حذّر الممثل الأممي السامي لتحالف الحضارات، ميغيل أنخيل موراتينوس، من مغبة “إهانة الأديان والرموز الدينية المقدسة “مؤكدا أن “حرية التعبير ينبغي أن تحترم بالكامل المعتقدات الدينية لجميع الأديان”.
جاء ذلك في بيان وزعه، الأربعاء، مكتب أمين عام الأمم المتحدة على الصحفيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، ووصل إلى وكالة الأناضول نسخة منه، حول تداعيات المواقف الفرنسية الأخيرة من الإسلام والمسلمين.
وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية نشر صور ورسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد، على واجهات مبانٍ، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي.
وفي 21 أكتوبر/تشرين أول الجاري قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا لن تتخلى عن “الرسوم الكاريكاتورية”، ما ضاعف موجة الغضب في العالم الإسلامي، وأُطلقت في بعض الدول حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية.
وقال الممثل السامي في بيانه إنه “يتابع بقلق عميق التوترات المتزايدة وحالات عدم التسامح التي أثارها نشر الرسوم الكاريكاتورية الساخرة التي تصور النبي محمد، والتي يعتبرها المسلمون مهينة للغاية”.
وحذّر من مغبة أن تثير “إهانة الأديان والرموز الدينية المقدسة الكراهية والتطرف العنيف مما يؤدي إلى استقطاب وتفكك المجتمع”.
ودعا موراتينوس إلى ضرورة “الاحترام المتبادل لجميع الأديان والمعتقدات، وإلى تعزيز ثقافة الأخوة والسلام”.
وتابع مؤكدًا أنه “ينبغي ممارسة حرية التعبير بطريقة تحترم بالكامل المعتقدات الدينية لجميع الأديان.. كما ان أعمال العنف لا يمكن ولا ينبغي ربطها بأي دين أو جنسية أو حضارة أو جماعة عرقية”.
وأضاف “حرية الدين أو المعتقد وحرية التعبير هي حقوق مترابطة ومتشابكة ويعزز بعضها بعضاً ، وهي حقوق متجذرة في المادتين 18 و 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. والتمسك بهذه الحقوق الأساسية وحمايتها هي المسؤولية الأساسية للدول الأعضاء”.
وأشار الممثل السامي إلى خطة عمل الأمم المتحدة واستراتيجيتها بشأن خطاب الكراهية التي توفر إرشادات بشأن مكافحة خطاب الكراهية والعنصرية والتمييز.
كما أوضح أن “جميع الديانات الرئيسية في العالم تتبنى التسامح والتعايش السلمي بروح الإنسانية المشتركة”.
وحث الممثل السامي على “الحوار بين الأديان والثقافات ومناقشة الأفكار على المستويات المحلية والوطنية والدولية التي يمكن أن تكون أداة قوية ضد التعصب الديني والتحيزات والقوالب النمطية”.
يشار أن تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة تم انشائه قبل خمسة عشر عامًا ليكون بمثابة أداة قوة ناعمة لمنع الصراع من خلال تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان وبناء جسور التفاهم بين الثقافات والأديان المختلفة.