تحدثت مجلة فورين بوليسي الأمريكية عمَّا إذا كانت روسيا تستعد لخوض حرب في أوكرانيا في ظل التوتر على الحدود في منطقة دونباس شرقي البلاد.
وتطرقت المجلة في تقرير لها إلى استمرار التعزيز العسكري الروسي بالقرب من الحدود الأوكرانية هذا الأسبوع، ممَّا أدى إلى تعميق قلق دول العالم بشأن نيات موسكو النهائية مع تصعيد كبار المسؤولين الروس ووسائل الإعلام الحكومية من حدة اللهجة.
وتصاعد التوتر في منطقة “دونباس” منذ أن أعلنت كييف في 26 مارس/آذار المنصرم مقتل 4 من جنودها جرّاء إطلاق نار من قبل انفصاليين موالين لروسيا.
تبع تلك الخطوة بدء روسيا بحشد قواتها العسكرية إلى الحدود مع أوكرانيا خشية انزلاق الأوضاع بدفع أمريكي أوروبي، وفق ما تقول موسكو.
وأشارت المجلة إلى أن ما بدا وكأنه استعراض للقوة أمام إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ربما أصبح شيئاً أكبر، إذ تظهر مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي قوافل لمركبات عسكرية تصل إلى المنطقة من أماكن بعيدة مثل سيبيريا.
وفقاً لتحليل أجرته مجموعة استقصائية روسية، تتجمع القوات جنوب مدينة فوروينيغ الروسية على بعد نحو 155 ميلاً من الحدود مع أوكرانيا.
وعلقت بأن هذا التجمع للقوات بعيد بما يكفي لدرجة أن الغزو الفوري يبدو غير مرجح، لكنه قريب بما يكفي لإثارة التوتر.
كما أن تحركات القوات من المناطق العسكرية الغربية والجنوبية تتجاوز بكثير ما كان متوقعاً في العادة لمناورة عادية من النوع الذي نفذته روسيا مؤخراً.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، إن الحشود العسكرية التي أرسلتها روسيا مؤخراً إلى الحدود مع أوكرانيا تعد الكبرى منذ عام 2014.
وأوضح المتحدث باسم الوزارة جون كيربي، الجمعة، في مؤتمر صحفي، أن روسيا لم تظهر نيتها بشفافية، مضيفاً أن “الحشد هناك (على الحدود مع أوكرانيا) يثير القلق”، وأن “هذه الخطوة لا تسهم في استقرار المنطقة”.
وذكرت المجلة الأمريكية أن الحشد العسكري ترافق مع تزايد صيحات التهديد بالقوة العسكرية من قبل الروس.
فقد حذر المسؤول الرفيع في الكرملين ديمتري كوزاك الخميس من أن تصعيداً كبيراً في الصراع سيكون بمنزلة “بداية نهاية أوكرانيا”.
ويوم الجمعة حذر السكرتير الصحفي الروسي دميتري بيسكوف من أن بلاده قد تضطر إلى التدخل في حالة وقوع “كارثة إنسانية مماثلة لسربرنيتسا”، في إشارة إلى الإبادة الجماعية لأكثر من 8000 مسلم بوسني على يد القوات الصربية في يوليو/تموز 1995.
وحذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الجمعة من أن محاولة كييف الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “لن تؤدي فقط إلى تصعيد هائل للوضع في جنوب شرق البلاد، بل قد تترتب عليها أيضاً عواقب لا رجعة فيها على وضع أوكرانيا كدولة”.
وعلى الرغم من هذا التوتر استبعد الجيش الأوكراني الجمعة شنّ هجوم على الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يسيطرون على منطقتين شرق البلاد، في ظل تنامي المخاوف من تصعيد كبير للنزاع المستمر منذ أعوام.