أبلغ يائير لابيد زعيم حزب “هناك مستقبل” الإسرائيلي، مساء الأربعاء، الرئيس، رؤوفين ريفلين، بنجاحه في تشكيل حكومة، تضم للمرة الأولى في تاريخ البلاد حزبا عربيا.
جاء ذلك قبل نحو 30 دقيقة من المهلة التي منحها الرئيس ريفلين، لـ”لابيد” لتشكيل حكومة منتصف ليل اليوم الأربعاء بتوقيت إسرائيل (21: ت.غ).
وقال “لابيد” بحسب قناة “كان” الرسمية في رسالة بعث بها للرئيس الإسرائيلي إنه تمكن من تشكيل حكومة يتناوب على رئاستها مع، نفتالي بينيت، رئيس حزب “يمينا”، والذي سيتولى المهمة أولا.
وسيشارك في الحكومة الجديدة التي تطوي 12 عاما متواصلة من حكم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو أحزاب: “هناك مستقل” (وسط- 17 مقعدا من أصل 120 بالكنيست) و”يمينا” (يمين- 7 مقاعد) و”العمل” (يسار-7 مقاعد) و”أمل جديد” (يمين- 6 مقاعد)، و”أزرق- أبيض” (وسط-8 مقاعد)، و”ميرتس”(يسار-6 مقاعد) والقائمة العربية الموحدة (4 مقاعد)، و”إسرائيل بيتنا” (يمين- 7 مقاعد).
بدوره، هنأ الرئيس الإسرائيلي “لابيد” وقال: “أهنئكم وزعماء الكتل بالاتفاق على تشكيل الحكومة. ونتطلع إلى اجتماع الكنيست في أقرب وقت ممكن للمصادقة على الحكومة كما هو مطلوب”، وفق القناة ذاتها.
وسيكون “بينيت”، الأول الذي يترأس الحكومة حتى سبتمبر/أيلول 2023، ثم يخلفه “لابيد” حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2025، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.
وفيما يتعلق بتوزيع المقاعد الوزارية على الأحزاب قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن “بينيت” سيكون رئيس الوزراء، بينما سيشغل “لابيد” منصب وزير الخارجية ورئيس الحكومة البديل.
وبحسب الاتفاق الائتلافي سيظل “بيني غانتس” رئيس حزب “أزرق- أبيض” كما هو على رأس وزارة الدفاع، وسيتولى “ميكي ليفي” (هناك مستقبل) منصب رئيس الكنيست.
فيما سيتولى “أفيغدور ليبرمان” زعيم “إسرائيل بيتنا” حقيبة المالية، و”جدعون ساعر” رئيس “أمل جديد” حقيبة العدل، و “أيليت شكد” (يمينا) حقيبة الداخلية، و”يفعات ساشا-بيتون” (أمل جديد) التعليم، و”ميراف ميخائيلي”(زعيمة حزب العمل) وزارة النقل والمواصلات، و”عومر بارليف”، (العمل)، الأمن الداخلي، و”نيتسان هوروفيتش” (رئيس ميرتس) الصحة.
كما ستتولى “تمار زاندبرغ” (ميرتس) وزارة حماية البيئة، و”عيساوي فريج” (ميرتس) حقيبة التعاون الدولي، و”زئيف إلكين”(أمل جديد) حقيبة الإسكان، و”بنينا تامانو-شطا” (هناك مستقبل) حقيبة الهجرة والاستيعاب، و”نحمان شاي” (العمل) حقيبة الشتات، و”سيكونيوعاز هندل” (أمل جديد) وزيرا للإعلام، و”كارين الحرار”(هناك مستقبل) وزيرة الطاقة، و”مائير كوهين” (هناك مستقبل) وزيرا للعمل والرفاه.
من جانبه، علق رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس في تصريحات نقلتها قناة “كان”، على توقيعه على اتفاق المشاركة في الائتلاف الحكومي قائلا: “ينطوي الاتفاق على الكثير من الأمور لصالح المجتمع العربي خاصة فيما يتعلق بمنطقة النقب. هناك مخصصات ميزانية كبيرة”.
وأضاف: “هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها حزب عربي في تشكيل الحكومة. كان القرار صعبا، وهناك الكثير من الجدل. نحن مقتنعون بأن هناك فرصة جيدة لتشكيل الحكومة”.
ولاحقا قالت القائمة الموحدة في بيان، إنها “قامت الليلة، بالتوقيع على دخول الائتلاف الحكومي برئاسة بينت- لبيد، بعد التوصل لاتفاق تاريخي مقابل مكاسب وإنجازات هي الأضخم والأوسع لصالح مجتمعنا العربي وحل قضاياه الحارقة، وميزانيات تتعدى الـ 53 مليار شيكل(16.29 مليار دولار)”.
كما أعلنت “الموحدة” عن بنود الاتفاق الائتلافي والذي ينص بما في ذلك على تعديل قانون “كمينتس” خلال 120 يوما.
والقانون المذكور، سنه الكنيست عام 2017، ويهدف إلى تسريع وتيرة الهدم الفعلي للمنازل العربية عن طريق تقليص صلاحيّات المحاكم في البتّ بملفّات البناء غير المرخّص وتحويلها لجهات إداريّة قُطريّة، وإلزام السلطات المحليّة العربية بأخذ دور فعال في عمليات الهدم أو معاقبتهم لرفضهم ذلك.
كما نص الاتفاق الائتلافي على تولي القائمة الموحدة رئاسة لجنة الداخلية بالكنيست، ولجنة شؤون العرب ومنصب نائب رئيس الكنيست.
وخلال 45 يوما من تشكيل الحكومة، سيتم الاعتراف بثلاث قرى عربية في النقب، وخلال 9 أشهر سيتم الاعتراف بباقي القرى العربية، وفق نص الاتفاق.
ومن المقرر أن تؤدي الحكومة الإسرائيلية القسم في الكنيست خلال 10 أيام، بحسب “يديعوت”.
وحتى اللحظة الأخيرة كان رئيس الوزراء السابق الذي يتولى المنصب منذ عام 2009، يعمل على إفشال الإعلان عن تشكيل حكومة وحدة تضع حدا لطموحاته، وتضعه وجها لوجه في مواجهة محاكمته بتهم فساد.
وفي 24 مايو/أيار 2020، بدأت المحكمة المركزية الإسرائيلية بالقدس أولى جلسات محاكمة نتنياهو بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في 3 ملفات فساد.
والثلاثاء، رفض مكتب الرئيس الإسرائيلي، طعنا قدمه حزب “الليكود” اليميني، بقيادة نتنياهو، في شرعية تناوب زعيم حزب “هناك مستقبل” يائير لابيد، وزعيم حزب “يمينا” برئاسة نفتالي بينيت، على رئاسة الحكومة.