رئيسيعام

هل سيكون الوباء القادم إلكترونيا؟

قد يكون الوباء الذي من الممكن أن نتعرض له كدول عبارة عن وباء إلكتروني مدعوم من قبل دولة أو تنظيمات إرهابية. و تعتبر الهجمات الإلكترونية أكثر تفشيا و أسرع انتشارا من الفيروس البيولوجي. وهي قادرة على إلحاق الضرر بالاقتصاد والحياة بشكل أكبر.

تخيلوا هجوما إلكترونيا يستهدف شبكات الكهرباء وتفشيه في سائر أنحاء البلاد، هواتفنا ستصبح غير نافعة، محطات الوقود لن تعمل، شبكات التواصل ستنقطع تماما، سيتم إغلاق المطاعم والمتاجر، سيحصل توقف للرحلات الجوية، ستتوقف سلاسل التوريد و الأنظمة المالية و الحياة التجارية بشكل تام.

ورأينا النسخة المصغرة عن هذه اللعبة الخطرة مع ازيادر الهجمات الإلكترونية في الأشهر الماضية، إذ تعرضت أنظمة الحواسيب في مشافي كاليفورنيا و نيويورك ومناطق أخرى في أمريكا إلى هجوم من قبل مجموعة طالبت بفدية، وتم آنذاك تجميد القيود الطبية لفترة معينة. أيضا قطع القراصنة الشبكة على 16 منطقة تعليمية مما سبب في تأخير الدروس و إبطالها بشكل تام.

وتم التأكد الشهر الماضي من محاولة قراصنة حواسيب روس اختراق معلومات 500 شركة بما فيها البنتاغون و فورتشن وذلك عبر استخدام نظام برمجة SolarWinds. إذا تشكل هذه الأعمال تهديدا حقيقيا للأمن الإلكتروني و للأمان المعيشي.

ماذا يتوجب على الدول أن تفعله لمواجهة مثل هذه السيناريو؟

اولا يجب على القادة أن يعينوا مدير وطني لمجال الإلكترونات، وعلى القادة أن يتحركوا  لدمج جميع المصادر الحكومية والخاصة حول استراتيجية موحدة للأمن السيبراني. هناك الحاجة لرؤية تشمل جميع القطر لردع الأعداء وزيادة الأمن السيراني. وعلى القطاع الخاص أن يكون شريكا مفتاحيا في هذه المجادلة.

ثانيا على الإدارات أن تلعب دورا رياديا في وضع معايير دولية جديدة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وعليها أن تشارك بشكل اكبر وأكثر فعالية في المنتديات العالمية التي وضعت فيها المعايير الدولية.

ثالثا على الإدارات أن تنشأ آلية تمكنها من مشاركة المعلومات المصنفة وغير المصنفة بشأن التهديدات السيبرانية التابعة للحكومة الفيدرالية ورؤاها و البيانات الأخرى ذات الصلة إلى أقصى حد ممكن.

وعلى “النهج المجزأ ” المتعلق بمشاركة المعلومات الاستخباراتية أن يتغير . وعندما يتعلق الأمر بالنجاح في الفضاء الإلكتروني فتكتسب السرعة و يكتسب التعاون والتواصل أهمية كبيرة.

ولردع التهديدات الإلكترونية في القطاع الخاص، فيحتاج القطاع  إلى الوصول للاستخبارات بشكل أسرع و إلى تواصل سريع ومستمر لتخفيف الأضرار المرتبطة بهجوم معين. و ينبغي تطوير نهج منسق بين القطاعين العام والخاص للأمن السيبراني.

رابعا يجب معالجة أمن سلسلة توريد التكنولوجيا والاتصال. أي على الحكومات أن تؤمن سلاسل التوريد الموثوقة و الداعمة ضد المخاطر.  وأن تشرك مزودي الإنترنت الرئيسيين عبر البنية التحتية الرقمية بشبكة الاستخبارات ضد هذه التهديدات.  

وتحول موضوع هجوم أعدائنا لنمط الحياة و  سيرها بلا هوادة، و  محاولة الدول صد الهجمات الإلكترونية بمفردها و  هذه البيئة التي تشن فيها الحرب ضد التهديدات دون استثمارات كبيرة تتناسب مع حجم مخاطر الأمن القومي إلى وضع لا يقبل به.

على الدول أن تأخذ تدبيرات كبيرة قبل أن تتحول الهجمات الإلكترونية إلى وباء إلكتروني . الهجوم الإلكتروني الذي قد يهاجم دولة والذي قد يستمر لأيام، ممكن أن يتسبب في سقوط البلاد في حالة فوضى و أن يسبب لها آثار اقتصادية كبيرة.

Defence News – ترجمة M5

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى