قال رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، الأربعاء، إن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان عزز عند الدول الأوروبية فكرة “الاستقلال الاستراتيجي لأوروبا”.
وأوضح ميشيل، في مقابلة أجراها معه مركز “الدراسات الجيوسياسية” للأبحاث ومقره باريس، أن الدول الأوروبية أبدت تضامناً مع الولايات المتحدة، عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول الشهيرة.
وتابع: “قمنا بتفعيل المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (الناتو) للمرة الأولى في تاريخ الحلف من أجل واشنطن”.
وتنص المادة الخامسة على أن الهجوم على إحدى دول الحلف سوف يُعامل على أساس أنه هجوم على بقية الأعضاء جميعاً، وأن الحلفاء ملزمون بالرد عليه، وأن استخدام القوة العسكرية يعد أحد الخيارات في هذه الحالة.
وانتقد ميشيل الإدارات الأمريكية الحالية والسابقة، قائلاً: “ما أدهشني بصفتي أوروبياً هو أنه عندما قررت الولايات المتحدة التفاوض مع طالبان في عهد ترمب وتأكيد الانسحاب من أفغانستان لاحقاً، لم يتم إجراء الكثير من المشاورات مع الشركاء الأوروبيين”.
وتابع: “أزمة أفغانستان أظهرت أنه حان الوقت لنا نحن كأوروبيين للنظر في المرآة، والسؤال كيف يمكن أن يكون لنا تأثير أكبر مستقبلاً في البيئة الجيوسياسية؟”.
وأضاف متسائلاً: “كيف يمكننا العمل على التأثير في مجرى الأحداث بطريقة تتماشى مع مصالحنا؟”.
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي على دراية بسياسة إدارة الرئيس بايدن، الهادفة لتغليب المصالح الأمريكية على مصالح الآخرين.
وفي أغسطس/آب الماضي سيطرت “طالبان” على أفغانستان، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي اكتمل نهاية الشهر نفسه.
وبانتهاء عمليات إجلاء القوات الأجنبية والمواطنين الأفغان المتعاونين معها، فرضت “طالبان” سيطرتها على مطار العاصمة كابل.