رئيسيعام

رئيس الوزراء الليبي الجديد يقيم في مقابلة العلاقات التركية الليبية و يتحدث عن أولويات حكومته

قال رئيس الوزراء الليبي الجديد عبد الحميد محمد دبيبة، إن حكومته ستتضامن مع تركيا التي وصفها بـ”الصديقة والحليفة”.

جاء ذلك في مقابلة أجراها مع الأناضول، هي الأولى من نوعها مع وسيلة إعلام، عقب تسلمه رئاسة الوزراء، قيّم فيها العلاقات التركية الليبية وأولويات حكومته في المرحلة المقبلة.

والجمعة، أسفر تصويت أجراه أعضاء ملتقى الحوار الليبي، برعاية أممية بجنيف، عن فوز قائمة تضم دبيبة، رئيسا للوزراء، ومحمد يونس المنفي، رئيسا للمجلس الرئاسي، بجانب موسى الكوني، وعبد الله حسين اللافي، عضوين في المجلس.

وأوضح دبيبة أن حكومته ستعمل على إحلال السلام بين الأطراف في البلاد وحل المشاكل الكبرى التي تواجهها.

وأضاف أن ملتقى الحوار الليبي السياسي (74 عضوا)، تم تشكيله من جميع أنحاء ليبيا، وأنه يمثل كل جغرافية وقبائل وشرائح الشعب الليبي.

وأشار إلى أن أعضاء الملتقى اتخذوا قرارا لصالح ليبيا وشعبها، وأن هذا القرار يستحوذ على أهمية بالنسبة للتغيير السلمي والديمقراطي والحر في البلاد.

ولفت إلى أن العالم كله شهد عبر الإذاعات المرئية والمسموعة، ذلك الحدث (الانتخابات التي جرت في جنيف وأسفرت عن فوز قائمة دبيبة)، وأنه استقبل الوفد في مطار معيتيقة (بالعاصمة طرابلس)، تكريما لهم.

وتابع قائلا: “الوفد سعيد بالنتائج التي تحققت، وأنا لا أعرف منهم إلا القليل جدا”.

تشكيل الحكومة بعد 3 أسابيع

وكشف دبيبة، أنه في إطار القرارات المتخذة في الحوار السياسي، سيتم تشكيل الحكومة بعد 3 أسابيع، وبعدها ستُطرح الحكومة لأخذ الثقة من قِبل البرلمان الليبي.

وردا على سؤال حول إمكانية تعيين شخصيات من الحكومة السابقة، قال: “من الممكن ذلك، فنحن سنكون حكومة تكنوقراطية وكل من أثبت فعاليته وجديته وقوته في الأداء سيكون ضمن فريق الحكومة”.

وأردف: “سيكون هناك تمثيل عادل للشعب الليبي بجميع طوائفه وجميع مناطقه. ولكن التركيز سيكون على الأهداف التكنوقراطية”.

كورونا والدستور والمصالحة .. أولويات الحكومة

وفي معرض رده على سؤال حول أولويات حكومته، قال دبيبة: “أولويات الحكومة بالدرجة الأولى هي التفكير في وباء فيروس كورونا، فهذا أمر مهم بالنسبة للشعب الليبي ولشعوب العالم، ونسعى بأقصى ما يمكن عمله من أجل الحصول على اللقاح وتطعيم الشعب الليبي”.

واستطرد: “ومن ثم سنهتم بالمصاعب الحياتية كانقطاع الكهرباء والصحة والمعوقات اليومية، ومن ثم التفكير في لجان المصالحة والتفكير في فكرة إعداد الدستور مع المجلس الرئاسي”.

وشدد على أهمية إرساء السلم الاجتماعي لحل الأزمة الليبية، قائلا: “سنشكل لجان مصالحة داخلية ليبية ليبية للتصالح مع الشعب والقبائل والطوائف المتخاصمة والمتحاربة”.

وتابع قائلا: “هذه الشرائح ستجتمع وسنعد ميزانية لجبر الضرر لتحقيق التقارب الليبي خلال هذا العام. وسنعمل على تقريب وجهات النظر الليبية إلى أبعد الحدود كي ندخل الانتخابات بشكل موحد وبدون عنف وحروب وأي حساسية بين المدن”.

وأردف: “وسنزور كل مدن ليبيا بقدر الإمكان وحكومة الوحدة الوطنية ستكون حكومة حقيقية للوحدة الوطنية الليبية”.

العلاقات مع المنطقة الشرقية

وخلال حديثه للأناضول، قيم دبيبة تصريح عبدالله الثني الذي يتولى رئاسة ما يسمى بحكومة الشرق غير المعترف بها دوليا، بان انتظار موافقة البرلمان الحالي على الحكومة الجديدة.

وفي هذا الصدد، قال دبيبة: “حكومتنا يجب أن تحصل على موافقة من برلمان طبرق، والثني تعهد وأعلن أنه سينتظر حتى اعتماد هذه الحكومة، وأعتقد أن الموضوع منطقي، وأعتقد أن مجلس النواب رحب بنتائج الحوار السياسي”.

وأردف: “الخيار هو خيار الشعب الليبي، فالشعب فرح بهذه الحكومة، وأعتقد أنهم (مجلس النواب) جزء من الشعب الليبي ولا اعتقد أنهم سيختارون أي خط آخر غير خط الشعب”.

والسبت، اشترطت الحكومة غير المعترف بها دوليا والموالية للانقلابي خليفة حفتر في شرق ليبيا، ويقودها الثني، تصديق مجلس نواب طبرق لتسليم مهامها إلى السلطة التنفيذية الجديدة المؤقتة.

العلاقات مع تركيا

وعن علاقات بلاده مع تركيا في المرحلة الجديدة، أكد دبيبة أنه سيكون هناك تضامن بين الجانبين.

وأضاف قائلا: “لدينا تضامن كبير مع الدولة والشعب التركيين، تركيا حليفة وصديقة وشقيقة وعندها من الإمكانيات الكثيرة لمساعدة الليبيين في الوصول إلى أهدافهم الحقيقية. وتركيا تعتبر من الشركاء الحقيقيين لنا”.

وعن تقييمه للعلاقات التجارية بين ليبيا وتركيا، على اعتبار أنه كان رجل أعمال في السابق، قال دبيبة: “تركيا فرضت وضعها ووجودها في العالم وليس في ليبيا فقط، وهي الدولة الوحيدة التي استطاع الليبيون الذهاب إليها بحرية خلال فترة الحرب”.

وتابع: “تركيا فتحت مطاراتها ولم تغلق سفارتها في طرابلس، وأعتقد أن حرية التنقل سوف تنعكس على التعاون بين الشعبين في مجال الاقتصاد. ونأمل أن ننمي هذا التعاون ونرفع حجم التبادل التجاري إلى أعلى المستويات”.

محاسبة مرتكبي جرائم حرب

وتطرق دبيبة أيضا إلى مسألة محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في ليبيا.

وقال في هذا الصدد: “بالنسبة للجرائم المرتكبة، القانون سيأخذ مجراه، ولكن نحن في مرحلة صعبة من تأسيس السلام في ليبيا، ولا بد من تنازلات من كلا الطرفين ونلتقي في نقطة واحدة لتحقيق المصالح الليبية”.

وأردف: “فلا يمكن أن نتشدد في موقفنا وهم يتشددون، فنحن نريد مصالحة حقيقية بين كل الأطراف الليبية ومن يثبت إجرامه سيواجه القضاء والعدل”.

من هو عبد الحميد دبيبة

ولد دبيبة عام 1958 في مدينة مصراتة التي تعتبر قلعة الثورة في ليبيا، ويحظى بدعم قبائل في غرب البلاد.

وخلال سنوات الحرب، كان يُعرف دبيبة بهويته التجارية، كونه كان رجل أعمال، ولم يكن الشارع الليبي يعرف هويته السياسية إلى حين توليه منصب رئاسة الحكومة الجديدة.

دبيبة الذي يترأس منذ عام 2006 شركة ليبيا للاستثمار والتنمية التي تعتبر واحدة من أكبر شركات البناء في ليبيا، هو أيضًا رئيس نادي الاتحاد لكرة القدم في البلاد.

وأكمل دبيبة دراسته الجامعية والدراسات العليا في الهندسة في كندا، ويلقبه أقاربه بـ”المهندس”، ويُقال بأن أبناءه يحملون الجنسية الكندية.

والجمعة، أسفر تصويت أجراه أعضاء ملتقى الحوار الليبي، برعاية أممية في جنيف، عن فوز قائمة دبيبة، بينما فشلت قائمة كانت تضم عقيلة صالح، حليف الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، كرئيس للمجلس الرئاسي، في الحصول على ثقة أعضاء المجلس.

وستتولى القائمة الفائزة في التصويت، إدارة شؤون البلاد مؤقتا، حتى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.

AA

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى