدثت امرأة تدعى دلال في الوثائقي، وهي أم لـ8 أطفال، ولا تعرف مصير زوجها الذي اعتقله إرهابيو التنظيم، وكلما سألت عنه ينكر التنظيم وجوده لديهم.